استأثر موضوع منع فريق الاتحاد البيضاوي من إجراء حصصه التدريبية في ملعب العربي الزاولي باهتمام أبناء الحي المحمدي والمتابعين للبطولة الوطنية لكرة القدم، كما أثار اهتمام عدد من المستشارين خلال الدورة الاستثنائية الأخيرة لمجلس جماعة الدار البيضاء وفي حديثه لـ"أنفاس بريس"، وصف مروان الراشدي، عضو مجلس مدينة الدار البيضاء ما يعيشه نادي الاتحاد البيضاوي "الطاس" بـ"الوضعية النشاز " بحيث أن الفريق المرجعي ينتمي لمنطقة الحي المحمدي، والملعب الذي يستعد فيه ويجري فيه المباريات الرسمية منذ مدة طويلة هو ملعب العربي الزاولي ".
في تصريحه قال الراشدي: "نحن كأعضاء مجلس المدينة، عندما صادقنا على قرار انتداب شركة سونارجيس لتدبير ملاعب الدار البيضاء ومنها ملعب العربي الزاولي، وافقنا عبر توصية بالإجماع، على أن الأولوية لفريق الاتحاد البيضاوي، لكننا الآن نفاجأ بأن الشركة المذكورة تمنع في البداية فئة الشبان لفريق البيضاوي، من التداريب بملعب العربي الزاولي، وبعدها يمنع الفريق الأول لـ"الطاس" من دخول الملعب، وهو الأمر الذي لا يتماشى مع القرارات التي تم اتخاذها بمجلس المدينة".
وأضاف العضو الجماعي متسائلا: "إذا كانت هناك بعض المشاكل في طريقة التدبير فهذا لا ينبغي أن ينعكس الأمر على الفريق ومنعه من إجراء حصصه التدريبية".
وأشار الراشدي إلى أن فريق الاتحاد البيضاوي، فريق كبير وله تاريخ ومن مؤسسيه عبد الرحمان اليوسفي، وهو متوج بكأس العرش، ما يدفع لعدم قبول هذا الوضع الصعب الذي يعيشه، بالنظر لما يمثله هذا الفريق في تاريخ المقاومة، وفي تاريخ كرة القدم الوطنية. وقال "ما يعيشه الاتحاد البيضاوي اليوم لا يتناسب ومكانته الاعتبارية، لذلك يجب إعادة النظر في طريقة تدبير الفريق أولا، لكن هذا لا يعني أن يحرم الفريق من ملعب العربي الزاولي لأن الأمر سيتعارض مع كل الاتفاقات التي تمت داخل مجلس مدينة الدار البيضاء".
في تصريحه لـ"أنفاس بريس" أكد عبد الرزاق المنفلوطي، رئيس فريق الاتحاد البيضاوي، إغلاق أبواب مركب العربي الزاولي، في وجه الشبان والفريق الأول، وقال "المدير الجهوي لشركة سونارجيس ومدير ملعب العربي الزولي يغلقان أبواب الملعب في وجه الفريق" واصفا التصرف بـ"المرفوض"، مضيفا أن الفريق لا يتوفر على ملعب لإجراء التداريب اليومية ولا إدارة رغم وجود اتفاقية تم التصويت عليها من طرف مجلس مدينة الدار البيضاء تمنح الأسبقية للاتحاد البيضاوي إجراء تداريبه اليومية بالملحق وإجراء مبارياته الرسمية في ملعب العربي الزاولي، مع استرجاع مقر إدارته.
وأضاف المصدر ذاته، أن نائب عمدة مدينة الدار البيضاء، المكلف بالجانب الرياضي يرفض تنزيل الاتفاقية، وكذا شركة سونارجيس، متسائلا عن أسباب عدم تطبيقها، مشيرا في الوقت ذاته إلى الإكراهات والضرر الناجم عن عدم تنزيل اتفاقية تخدم ناشئة المنطقة، خاصة وأن الفريق في فترة الاستعداد للموسم الجديد، مضيفا: "منذ افتتاح ملعب العربي الزاولي والفريق يجري تداريبه ومبارياته على أرضيته بجميع فئاته ومدرسته، قبل أن نفاجأ بقرار المنع وكأننا غرباء عن المنطقة".
ووجه المنفلوطي رسالة إلى جميع المسؤولين مطالبا من خلالها بإنصاف فريق الاتحاد البيضاوي، لأن ما يتعرض له اليوم "شيء غير مقبول ومرفوض" وتساءل عن جدوى إصلاح مركب العربي الزوالي إذا كان سيتم اغلاق أبوابه في وجه شباب المنطقة.
وفي ذات السياق أصدر الاتحاد الرياضي البيضاوي، يعلن من خلاله استنكاره الشديد لما يتعرض له الفريق من "تصرفات غير مسؤولة" لكل من المدير الجهوي لشركة سونارجيس ومدير ملعب العربي الزولي، والتي تمس مباشرة بمصالح الفريق تعيق مسيرته الرياضية مما تسبب في تعطيل أنشطته وتأير سلبي على اللاعبين والأطر التقنية وشبان الفريق
وعبر البلاغ ذاته، أكد فريق الاتحاد الرياضي البيضاوي، أنه ماض في اتخاذ كل الإجراءات القانونية والإدارية لحماية حقوقه مصالحه، مطالبا في الوقت ذاته المسؤولين بالتحقيق والكشف عن الجهات المسؤولة لضمان عدم تكرار مثل هذه التصرفات، موجها في الوقت ذاته الشكر لكل من يساهم في دعم وتطوير كرة القدم بالدار البيضاء والمغرب عموما.
وكان لقدماء لاعبي الاتحاد البيضاوي رأي في هذه النازلة، بعد أن سادت حالة من الاستياء والتذمر بسبب ذلك، واعتبر عبد الرحيم حكمي، العميد السابق للاتحاد البيضاوي، أن الوضع الذي يعيشه الفريق، نتيجة لطريقة التسيير، وقال في تصريحه: "فريق الاتحاد البيضاوي فريق كبير ويستحق وضعا أفضل مما هو عليه اليوم، نحن لا ننكر أن المكتب المسير الحالي حقق نتائج لا يمكن نسيانها، صحيح قد تأتي فترة تطبعها المشاكل والإكراهات، لكن ينبغي ألا تطول، لهذا وفي ظل الوضع الحالي ينبغي إعادة النظر في طريقة التي يتم بها التسيير، صحيح أن السلطات عليها أيضا مد يد المساعدة لـ"الطاس" لكن للتسيير دور مهم أيضا حتى تتكاثف الجهود."
وختم حكمي حديثه موجها رسالة لكل من يهمه أمر الفريق، داعيا إلى مساعدة الفريق ماديا ومعنويا، وفتح أبواب ملعب العربي الزاولي في وجهه، بسند من السلطات الوصية على الرياضة بالمنطقة، لأن "الطاس" رمز من رموز الحي المحمدي.