Thursday 12 June 2025
فن وثقافة

إشادة فرنسية بالمشاركة المغربية المتميزة واهتمام بتعزيز التعاون في سينما التحريك

 
إشادة فرنسية بالمشاركة المغربية المتميزة واهتمام بتعزيز التعاون في سينما التحريك جانب من اللقاء
شهد سوق الفيلم بآنسي زيارة لافتة لرئيس المركز الوطني للسينما والصورة المتحركة بفرنسا (CNC)، غاتان برويل، الذي توقف عند الرواق المغربي، حيث كان في استقباله وفد مهني مغربي يرأسه عبد العزيز البوجدايني، المدير المركز السينمائي المغربي.
 
الزيارة، التي جاءت في يومها الثاني من فعاليات السوق، عكست اهتمامًا فرنسيًا ملحوظًا بالحضور المغربي المتنامي في مجال سينما التحريك. كما شكّلت مناسبة للتبادل المهني وتسليط الضوء على طاقات وإمكانات التعاون الممكنة، دون أن تُترجم في هذه المرحلة إلى اتفاقات رسمية.
 
خلال الجولة، عبّر غاتان برويل عن تقديره للمشاركة المغربية المتميزة، معتبرًا أن انخراط المغرب في هذه التظاهرة العالمية يُجسد دينامية حقيقية واهتمامًا متصاعدًا بصناعة التحريك، التي تعرف تطورًا كبيرًا على المستوى الدولي. وأكد أن وجود المغرب في آنسي يفتح المجال للتفكير في إمكانيات التعاون والتكوين المشترك وتبادل الخبرات في مجالات الابتكار السمعي البصري.
 
الرواق المغربي، الذي لفت الأنظار منذ لحظة افتتاح السوق، تميز بهوية بصرية راسخة جمعت بين جمالية الزليج المغربي التقليدي والتصميم العصري. وقد احتضن مشاريع مغربية مبتكرة في مجال التحريك، وقدّم فضاءً مهنيًا مفتوحًا للتواصل بين الفاعلين في القطاع، من مخرجين ومنتجين وموزعين.
 
وقد عبّر برويل عن إعجابه بجمالية الفضاء المغربي، مشيرًا إلى أن الرؤية المعتمدة في تصميم الرواق تعبّر عن مغرب يحترم خصوصيته الثقافية ويواكب في الوقت نفسه تحولات الصناعة السينمائية العالمية، من حيث الأسلوب واللغة البصرية وتصور السوق.
 
اللقاء الذي جمع رئيس CNC بالمدير المركز السينمائي المغربي اتسم بأجواء مهنية بنّاءة، حيث تم تبادل وجهات النظر بخصوص آفاق سينما التحريك جنوب المتوسط، والحاجة إلى تعزيز قنوات التواصل بين المهنيين الفرنسيين والمغاربة، خاصة في ما يتعلق بالتكوين وتطوير المهارات التقنية.
 
في هذا السياق، شدد عبد العزيز البوجدايني على أهمية الانفتاح على التجارب الدولية الكبرى، وفي مقدمتها التجربة الفرنسية، من أجل دعم المسار الذي انخرط فيه المغرب لتطوير صناعة التحريك الوطنية، عبر مواكبة المواهب الشابة، وتوفير بيئة إنتاج محفزة، وإرساء شراكات بناءة ترتكز على التبادل والتعاون لا التبعية.
 
وتأتي المشاركة المغربية في سوق آنسي هذه السنة في سياق دينامية جديدة يعرفها مجال التحريك بالمغرب، سواء على مستوى الإنتاج أو التكوين أو بروز كفاءات فنية وتقنية شابة. وقد شكّلت هذه المشاركة منصة استراتيجية لتعزيز موقع المغرب على خارطة التحريك العالمية، ولبناء علاقات مهنية جديدة مع شركاء دوليين.
 
ولم تخرج زيارة رئيس CNC عن هذا الإطار، حيث مثّلت مؤشرًا على انفتاح الجانب الفرنسي على الإمكانيات التي يتيحها المغرب في هذا المجال، دون أن تُشكّل إعلانًا عن شراكة رسمية، بل عبّرت عن رغبة صادقة في استكشاف مجالات التعاون المستقبلي على أسس مهنية واضحة.
 
في ختام هذه المحطة، برز الرواق المغربي كرؤية متكاملة تعكس الهوية الثقافية للمغرب وتقدّمه كبلدٍ فاعلٍ ومبادر في مجال سينما التحريك، قادر على التفاعل مع التوجهات العالمية للقطاع، مع الحفاظ على فرادة أسلوبه البصري وتعدديته الفنية.