Thursday 6 November 2025

خارج الحدود

أبو آدم المهدي: الصحافة البولندية تحتفي بموقف وارسو: بولندا تختار الحقيقة وتصف المغرب بصانع الاستقرار في إفريقيا

أبو آدم المهدي: الصحافة البولندية تحتفي بموقف وارسو: بولندا تختار الحقيقة وتصف المغرب بصانع الاستقرار في إفريقيا أبو آدم المهدي
أصداء القرار في الصحافة البولندية كانت لافتة ومعبرة عن تحول حقيقي في المزاج الإعلامي الأوروبي تجاه قضية الصحراء المغربية. فمعظم الصحف والمواقع الإخبارية البولندية تناولت الاعتراف الأممي وتأييد بولندا للمبادرة المغربية بنبرة إيجابية واضحة، ووصفت الموقف بأنه خطوة متقدمة تعبر عن “نضج سياسي وشجاعة دبلوماسية” في دعم الحلول الواقعية بدل المواقف الرمادية. كتبت بعض الصحف أن بولندا، التي عرفت معنى فقدان السيادة وذاقت مرارة الانقسام تدرك اليوم أكثر من أي وقت مضى أهمية احترام وحدة الدول واستقرارها، ولذلك كان من الطبيعي أن تصطف إلى جانب المغرب الذي قدم منذ سنوات حلا عمليا يوازن بين الشرعية الدولية ومصالح سكان الأقاليم الجنوبية.
 
 كما تحدثت تحليلات أخرى عن أن وارسو لا ترى في موقفها مجرد تضامن سياسي، بل استثمارا في مستقبل شراكة إستراتيجية مع بلد بات يعتبر بوابة أوروبا إلى إفريقيا. وقد ركزت المقالات الاقتصادية في الصحف البولندية على الأبعاد العملية لهذا التقارب، مشيرة إلى أن الاعتراف بدور المغرب في استقرار المنطقة سيفتح المجال أمام مشاريع استثمارية كبرى في مجالات الطاقة المتجددة والبنية التحتية واللوجستيك، وأن الأقاليم الجنوبية للمملكة باتت تمثل فرصة جديدة للشركات البولندية الراغبة في التوسع نحو القارة الإفريقية في بيئة آمنة ومهيأة قانونيا. 
 
بعض التعليقات السياسية ذهبت أبعد من ذلك حين قالت إن بولندا أظهرت أن أوروبا لا يمكن أن تبقى أسيرة التردد، وإن الوقت حان لتبني مواقف واضحة تجاه النزاعات التي تعيق التنمية، معتبرة أن “الكيان الوهمي” فقد منذ زمن طويل أي قاعدة شرعية أو شعبية يمكن البناء عليها. أما الافتتاحيات فقد أشادت بالحكمة المغربية في التعامل مع الملف، وبالقيادة الهادئة لجلالة الملك محمد السادس التي جعلت من الحكم الذاتي مشروعا تنمويا قبل أن يكون سياسيا. كما عكست الصحافة البولندية الرسمية شعورا عاما بالفخر من كون بولندا اتخذت موقفا سياسيا واقعيا من خلال تبنيها لمقاربة عادلة. ووصفت القرار الأممي وما تبعه من موقف وارسو بأنه لحظة انتصارٍ للواقعية السياسية وللشراكة الصادقة بين الدول التي تؤمن بالاستقرار والتنمية فوق الشعارات الفارغة.