Friday 10 October 2025
كتاب الرأي

محمد عزيز الوكيلي: لا تعجبوا.. فنحن إزاء مجرد رهط يتردّى إلى مزبلة التاريخ!!

محمد عزيز الوكيلي: لا تعجبوا.. فنحن إزاء مجرد رهط يتردّى إلى مزبلة التاريخ!! محمد عزيز الوكيلي
بعد كل الذي حدث ببلادنا من خرق وتخريب وتدمير للممتلكات العامة والخاصة، يأتي إلينا نفر من السَّطْحِيِّين، والمُسَطَّحين، ليطرح أسئلة في قمة الغباء، تقول بكل وضوح إنّ أصحابها لا يريدون خيراً لهذا الوطن، أقصد منهم على الخصوص رهط من الإخونجيين الذين لفظَتْهم صناديق الاقتراع في الاستحقاقات التشريعية السابقة، ربما لأنهم، كما افتضحت خبايا بعضهم، يخدمون أجندات من داخل الوطن وخارجه، أو لأنهم يعتقدون ذواتِهم أذكى من السواد الأعظم من المغاربة. هؤلاء المغاربة، الذين يقول صمتهم وصبرهم أكثر وأعظم وأثقل مما قالته مَسِيرات تخريبية لم تحترم  ذكاءهم، ولم تُلقِ بالاً لِتمسُّكهم قبل كل شيء وبعد كل شيء بأمن وسلامة واستقرار الوطن، ولا شيء غير الوطن، وبعد ذلك مرحبا بأي نقاش حول أي موضوع عام ينبغي أن نُقرّ جميعاً بأنه سيكون والحالة هذه ذا صلة وُثْقَى بالحكامة، وبمؤسسات الحكامة، التي يبدو أن الحكومات المتعاقبة، وعلى رأسها هذه الحكومة بالذات، عملت وتعمل جاهدة على شل حركتها الرقابية، وتعطيل دورها الدستوري القائم، أساساً وفعلاً، على محاربة الفساد بشتى أشكاله وأسمائه!!
 
 هؤلاء المنبوذون المُبْعَدون من جغرافيتنا السياسية، ذوو الفكر الإخونجي أو الكوفيّ (نسبة للكوفية وليس للكوفة)، أو أمثالهم أو غيرهم، فهذا لا يهم، لا يفتأون بطرحون في الشارع العام أسئلتهم البليدة محاولين توجيه الرأي العام الوطني نحو وجهة واحدة منفردة، محاولين بذلك تعليق كل الفشل الذي حققته السلطتان التشريعية والتنفيذية في إدارة شؤون الوطن، في هذه المرحلة المفصلية بالذات على مشجب المؤسسة والمحيط الملَكِيَّيْن!!
سأخرج الآن من هذه الإيماءات إلى القول الصريح والواضح... فصبراً جميلاً.
 
قبيل وقوع ما وقع من الفوضى غير الخلاّقة، وغير محسوبة العواقب، نشط رهط من الإخونجيين وعُبّاد الكوفية في ضرب المؤسسات، ولم يتركوا بعيدا عن شططهم وشطحاتهم المؤسسةَ الملكيةَ نفسَها، بل كالوا لها هي الأخرى الكثير من اللمز والقدح، حتى سمعنا بعضَهم يدعو بكل الصراحة والبجاحة وسُوء النية للخروج إلى الشارع، فيما يمكن وصفه بالعصيان المدني، مستعملين وسائل وشبكات للتواصل يعلمون أنّ معظم مستخدِميها هم من بسطاء الفهم، في السياسة تحديداً، فأعانهم على هذا التوجه الانتهازي والمُغرِض ذبابٌ إلكترونيٌّ من البلد الجار، الشرقي، الذي يعلم العالَم أنه نَذَر نفسَه وشرفَه ومنتهى جُهده ومُقَدَّراته وإمكانياته للإساءة إلينا، ليلَ نهار، وبذلك أسس هذا الرهط، من الإخونجيين والكوفيين، للأرضية المفاهيمية، المُوحِلة، لما نشأ من التمرد المقصود على الشرف والمروءة، وعلى الأخلاق المغربية، فكان ما كان من التدمير الممنهج للذات ولمقدَّرات الوطن!!
 
أقصد بالرهط أشخاصاً ذاتيين بعينهم، لم يكن أمثال الدعيّ بنكيران والبيدق عزيز غالي وَوِيحمان وأمثالهم سوى الجزء الظاهر من التلّ الذي شكّلوه على امتداد العشرية الماضية، والذي يعرف الآن معظم المغاربة بقاياه المدفونة تحت تراب الجبن والمهانة!!
 
نعم... أعرف أنني أستعمل ها هنا كلاماً عنيفاً، وجارحاً، ولكن الموضوع يستحق، وكذلك الظرفية التي اختارها أولئك المتحذلقون للمساس بأمن الوطن واستقراره، واضعين نصب أعينهم إعاقة الانطلاقة المتناسقة والمتزامِنة لأوراش كثيرة وكبيرة ومتنوعة، منها ما يطال الاستعدادات القائمة للتظاهرات الإفريقية والجهوية والعالمية التي سيحتضنها مغرب، اليومَ وغداً، ومنها ما يُمهِّد للاستحقاقات الانتخابية الواقفة منا على مرمى حجر، يريدون ان يفسدوها قبل أوانها، لأنهم يخافون من الآن أن تُقلَبَ عليهم طاولةُ الاستخفاف بذكاء الوطن والمواطنين، الذين ما زلت أؤكد أن صمتهم يقول ما لا تقوله كل المسيرات والوقفات التي دعا إليها هؤلاء الأدعياءُ وما زالوا يفعلون!!
 
ومِن مظاهر سخرية القدر، أنْ يقع أحدُ أولئك المخابيل في يد السلطات الإسرائيلية، أقصد المسمّى عزيز غالي، ومعه رهط من الجواسيس الذين نشطوا خلال الفترة الأخيرة داخل المغرب وخارجه، ليتضح، بما لا يدع مجالا للارتياب، أنّ هذا الرجل له باع ليس بالقصير في فضاءات التواطؤ والتآمر مع أعداء الوطن، بالرغم من تلك الجُبّة الفضفاضة، التي ما عادت تُقنِع أحداً من المتواصلين واليوتيوبر المغاربة، والتي يرتديها ذلك الرجل للمجاهرة بدعم القضية الفلسطينية، دعماً يفوق ويتخطى ما يُفترَض تخصيصُه لقضية الوطن الأولى قبل أي قضايا أخرى لا تمسّه ولا تخصّه إلا من بعيد... نعم... أقصد القضية الفلسطينية بالذات، والتي بدا، ويبدو دائماً، أنّ الفلسطينيين أنفسَهم وضعوها جانباً، وتركوها لأمثال هذا الدَّعِيّ، ومِن بينهم بكل تأكيد رئيس النظام الجزائري، ونظام الملاّلي، وكل مَن يُتاجرون بشعارات "دعم فلسطين ظالمة أو مظلومة"، بينما الفلسطينيون بالجنسية والنّسَب منقسِمون بين ثلاث فئات لا رابع لها:
 
- فئة أولى تكتوي بنار الحرب والدمار الممنهج وتعيش أسوأ أيامها في غزة والقطاع وحتى داخل التراب الإسرائيلي نفسه؛
 - فئة ثانية تعيش في منتجعات الخمس نجوم، تركب الطائرات الخاصة، والسيارات الفارهة، وتُدخّن السيجار الكوبي، وتشرب كؤوس النَّخَبِ مع المسؤلين الإسرائيليين سِرّاً وعَلانيةً، كما يفعل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن بين الحين والآخر، في بيت صديقه الحميم وزير الدفاع الإسرائيلي؛
- وفئة ثالثة تركت كل ذلك وانشغلت بالمال والأعمال، تُتاجر في العملة، وتبيع وتشتري في كلِّ ما يَقبَل أو لا يَقبَل البيع والشراء، وكأنها لا علاقة لها من قريب أو من بعيد بالقضية!!
 
ونعود إلى رهطنا الإخونجي والكوفي، لنجد أنه يزداد تَجْلِيَةً وعَراءً، وتزداد دسائِسُهُ افتضاحاً، ليس على أيدي نزهاء هذا الوطن، العارفين والصامتين في آن واحد، بل على أيدي مخابرات إسرائيل، مثلاً، ومن خلال شطحات أصحاب الأجندات الأخرى الفاضحة، مثل نظام الجزائر، ونظيره الإيراني، وكل مَن دار في فلكهما من المُتَرَدِّين إلى مزابل التاريخ... عجبي!!!
محمد عزيز الوكيلي، إطار تربوي متقاعد.