مع اقتراب موعد الإنتخابات التشريعية بالمغرب، يعود إلى الواجهة موضوع بالغ الأهمية يتعلق بعملية تزكية المرشحين من طرف الأحزاب السياسية. هذه العملية، التي يفترض أن تخضع لمنطق الكفاءة والإستحقاق، لا تزال في كثير من الأحيان محكومة بحسابات ضيقة، تضع الإعتبارات الحزبية أو الشخصية فوق مصلحة الوطن والمواطن.
إن المرحلة الدقيقة التي تمر بها بلادنا اليوم، والتحديات الكبرى التي تواجهها على مختلف المستويات، تفرض علينا جميعا، وعلى الأحزاب السياسية بشكل خاص، أن تتحمل مسؤوليتها كاملة في اختيار مرشحين مؤهلين قادرين على القيام بمهامهم التشريعية والرقابية على أكمل وجه.
فمن غير المعقول أن تستمر بعض الأحزاب في تزكية أسماء تفتقر إلى الحد الأدنى من الخبرة والتجربة والكفاءة، في حين يتم تهميش كفاءات وطنية مشهود لها بالمصداقية والإستقامة، فقط لأنها لا تنتمي إلى "الدوائر المقربة". إن هذه الممارسات لا تضر فقط بصورة الأحزاب، بل تسيء للعمل السياسي برمته، وتعمق من أزمة الثقة بين المواطن والمؤسسات.
إن المطلوب اليوم هو إعادة الإعتبار للعمل السياسي، من خلال اعتماد معايير واضحة وشفافة في اختيار المرشحين، تكون مبنية أساسا على:
- الكفاءة العلمية والمهنية؛
- التجربة الميدانية في خدمة المواطن؛
- النزاهة والإلتزام الأخلاقي؛
- القدرة على الترافع والتأثير داخل المؤسسة التشريعية.
كما أن الرهانات المرتبطة بتعزيز دولة الحق والقانون، وتحقيق العدالة الإجتماعية، وتحسين السياسات العمومية، لا يمكن أن تتحقق إلا بوجود نخب سياسية نوعية، تحمل هموم المواطنين وتشتغل من داخل المؤسسات بوعي ومسؤولية.
وفي الأخير يجب التأكيد على أن تزكية المرشحين ليست مجرد إجراء تنظيمي داخلي، بل هي فعل سياسي بامتياز، له تبعاته وآثاره على مستقبل الديمقراطية في بلادنا، لذلك فإن على الأحزاب أن تعي جيدا أن مصداقيتها، وفعالية البرلمان المقبل، بل وحتى نسبة المشاركة في الإنتخابات، كلها أمور مرتبطة بمدى جديتها في اختيار مرشحين في مستوى تطلعات المغاربة.
وفي إطار النكتة المغربية:
يحكى أن أحد الأشخاص يجلس في مقهى انطلقت الحملة الإنتخابية، وحين تعطى له أوراق المرشحين ينظر إليها ويقول لهم هذا الحزب هو لناجح، وعند إعلان النتائج ما قال لهم هو الذي تحقق فعلا، فتوجه إليه يسألونه، كيف علمت على النتائج؟ فكان جوابه لم تصعب علينا نتائج الخيول وسنحير في نتائج الكيادر...
يحكى أن أحد الأشخاص يجلس في مقهى انطلقت الحملة الإنتخابية، وحين تعطى له أوراق المرشحين ينظر إليها ويقول لهم هذا الحزب هو لناجح، وعند إعلان النتائج ما قال لهم هو الذي تحقق فعلا، فتوجه إليه يسألونه، كيف علمت على النتائج؟ فكان جوابه لم تصعب علينا نتائج الخيول وسنحير في نتائج الكيادر...
