Wednesday 3 September 2025
خارج الحدود

أربع نساء وعشرة رجال من المغرب لكسر حصار غزة

أربع نساء وعشرة رجال من المغرب لكسر حصار غزة يمضون وفي قلوبهم صرخة واحدة: "لن نبقى متفرجين!"
أربع نساء… وعشرة رجال.
وجوه تحمل ملامح أجيال متباينة؛ بين شرارة الشباب ولهيب الحماسة، وبين سكينة العمر وتجاعيد الحكمة.
بعضهم ملتحٍ، وبعضهم حليق. بعضهن محجبات، وأخريات اخترن أن يكشفن شعورهن. لكنهم جميعًا يتقاسمون جذوة واحدة: جذوة الالتزام.
في عيونهم يقين الرسالة العادلة، وفي خطواتهم ثبات العابرين على جمر الطريق.
على أكتافهم ترتفع الكوفية الفلسطينية، ليست مجرد وشاح، بل راية مقاومة، ورمز كرامة، وإنشاد إنساني خالد.
أربعة عشر مغربيًا، عرفوا بصفاء مسارهم المهني ونبل عطائهم الاجتماعي، لم يترددوا لحظة في تلبية نداء الضمير.
نهضوا لا دفاعًا عن مصلحة شخصية، بل لنصرة صوت البشرية.
يتجهون نحو غزة، السجن المفتوح تحت سماء مقهورة، ليشاركوا في كسر حصار جائر، ظالم، مفروض منذ عامين بيد الاحتلال الإسرائيلي.
يعلم كل واحد منهم أن الرحلة ليست سفرًا عابرًا، بل عبور نحو المجهول.
خطر الموت يحاصرهم، لكن القضية أوسع من الخوف.
التضامن أقوى من غريزة النجاة.
يمضون وفي قلوبهم صرخة واحدة: "لن نبقى متفرجين!"
إنه فعل شجاعة.
قرارهم سلاح في وجه الظلم.
بطولتهم مرآة تعكس وجه المغرب الأصيل، المؤمن بعدالة قضاياه، والمتمسك بأخوة الشعوب.
اليوم، على الأمة المغربية كلها أن تحتشد خلفهم.
أن تصرخ بصوت واحد، لا من أجل هؤلاء المتطوعين الأربعة عشر فقط، بل من أجل مليونَي إنسان في غزة، محاصَرين خلف جدران الكراهية، ومحرومين من أبسط مقومات الحياة.
إنها ليست قافلة من عشرة رجال وأربع نساء.
إنها قافلة من ستة وثلاثين مليون مغربي يمشون معهم، في خطاهم، في دعواتهم، في أحلامهم.
وغدًا، حين ترتفع أصواتهم على شاطئ غزة، سيكون صدى شعب بأكمله يعلن:
العدالة لا تُساوَم.
الكرامة لا تُباع.
والتضامن… يُعاش بثمن الشجاعة.