شكلت "ساقية الهروسية" إلى جانب كل من "الساقية الجعفرية" و"الساقية العلوية" و"الساقية المخزنية" أهم القنوات التي كانت تزود عبرها معاصر السكر، التي شيدت في عهد أحمد المنصور السعدي ببلاد أحمر القديمة: (معصرة سور العبيد، ومعصرة سور الغابة) بزاوية بلمقدم، التابعة حاليا لإقليم شيشاوة، و (معصرة سيدي شيكر) بالقرب من رباط شاكر، التابع لإقليم اليوسفية.
توجد معصرة سكر سيدي شيكر شمال وادي تانسيفت، على بعد حوالي 4 كلم من المركز، في اتجاه الطريق الجهوية 204، بالمكان المعروف بدار الباهية. وهي تتكون من مجموعة من الوحدات لا زالت بقاياها متواجدة، رغم ما تعرضت له من إتلاف، بفعل عوائد الزمن والتدخل البشري.
وقد كانت هذه المعصرة، تتلقى المياه التي تدخل في إدارتها، من (سد تحويلي) أحدث لهذا الغرض على وادي تانسيفت من قبل السعديين في القرن 16ميلادية، عبر ساقية الهروسية.
كان منطلق ساقية الهروسية من سد (أگوگ) الذي يوجد على بعد حوالي 22 كلم، من معصرة سكر سيدي شيكر في تجاه الشرق، عند نقطة التقاء وادي تانسيفت برافده الواد المالح، بمنطقة صخرية تعرف ب "جبيل الحليب"، تتميز بصخورها الصلبة وارتفاعها الذي يزيد عن 330 متر.
ويبدو أن اختيار موضع السد من طرف السعديين آنذاك، كان صائبا وخاضعا لمقاييس رياضية وفيزيائية، وظفت فيها خبرة بشرية وتقنية عالية. وهكذا تم تشييده بين منطقتين صخريتين: طوله 80 مترا، وعرضه مترين، وعلوه يزيد عن أربعة أمتار، بمواد صلبة مقاومة للمياه، وتم ربطه بقناة للسقي (ساقية الهروسية)، لتزود في البداية مزارع قصب السكر، والمعصرة بالمياه.
ويبدو أن اختيار موضع السد من طرف السعديين آنذاك، كان صائبا وخاضعا لمقاييس رياضية وفيزيائية، وظفت فيها خبرة بشرية وتقنية عالية. وهكذا تم تشييده بين منطقتين صخريتين: طوله 80 مترا، وعرضه مترين، وعلوه يزيد عن أربعة أمتار، بمواد صلبة مقاومة للمياه، وتم ربطه بقناة للسقي (ساقية الهروسية)، لتزود في البداية مزارع قصب السكر، والمعصرة بالمياه.
ويتبين من خلال الدراسات الأركيولوجية المنجزة، والمعاينة الميدانية، أن نقطة انطلاق الساقية الهروسية تمتد من السد إلى حدائق زاوية اهديل المعمورة بشكل مكشوف، مرورا ب: جرف گمران، ثم قنطرة واد فودة، لتتخذ شكل جريان تحت أرضي (خطارات) مرورا بوادي الجمالة ووادي ياسين، لتصل في النهاية إلى معصرة السكر عن طريق قناة مائية نهائية.
وتؤكد بقايا قنوات صرف مياه ساقية الهروسية ومعصرة السكر، المجهود الذي بذله المشيدون، والخبرة التي كانوا يتوفرون عليها في هذا الميدان.
وبالإمكان المحافظة على هذه البقايا، باعتبارها تراثا معماريا وحضاريا، لا زال في حاجة إلى البحث والتنقيب، لإبراز خصوصيات المنطقة والأدوار التي كانت لها في تاريخ المغرب، هذا إلى جانب الاستفادة منها فيما يخص أشكال البناء والعمران، والتقنيات التي كانت تستعمل في جلب المياه من وادي تانسيفت، رغم تنوع التضاريس، وبعد المسافة ما بين مصدر المياه (أگوگ)، ومعصرة السكر سيدي شيكر.
وعموما ساهمت الساقية و(أگوگ) في تنظيم الحياة الاقتصادية والاجتماعية بزاوية اهديل معمورة، وهي حياة مبنية على التآزر والتضامن والتعاون، تحكمها قوانين تسري على جميع مكونات الزاوية، سواء من حيث توزيع المياه من طرف (المزان)، والمشاركة في تنقية وإصلاح الساقية، وإصلاح ما قد يلحق "أگوگ" من تدمير نتيجة قوة السيول.
وإلى جانب أهميتهما الاقتصادية والاجتماعية، يمكنهما أن يشكلا مع باقي المرافق (رباط شاكر، ومحمية الغزال، وسد رجراجرة) فضاءا سياحيا بامتياز يساهم في تنمية وتطور الجماعة الترابية سيدي شيكر.