Saturday 13 December 2025
رياضة

الخراشي : باحتضان المغرب للتظاهرات الرياضية الكبرى سنترك للمستقبل إرثا يفتخر به أبناؤنا وأحفادنا

الخراشي : باحتضان المغرب للتظاهرات الرياضية الكبرى سنترك للمستقبل إرثا يفتخر به أبناؤنا وأحفادنا يونس الخراشي، صحافي رياضي
في سياق استعداد المغرب لاحتضان كأس إفريقيا للأمم ومونديال 2030، يتحدث الصحافي الرياضي يونس الخراشي عن العوامل التي مكنت المملكة من بلوغ هذا المستوى في تنظيم التظاهرات الرياضية الكبرى، وعن رهانات الحفاظ على المكتسبات وتحويل الرياضة إلى رافعة تنموية وإرث وطني مستدام.
 
‬عما‭ ‬قريب‭ ‬سينطلق‭ ‬الكان‭ ‬بالمغرب،‭ ‬وبعده‭ ‬بأربع‭ ‬سنوات‭ ‬سينطلق‭ ‬مونديال‭ ‬2030،‭ ‬كيف‭ ‬وصل‭ ‬المغرب‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬المستوى‭ ‬من‭ ‬تنظيم‭ ‬التظاهرات‭ ‬الرياضيةالكبرى؟‭ ‬
 أولا‭ ‬وقبل‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬ينبغي‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬يتعلق‭ ‬برؤية‭ ‬ملكية،‭ ‬ونعود‭ ‬هنا‭ ‬إلى‭ ‬الرسالة‭ ‬الملكية‭ ‬إلى‭ ‬المناظرة‭ ‬الوطنية‭ ‬لسنة‭ ‬2008، ‬بالصخيرات،‭ ‬حيث‭ ‬أشارت‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬الاهتمام‭ ‬بهذا‭ ‬الجانب،‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أنه‭ ‬يكسب‭ ‬المغرب‭ ‬عدة‭ ‬مهارات،‭ ‬من‭ ‬الجانب‭ ‬الرياضي،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬أنه‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬التنمية،‭ ‬بفعل‭ ‬توفير‭ ‬البنيات‭ ‬التحتية،‭ ‬وتقوية‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني‭.‬
وهنا،‭ ‬أشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المغرب‭ ‬نظم‭ ‬عددا‭ ‬مهما‭ ‬من‭ ‬التظاهرات‭ ‬الكبرى،‭ ‬سواء‭ ‬منها‭ ‬الجهوية‭ ‬أو‭ ‬القارية‭ ‬أو‭ ‬الدولية،‭ ‬وكلها‭ ‬ساهمت،‭ ‬بشكل‭ ‬من‭ ‬الأشكال،‭ ‬في‭ ‬تميزه،‭ ‬وإشعاعه،‭ ‬وكسبه،‭ ‬شيئا‭ ‬فشيئا،‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬المضي‭ ‬قدما‭ ‬نحو‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬أكبر‭ ‬وأهم‭. ‬وهكذا،‭ ‬فإن‭ ‬تنظيم‭ ‬كأس‭ ‬إفريقيا،‭ ‬مثلا،‭ ‬أو‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬للفتيات‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬17‭ ‬سنة،‭ ‬بروفة‭ ‬جيدة‭ ‬للإعداد‭ ‬لتنظيم‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬بالاشتراك‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬إسبانيا‭ ‬والبرتغال‭.‬
 
 ‬ماذا‭ ‬على‭ ‬المغرب‭ ‬فعله‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المكتسبات؟‭
 للحفاظ‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المكتسبات،‭ ‬يلزمنا‭ ‬اعتمادها‭ ‬رسميا‭ ‬في‭ ‬دفاتر‭ ‬التحملات‭ ‬الخاصة‭ ‬بالتهيئة‭ ‬العمرانية‭ ‬للأحياء‭ ‬والمدن،‭ ‬والجهات‭ ‬الإثنى‭ ‬عشر،‭ ‬وضم‭ ‬الملاعب‭ ‬إلى‭ ‬النسيج‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والسياحي‭ ‬والعمراني‭ ‬والثقافي،‭ ‬كي‭ ‬لا‭ ‬تبقى‭ ‬معزولة،‭ ‬وقاصرة‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬مباريات‭ ‬نهاية‭ ‬الأسبوع‭.‬
يلزمنا‭ ‬أيضا‭ ‬الانتقال‭ ‬من‭ ‬الكلام‭ ‬إلى‭ ‬الفعل‭ ‬في‭ ‬جعل‭ ‬الرياضة‭ ‬رافعة‭ ‬أساسية‭ ‬ضمن‭ ‬التعليم‭ ‬الأساسي،‭ ‬والتعليم‭ ‬عموما،‭ ‬بحيث‭ ‬يصبح‭ ‬التريض‭ ‬فريضة‭ ‬وطنية،‭ ‬وهوية‭ ‬مغربية،‭ ‬تحول‭ ‬المواطن‭ ‬من‭ ‬متفرج‭ ‬إلى‭ ‬رياضي‭ ‬بامتياز،‭ ‬يعتمد‭ ‬النشاط‭ ‬الرياضي‭ ‬في‭ ‬يومه،‭ ‬ليحسن‭ ‬صحته‭ ‬الجسدية‭ ‬والنفسية،‭ ‬ويحافظ‭ ‬على‭ ‬مواطنته‭.‬
بهذه‭ ‬الطريقة،‭ ‬سيصبح‭ ‬مكسب‭ ‬اليوم،‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬الحمض‭ ‬النووي‭ ‬المغربي،‭ ‬وضرورة‭ ‬وطنية،‭ ‬ومن‭ ‬تم،‭ ‬سيصير‭ ‬شيئا‭ ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬الأشياء‭ ‬التي‭ ‬يراها‭ ‬فيها‭ ‬المواطن‭ ‬نفسه،‭ ‬وبلده‭.‬ ‬
 
ماذا‭ ‬سيربح‭ ‬المغرب‭ ‬من‭ ‬تنظيم‭ ‬هذه‭ ‬التظاهرات؟
 المغرب‭ ‬ربح،‭ ‬وسيربح،‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬تنظيم‭ ‬التظاهرات‭ ‬الرياضية،‭ ‬سواء‭ ‬تعلق‭ ‬الأمر‭ ‬بما‭ ‬هو‭ ‬اقتصادي‭ ‬محض‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬رياضي،‭ ‬بالضرورة،‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬ثقافي‭ ‬ونفسي‭ ‬واجتماعي،‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الانفتاح‭ ‬على‭ ‬العالم،‭ ‬والتنوع،‭ ‬وتصدير‭ ‬صورتنا‭ ‬الجمعية،‭ ‬وثقافتنا‭ ‬إلى‭ ‬الجميع،‭ ‬بحيث‭ ‬يصير‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬مغربي‭ ‬هوياتي،‭ ‬مشهودا‭ ‬ومشهورا‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العالمي‭.‬
إن‭ ‬تنظيم‭ ‬تظاهرة‭ ‬واحدة‭ ‬يحرك‭ ‬الدورة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬لمدينة،‭ ‬وجهة،‭ ‬وبلد‭ ‬كله،‭ ‬بحيث‭ ‬يساهم‭ ‬فيه‭ ‬الجميع،‭ ‬ويساهم‭ ‬في‭ ‬ترفيه‭ ‬وتنشيط‭ ‬وتنمية‭ ‬الجميع‭. ‬وهكذا،‭ ‬سنكون‭ ‬قد‭ ‬تركنا‭ ‬للمستقبل‭ ‬إرثا‭ ‬يفتخر‭ ‬به‭ ‬أبناؤنا‭ ‬وأحفادنا،‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬هذا‭ ‬الإرث‭ ‬بعض‭ ‬الذين‭ ‬الواجب‭ ‬تأديته‭ ‬لمن‭ ‬استدان‭ ‬منهم‭ ‬المغرب‭. ‬على‭ ‬مواطنته‭.‬
بهذه‭ ‬الطريقة،‭ ‬سيصبح‭ ‬مكسب‭ ‬اليوم،‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬الحمض‭ ‬النووي‭ ‬المغربي،‭ ‬وضرورة‭ ‬وطنية،‭ ‬ومن‭ ‬تم،‭ ‬سيصير‭ ‬شيئا‭ ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬الأشياء‭ ‬التي‭ ‬يراها‭ ‬فيها‭ ‬المواطن‭ ‬نفسه،‭ ‬وبلده‭.‬