أشاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب السبت 23 غشت 2025 بالخريطة الانتخابية الجديدة لولاية تكساس التي أقر ها برلمان الولاية، واصفا إياها بأن ها "فرصة هائلة" لمساعدة حزبه الجمهوري في الاحتفاظ بالسيطرة على الكونغرس في انتخابات منتصف الولاية التي ستجرى السنة المقبلة.
وبعد أكثر من ثماني ساعات من النقاش الحاد، صو ت مجلس الشيوخ في تكساس لصالح إقرار الخريطة بأغلبية 18 صوتا مقابل 11.
وكان مجلس نواب الولاية قد اعتمد مشروع القانون، بعدما أخر الديموقراطيون التصويت لأسابيع من خلال منع النصاب القانوني اللازم لانعقاد الجلسة.
وأعلن حاكم تكساس غريغ أبوت السبت أنه سيوقع القانون الذي يضم خريطة تعتمد تقسيما من شأنه أن يسمح للجمهوريين بالفوز بما يصل إلى خمسة مقاعد إضافية في الكونغرس الفدرالي في انتخابات منتصف الولاية الرئاسية.
وقال ترامب في منشور على منصته "تروث سوشال"، إن الخريطة "ستمنح سكان تكساس الرائعين فرصة هائلة لانتخاب خمسة جمهوريين جدد من حركة "لنجعل أميركا عظيمة مجددا"، في انتخابات منتصف الولاية في العام 2026، وهو انتصار كبير لأجندتنا "أميركا أولا".
وكان أبوت قال عبر منصة إكس "رغم حي ل الديموقراطيين التافهة، وفينا بوعدنا. تعكس هذه الخريطة تفضيلات سكان تكساس الفعلية في التصويت، وأتطل ع إلى توقيعها لتصبح قانونا".
وأحبطت الخطط الأخيرة التي سعت السناتور الديموقراطية كارول ألفارادو إلى تنفيذها لعرقلة إقرار الخريطة، وذلك بعدما استخدم الجمهوريون اقتراحا إجرائيا نادرا لوقف المماطلة، وإنهاء المناقشة والانتقال مباشرة إلى التصويت النهائي.
وقالت النائبة الديموقراطية سارة إيكهارت إن اختصار النقاشات قبل إقرار مشروع القانون، كان أمرا "غير مسبوق".
وأضافت في منشور عبر منصة إكس "هذه ليست ديموقراطية، هذا أمر مخز ".
تعتمد الخريطة الجديدة استراتيجية إعادة تقسيم للدوائر الانتخابية اصطلح على تسميتها "جيريمانديرينغ".
ونددت الكتلة الديموقراطية في مجلس النو اب في تكساس بسعي الجمهوريين خصوصا إلى "إسكات أصوات الأقليات من خلال تقسيم انتخابي عنصري"، معتبرة أن الخريطة الجديدة تتيح "تذويب" أصوات الناخبين الأميركيين من أصول إفريقية أو أميركية لاتينية الذين يؤيدون عادة الحزب الديموقراطي.
وندد السناتور الديموقراطي بوريس مايلز بتواطؤ الجمهوريين في "الأفعال العنصرية"، معتبرا أن الخريطة الجديدة "لا تعكس حقيقة تكساس، بل تتلاعب بها، وتجعلها بيضاء".
من جانبه، قال الجمهوري فيل كينغ أمام المجلس "أنا مقتنع أنه إذا لم تتخذ تكساس هذا الإجراء، فسيكون هناك خطر شديد يتمثل في خسارة الأغلبية الجمهورية".
ردا على خطوة تكساس، باشرت ولاية كاليفورنيا التي يحكمها الديموقراطي غافين نيوسوم، تدابير مماثلة لإعادة تقسيم الدوائر الانتخابية بشكل يتيح للديموقراطيين الفوز بخمسة مقاعد إضافية في الكونغرس، ما يسمح بتعويض التراجع أمام الجمهوريين في تكساس.
وعرض الحاكم الديموقراطي البالغ 57 عاما والخصم الأبرز لترامب، خريطة قد تكسب حزبه خمسة مقاعد إضافية.
وقال نيوسوم الخميس 21 غشت 2025 في مقابلة مع صاحب البودكاست ديفيد باكمان "سنرد على ما حصل لنا في تكساس"، متسائلا: "أي دليل إضافي على الاستبداد تحتاجون إليه؟".
وأشار إلى أن "هؤلاء لا يمزحون... ولا بد للناس من أن يصحوا"، منددا بسلوك الرئيس الذي "لا يحترم أي قاعدة".
واعتمد برلمان كاليفورنيا الخميس 21 غشت 2025 قرارا لتنظيم استفتاء في نونبر من شأنه في حال التصويت لصالحه أن يخول النواب إعادة رسم الدوائر الانتخابية بدلا من قيام لجنة انتخابية بذلك، كما هي الحال منذ 2010.
وتشكل هذه الخطوة رد ا "صائبا ومدروسا" على دونالد ترامب، بحسب قول باراك أوباما الذي تولى الرئاسة بين 2009 و2017.
وبالإضافة إلى تكساس، يسعى دونالد ترامب إلى إعادة تقسيم الدوائر الانتخابية في ولايات أخرى، منها إنديانا وأوهايو وميزوري.
ورأت حاكمة نيويورك الديموقراطية كاثي هوكول، في هذه المساعي "محاولة أخيرة لحزب يائس متمسك بالسلطة". وحذرت الرئيس الأميركي من أنها "ستواجهه في معتركه وتهزمه في اللعبة التي أطلقها"، على غرار كاليفورنيا.
لكن بخلاف تكساس حيث يتيح المسار التشريعي إعادة تقسيم سهلة نسبيا، تعتمد الولايات الديموقراطية ضمانات تشريعية كثيرة بعضها دستوري الطابع تحد من هامش التحرك.
