في تقرير جديد صادر عن كاسبرسكي، تم الإعلان عن اكتشاف أكثر من 7 ملايين حساب مخترق تعود إلى منصات بث تدفقي شهيرة مثل نتفليكس، ديزني+، وأمازون برايم. تأتي هذه المعطيات في وقت أصبحت فيه هذه المنصات جزءًا لا يتجزأ من الحياة الرقمية اليومية لملايين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و30 عامًا، حيث تشكّل ركيزة أساسية في تفاعلهم الاجتماعي وفهمهم للعالم المحيط بهم.

وفي هذا السياق، أطلقت كاسبرسكي لعبة تفاعلية إلكترونية توعوية تحت اسم "Case 404"، تهدف إلى تعزيز وعي الجيل Z بالمخاطر السيبرانية وتمكينهم من حماية حياتهم الرقمية. تُعد خدمات البث التدفقي من أبرز عناصر الثقافة الرقمية لدى الجيل Z، الذي يُسجّل أعلى معدلات الإنفاق على هذه المنصات مقارنة بباقي الفئات العمرية، حيث يشارك في إنتاج ونشر محتويات رقمية متنوّعة على شبكات التواصل الاجتماعي. فالحلقات الشهيرة تتحول إلى مقاطع مصوّرة على تيك توك، والاقتباسات تصبح منشورات على تويتر، والنظريات تنتشر بكثافة على منصات مثل ريديت.

غير أن هذا التفاعل الرقمي المكثف يُخفي وراءه العديد من التهديدات الخفية، إذ إن الأجهزة المستخدمة لمتابعة هذا المحتوى قد تكون عُرضة للإصابة ببرمجيات خبيثة، ما يجعلها نقاط دخول محتملة للمهاجمين السيبرانيين. وغالبًا ما تُدرج هذه البرمجيات في ملفات تحميل غير رسمية، أو محتويات مقرصنة، أو إضافات متصفح مشبوهة، أو تطبيقات ملوّثة، حيث تقوم بجمع بيانات الدخول والمعلومات الشخصية في الخفاء، دون علم المستخدم.

وقد أحصت وحدة "الاستخبارات الرقمية" لدى كاسبرسكي خلال عام 2024 ما مجموعه 7,035,236 من بيانات تسجيل الدخول المسروقة المرتبطة بمنصات البث الرائدة مثل نتفليكس، ديزني+، أمازون برايم فيديو، Apple TV+ وMax. ومن المهم الإشارة إلى أن هذه البيانات لم تُسرق مباشرة من تلك المنصات، بل تم الحصول عليها من خلال حملات اختراق واسعة النطاق استهدفت بيانات اعتماد المستخدمين.

نتفليكس: في صدارة الاستهداف السيبراني

تُعتبر نتفليكس المنصة الأكثر استخدامًا بين أفراد الجيل Z، وهو ما يفسّر تصدّرها لقائمة العلامات التجارية المستهدفة من قبل القراصنة. وقد تم رصد 5,632,694 حسابًا مخترقًا على هذه المنصة خلال عام 2024، وكانت البرازيل في مقدمة الدول المتأثرة، تليها المكسيك ثم الهند. أما في أوروبا، فقد سُجّل أعلى عدد من الحسابات المخترقة في فرنسا، حيث تم التأثير على 49,490 حسابًا.

ديزني+

كشفت تحليلات كاسبرسكي عن تسريب 680,850 حسابًا تابعًا لمنصة ديزني+ ضمن قواعد بيانات مخترقة. وكما هو الحال مع نتفليكس، تصدرت البرازيل قائمة الدول الأكثر تضررًا، متبوعة بالمكسيك ثم ألمانيا.

أمازون برايم فيديو

رغم أن عدد الحسابات المخترقة المرتبطة بأمازون برايم فيديو لم يتجاوز 1,607 حسابات، إلا أن هذه المنصة لا تزال تحظى باهتمام خاص من طرف فئة الشباب، خصوصًا من يبحثون عن محتوى جريء وغير تقليدي. وشهدت كل من المكسيك والبرازيل وفرنسا أعلى نسبة من هذه التسريبات خلال السنة المنصرمة.

ما بعد الاختراق: تداعيات تمتد إلى ما هو أبعد من المنصة

بمجرد إصابة الجهاز، يتم استغلال البيانات الحساسة التي يتم جمعها – من معلومات تسجيل الدخول، إلى ملفات تعريف الارتباط والمعلومات المصرفية – بشكل يتجاوز استخدام المنصة الأصلية. فهذه البيانات تُباع أو تُتداول في المنتديات الإلكترونية المظلمة، لتُستخدم لاحقًا في عمليات قرصنة أكثر تعقيدًا. وقد يؤدي تسريب بسيط لكلمة مرور خاصة بحساب نتفليكس إلى عمليات احتيال واسعة النطاق أو سرقة هوية، لا سيما عندما يعيد المستخدمون استخدام نفس بيانات الدخول على أكثر من خدمة.

في ظل هذا الواقع المتغير، وتزايد اندماج الجيل Z في المنصات الرقمية ومجتمعات المحتوى الترفيهي، طوّرت كاسبرسكي تجربة تفاعلية بعنوان "Case 404"، وهي لعبة إلكترونية مخصصة للفئة العمرية 15-30 عامًا، تتيح للمستخدمين تقمّص دور "محققين رقميين" لحل سيناريوهات مستوحاة من جرائم إلكترونية واقعية. وتأتي هذه المبادرة في إطار نهج توعوي يرمي إلى تزويد الشباب بالمعرفة والمهارات التي تساعدهم على التعامل الآمن مع بيئتهم الرقمية المتسارعة. ويحصل المشاركون، في إطار هذه المبادرة، على خصم خاص على اشتراك Kaspersky Premium، ما يمكّنهم من الحصول على حلول أمنية فعّالة تحميهم في عالم الإنترنت.

"بالنسبة للجيل Z، لا يُعد البث التدفقي مجرد وسيلة ترفيه، بل جزأً من هويتهم اليومية، ومجالًا أساسيًا للتفاعل والتعبير. لكن هذا الارتباط العاطفي بالمنصات يجعلهم أكثر عرضة للاستهداف من قبل القراصنة. فالبرمجيات الخبيثة المضمنة في أدوات تحميل غير رسمية أو تطبيقات مجهولة تقوم بسرقة بياناتهم الشخصية دون علمهم، ليتم لاحقًا تداولها أو بيعها على منتديات خبيثة. ولحماية حساباتكم على منصات البث اليوم، ينبغي اعتماد تدابير أمنية شاملة تتجاوز مجرد إنشاء كلمة مرور قوية، وتشمل تأمين الأجهزة، وتفادي المحتويات المشبوهة، والانتباه إلى الروابط غير الموثوقة"، توضح بولينا تريتياك، محللة البصمة الرقمية لدى كاسبرسكي.