يشكل فضاء فنون الفروسية التقليدية (التبوريدة)، الذي يضيء الدورة الـ16 لمعرض الفرس بالجديدة، علامة فارقة في المشهد الثقافي المغربي، ورمزا حيا لذاكرة جماعية تنسج خيوط التواصل بين الأصالة والتقاليد.
وتتحول عروض التبوريدة، بعد عصر كل يوم، إلى عرس فلكلوري أخاذ يستقطب المئات من الزوار والمتتبعين، ويجسد بألوان البارود وصهيل الخيول أجمل صور التنوع الحضاري لمختلف جهات المملكة.
وتضفي السربات المشاركة لمسة جمالية فريدة على فضاءات المعرض من خلال أزياء فرسانها التقليدية وزينة خيولها وسروجها البديعة، في انعكاس صادق لشغف المغاربة بالفرس وتعلقهم التاريخي به.
وتشارك في دورة هذه السنة 18 سرية، ستتوج فعالياتها اليوم السبت 4 أكتوبر 2025 بالنهائيات الخاصة بالجائزة الكبرى للملك محمد السادس للتبوريدة.
وتتوزع هذه المنافسة على 5 أيام من العروض، حيث تتبارى أفضل السريات، في لحظات تمزج بين الروح الجماعية المتناسقة، وطلقات البارود التي تبهر الجمهور، وتسعى كل سرية إلى التميز ليس فقط بسرعة التنفيذ، بل أيضا من خلال الانسجام التام في الحركات، وجودة السروج واللجام، والانضباط الجماعي، وهي معايير دقيقة تخضع لتقييم لجنة متخصصة من الخبراء.
وفي هذا الإطار، أوضح الحكم الفيدرالي في التبوريدة، عصام التواتي، في تصريح مماثل، أن نظام التنقيط في المسابقة يعتمد على أربع مراحل: التحية وثلاث طلقات، مشيرا إلى أن التحية تشمل تقييم الانسجام بين الفرسان وحركية البنادق والتحكم في الخيول، إلى جانب مطابقة الأزياء التقليدية والسروج وحالة الخيول.
وبخصوص الطلقات الثلاث، أكد الحكم الفيدرالي أنها ترتكز على دقة الانطلاقة والاصطفاف وتناسق الأداء مع احترام خصوصية كل مدرسة جهوية، حيث تمنح "الطلقة" الموحدة 11 نقطة. مضيفا أن المجموع العام للتنقيط يصل إلى 100 نقطة.
وتتألف كل سرية من 15 فارسا وفرسا إضافة إلى "المقدم" أو "العَلام" الذي يتولى القيادة والتحفيز، فيما يعكس الفرسان بأزيائهم البيضاء التقليدية وحسن انضباطهم ودقتهم أبهى صور المهارة في السيطرة على الجياد وأداء الحركات الدائرية الممزوجة بطلقة البارود الحاسمة.
ويكتمل المشهد البصري، البديع بزي الفرسان التقليدي الأبيض المكون من "الجلابة" و"السلهام" و"العمامة" و"السروال الفضفاض"، مع "الكمية" على الخاصرة و"المكحلة" المزخرفة التي تتلألأ في أيديهم، لتزيد السروج الفاخرة من وقار الفارس وهيبة صهوته.
ويكتمل المشهد البصري، البديع بزي الفرسان التقليدي الأبيض المكون من "الجلابة" و"السلهام" و"العمامة" و"السروال الفضفاض"، مع "الكمية" على الخاصرة و"المكحلة" المزخرفة التي تتلألأ في أيديهم، لتزيد السروج الفاخرة من وقار الفارس وهيبة صهوته.
وقبل أي انطلاقة (محاولة) يستعرض المقدم فرسانه قبل أن تدخل المجموعة إلى فضاء العرض (المحرك) وتبدأ بتحية الجمهور (الهدة أو التشويرة أو التسليمة). إثر ذلك يعود الفرسان إلى نقطة الانطلاقة، حيث يصطفون في خط مستقيم في انتظار إشارة "المقدم"، لتنطلق الخيول في سباق بديع يبرهن خلاله الفرسان عما يتوفرون عليه من مهارات سواء بالنسبة للسيطرة على الجياد لإبقائها في الصف أو في ما يخص الحركات الدائرية التي يؤدونها ببنادقهم قبل تنفيذ الطلقة بالبارود.