Wednesday 15 October 2025
رياضة

لماذا تتهافت إفريقيا على الأطر المغربية لتدريب أنديتها الكروية؟!

لماذا تتهافت إفريقيا على الأطر المغربية لتدريب أنديتها الكروية؟! محمد‭ ‬بورجي، ولمياء بومهدي، وعبد‭ ‬الرحيم‭ ‬طاليب(يسارا)
فضل‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الأطر‭ ‬الوطنية خوض‭ ‬تجارب‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الدوريات‭ ‬الإفريقية،‭ ‬وتحديدا‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬إفريقيا‭ ‬جنوب‭ ‬الصحراء،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬وجدوا‭ ‬أنفسهم‭ ‬خارج‭ ‬حسابات‭ ‬الأندية‭ ‬الوطنية،‭ ‬التي‭ ‬لجأت‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬إلى‭ ‬التعاقد‭ ‬مع‭ ‬مدربين‭ ‬أجانب،‭ ‬أوروبيين‭ ‬وعرب‭. ‬هذا‭ ‬الواقع‭ ‬دفع‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬المدربين‭ ‬المغاربة‭ ‬إلى‭ ‬طرق‭ ‬أبواب‭ ‬القارة‭ ‬السمراء،‭ ‬حيث‭ ‬استطاعوا‭ ‬أن‭ ‬يفرضوا‭ ‬أنفسهم‭ ‬بقوة،‭ ‬محققين‭ ‬نتائج‭ ‬لافتة‭ ‬جعلتهم‭ ‬محل‭ ‬ثقة‭ ‬الأندية‭ ‬والمنتخبات‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭.‬
‭"‬أنفاس بريس‭"‬ تسلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬أبرز‭ ‬الأسماء‭ ‬المغربية‭ ‬التي‭ ‬تبصم‭ ‬على‭ ‬تجارب‭ ‬جديدة‭ ‬بالدوريات‭ ‬الإفريقية،‭ ‬وعلى‭ ‬تاريخ‭ ‬الهجرات‭ ‬الأولى‭ ‬للمدربين‭ ‬إلى‭ ‬دول‭ ‬جنوب‭ ‬الصحراء‭.
‮ ‬
‮ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬الإفريقية‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬المدربين‭ ‬العرب،‭ ‬إذ‭ ‬أن‭ ‬تاريخ‭ ‬منتخباتها‭ ‬يؤكد‭ ‬اعتماد‭ ‬اتحاداتها‭ ‬الكروية‭ ‬على‭ ‬المدربين‭ ‬القادمين‭ ‬من‭ ‬أوربا‭ ‬الشرقية‭ ‬ومن‭ ‬فرنسا‭ ‬بالنسبة‭ ‬للدول‭ ‬الفرنكفونية،‭ ‬أما‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الأندية‭ ‬فإن‭ ‬الفرق‭ ‬غالبا‭ ‬ما‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬مدربين‭ ‬محليين‭ ‬غالبيتهم‭ ‬من‭ ‬اللاعبين‭ ‬السابقين‭.‬
لكن‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬الإفريقية‭ ‬ستشهد‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬تحولا‭ ‬ملحوظا‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬اختيارات‭ ‬الأندية‭ ‬والمنتخبات‭ ‬الوطنية‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالأطر‭ ‬التقنية،‭ ‬حيث‭ ‬أصبح‭ ‬المدرب‭ ‬المغربي‭ ‬خيارا‭ ‬مفضلا‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬الفرق‭ ‬التي‭ ‬تطمح‭ ‬لتحقيق‭ ‬قفزة‭ ‬نوعية‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الأداء‭ ‬والنتائج‭. ‬ويعود‭ ‬هذا‭ ‬التحول‭ ‬إلى‭ ‬السمعة‭ ‬الطيبة‭ ‬التي‭ ‬راكمها‭ ‬المدربون‭ ‬المغاربة،‭ ‬والتصنيف‭ ‬القاري‭ ‬والعالمي‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬المغربية،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬التكلفة‭ ‬«المعقولة»‭ ‬للمدرب‭ ‬المغربي‭ ‬مقارنة‭ ‬مع‭ ‬نظيره‭ ‬الأوروبي‭.‬‮ ‬
‮ ‬
مدربون‭ ‬مغاربة‭ ‬يكتشفون‭ ‬كينيا
يعد‭ ‬الإطار‭ ‬الوطني‭ ‬محمد‭ ‬بورجي،‭ ‬اللاعب‭ ‬السابق‭ ‬لنادي‭ ‬الوداد‭ ‬الرياضي‭ ‬و‭ ‬فريق‭ ‬الجيش‭ ‬الملكي‭ ‬والطليعة‭ ‬السوري،‭ ‬أحدث‭ ‬المنضمين‭ ‬إلى‭ ‬قائمة‭ ‬المدربين‭ ‬المغاربة‭ ‬في‭ ‬إفريقيا،‭ ‬بعد‭ ‬تعاقده‭ ‬مع‭ ‬النادي‭ ‬الكيني‭ ‬«بانداري‭ ‬إف‭ ‬سي»‭ ‬الذي‭ ‬يمثل‭ ‬مدينة‭ ‬مومباسا،‭ ‬خلفا‭ ‬للمدرب‭ ‬المحلي‭ ‬أوديامبو‭ ‬برفقة‭ ‬مساعده‭ ‬الإطار‭ ‬المغربي‭ ‬طارق‭ ‬بن‭ ‬دامو‭ ‬اللاعب‭ ‬السابق‭ ‬بنادي‭ ‬الرجاء‭. ‬تمكن‭ ‬هذا‭ ‬الثنائي‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬نتائج‭ ‬جيدة‭ ‬في‭ ‬أولى‭ ‬اللقاءات،‭ ‬علما‭ ‬أن‭ ‬بورجي‭ ‬سبق‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬أشرف‭ ‬على‭ ‬تدريب‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الفرق‭ ‬المغربية‭ ‬أبرزها‭ ‬نجم‭ ‬الشباب‭ ‬البيضاوي،‭ ‬بينما‭ ‬اشتغل‭ ‬مساعده‭ ‬ضمن‭ ‬الفئات‭ ‬العمرية‭ ‬للرجاء،‭ ‬وكان‭ ‬ضمن‭ ‬المنتخب‭ ‬المغربي‭ ‬الذي‭ ‬احتل‭ ‬الصف‭ ‬الرابع‭ ‬في‭ ‬مونديال‭ ‬الشباب‭ ‬سنة‭ ‬2005‭.‬
‮ ‬وسبق‭ ‬‮ ‬للمدرب‭ ‬المغربي‭ ‬محمد‭ ‬خيري‭ ‬سبق‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬واجه‭ ‬المنتخب‭ ‬الوطني‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬مدربا‭ ‬لمنتخب‭ ‬كينيا‭ ‬سنة‭ ‬2005،‭ ‬وكانت‭ ‬المباراة‭ ‬برسم‭ ‬إقصائيات‭ ‬مونديال‭ ‬ألمانيا‭ ‬2006،‭ ‬وانتهت‭ ‬بالتعادل،‭ ‬وبذلك‭ ‬يكون‭ ‬خيري‭ ‬هو‭ ‬أول‭ ‬مغربي‭ ‬يدرب‭ ‬فريقا‭ ‬في‭ ‬كينيا‭.‬
‮ ‬
مدربون‭ ‬مغاربة‭ ‬بين‭ ‬رواندا‭ ‬وتانزانيا‭ ‬وجنوب‭ ‬إفريقيا‭ ‬والنيجر‭ ‬وبوركينافاصو
‮في‭ ‬رواندا،‭ ‬تعاقد‭ ‬نادي‭ ‬الجيش‭ ‬الرواندي،‭ ‬بطل‭ ‬الدوري‭ ‬المحلي،‭ ‬مع‭ ‬المدرب‭ ‬المغربي‭ ‬عبد‭ ‬الرحيم‭ ‬طاليب،‭ ‬في‭ ‬خطوة‭ ‬تؤكد‭ ‬ثقة‭ ‬الأندية‭ ‬الإفريقية‭ ‬في‭ ‬المدرسة‭ ‬المغربية‭. ‬وقد‭ ‬وقع‭ ‬طاليب‭ ‬عقدا‭ ‬يمتد‭ ‬لموسمين،‭ ‬ويصاحبه‭ ‬طاقم‭ ‬تقني‭ ‬مغربي‭ ‬متكامل‭ ‬يضم‭ ‬شهيد‭ ‬محمد‭ ‬والحاج‭ ‬الطيب‭ ‬حسن،‭ ‬في‭ ‬تجربة‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬الاستقرار‭ ‬الفني‭ ‬للفريق‭ ‬الرواندي،‭ ‬وقد‭ ‬سبقه‭ ‬لتدريب‭ ‬هذا‭ ‬الفريق‭ ‬الإطار‭ ‬الوطني‭ ‬عادل‭ ‬محمد‭ ‬الراضي‭.‬
في‭ ‬الدوري‭ ‬التنزاني،‭ ‬قاد‭ ‬المدرب‭ ‬المغربي‭ ‬رشيد‭ ‬الطاوسي‭ ‬نادي‭ ‬عزام‭ ‬إلى‭ ‬مسار‭ ‬جيد‭ ‬خلال‭ ‬الموسم‭ ‬الماضي‭. ‬وضم‭ ‬الطاقم‭ ‬المغربي‭ ‬الذي‭ ‬أشرف‭ ‬على‭ ‬الفريق‭ ‬كلا‭ ‬من:‭ ‬بدر‭ ‬الإدريسي‭ ‬«مساعدا»،‭ ‬رشيد‭ ‬المكاوي‭ ‬«مدرب‭ ‬الحراس»،‭ ‬إدريس‭ ‬واجو‭ ‬«مدرب‭ ‬اللياقة»،‭ ‬وكرم‭ ‬محمد‭ ‬«محلل‭ ‬الأداء»‭.‬
في‭ ‬خطوة‭ ‬تعكس‭ ‬استمرار‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬الكفاءة‭ ‬المغربية،‭ ‬تعاقد‭ ‬الاتحاد‭ ‬النيجري‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬مع‭ ‬المدرب‭ ‬بادو‭ ‬الزاكي،‭ ‬لقيادة‭ ‬المنتخب‭ ‬الوطني‭. ‬ويعد‭ ‬الزاكي‭ ‬من‭ ‬رموز‭ ‬التدريب‭ ‬المغربي،‭ ‬بعدما‭ ‬قاد‭ ‬«أسود‭ ‬الأطلس»‭ ‬إلى‭ ‬نهائي‭ ‬كأس‭ ‬إفريقيا‭ ‬2004،‭ ‬كما‭ ‬راكم‭ ‬تجارب‭ ‬ناجحة‭ ‬في‭ ‬الجزائر‭ ‬والسودان‭ ‬والمغرب،‭ ‬مستفيدا‭ ‬من‭ ‬تجربة‭ ‬غنية‭ ‬في‭ ‬الملاعب‭ ‬الإفريقية‭.‬
عاد‭ ‬رشيد‭ ‬الغفلاوي‭ ‬إلى‭ ‬الدوري‭ ‬البوركنابي،‭ ‬بعد‭ ‬تعاقده‭ ‬مع‭ ‬نجم‭ ‬الرماية‭ ‬لواغادوغو،‭ ‬وهو‭ ‬الذي‭ ‬راكم‭ ‬تجارب‭ ‬عديدة‭ ‬في‭ ‬القارة‭ ‬السمراء،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬جنوب‭ ‬الصحراء‭.‬
وفي‭ ‬جنوب‭ ‬إفريقيا،‭ ‬صنف‭ ‬المدرب‭ ‬المغربي‭ ‬عبد‭ ‬السلام‭ ‬وادو‭ ‬كأفضل‭ ‬مدرب‭ ‬في‭ ‬الدوري‭ ‬لما‭ ‬حققه‭ ‬من‭ ‬نتائج‭ ‬مع‭ ‬نادي‭ ‬أورلاندو‭ ‬بايرتس،‭ ‬أحد‭ ‬أكبر‭ ‬الأندية‭ ‬بالقارة،‭ ‬ووضع‭ ‬وادو،‭ ‬اللاعب‭ ‬الدولي‭ ‬السابق‭ ‬للمنتخب‭ ‬المغربي‭ ‬والمدرب‭ ‬السابق‭ ‬للمولودية‭ ‬الوجدية‭ ‬بصمته‭ ‬سريعا،‭ ‬كما‭ ‬أشرف‭ ‬في‭ ‬الكونغو‭ ‬الديمقراطية‭ ‬على‭ ‬تدريب‭ ‬فيتا‭ ‬كلوب‭ ‬وحقق‭ ‬معه‭ ‬لقب‭ ‬الكأس‭.‬
 
الاتحاد‭ ‬الصومالي‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬يستنجد‭ ‬بمدرب‭ ‬مغربي
‮ ‬قبل‭ ‬عامين‭ ‬تعاقد‭ ‬الإطار‭ ‬الوطني‭ ‬رشيد‭ ‬لوستيك‭ ‬مع‭ ‬الاتحاد‭ ‬الصومالي‭ ‬لكرة‭ ‬القدم،‭ ‬وتم‭ ‬توقيع‭ ‬العقد‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬الماضي،‭ ‬والذي‭ ‬امتدت‭ ‬مدته‭ ‬الزمنية‭ ‬الى‭ ‬شهر‭ ‬غشت‭ ‬2025،‭ ‬حيث‭ ‬أشرف‭ ‬على‭ ‬تدريب‭ ‬المنتخب‭ ‬الأول‭ ‬ومنتخب‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬23‭ ‬سنة،‭ ‬وكان‭ ‬الرهان‭ ‬الأول‭ ‬تصفيات‭ ‬القارة‭ ‬الإفريقية‭ ‬المؤدية‭ ‬لمونديال‭ ‬أمريكا‭ ‬والمكسيك‭ ‬وكندا،‭ ‬ومنافسات‭ ‬كأس‭ ‬العرب‭. ‬وحين‭ ‬أنهى‭ ‬رشيد‭ ‬إجراءات‭ ‬التعاقد‭ ‬عين‭ ‬مساعديه الدولي‭ ‬الصومالي‭ ‬السابق‭ ‬عيسى‭ ‬ابشير‭ ‬والمغربي‭ ‬الغساني‭ ‬الابراهيمي‭ ‬،‭ ‬وشرع‭ ‬في‭ ‬مهمة‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬منتخب‭ ‬يعيد‭ ‬الصومال‭ ‬إلى‭ ‬دائرة‭ ‬التنافس‭.‬
‮ ‬
‮ ‬لمياء‭..‬مدربة‭ ‬مغربية‭ ‬تصنع‭ ‬أفراح‭ ‬الكونغوليات
‮في‭ ‬أول‭ ‬تجربة‭ ‬لمدربة‭ ‬مغربية‭ ‬بإفريقيا،‭ ‬التحقت‭ ‬لمياء‭ ‬بومهدي‭ ‬بفريق‭ ‬تي‭ ‬بي‭ ‬مازيمبي‭ ‬النسوي‭ ‬في‭ ‬الكونغو‭ ‬الديمقراطية،‭ ‬لتخوض‭ ‬تجربة‭ ‬رائدة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أقنعتها‭ ‬نائبة‭ ‬رئيس‭ ‬النادي،‭ ‬صاحبة‭ ‬الجنسية‭ ‬الإيطالية،‭ ‬بمشروع‭ ‬تطوير‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬النسوية‭. ‬واستطاعت‭ ‬لمياء‭ ‬أن‭ ‬تترك‭ ‬بصمة‭ ‬واضحة‭ ‬في‭ ‬لبومباشي،‭ ‬وتوج‭ ‬مسارها‭ ‬بجائزة‭ ‬أفضل‭ ‬مدربة‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭ ‬لعام‭ ‬2024،‭ ‬لتدخل‭ ‬التاريخ‭ ‬كأول‭ ‬مغربية‭ ‬تحرز‭ ‬هذا‭ ‬التتويج‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬القاري‭.‬