Friday 6 June 2025
رياضة

كشفتها دراسة ميدانية.. سلوكات سلبية قد تسيء إلى صورة المغرب خلال مونديال 2030

كشفتها دراسة ميدانية.. سلوكات سلبية قد تسيء إلى صورة المغرب خلال مونديال 2030 كأس‭ ‬العالم‭ ‬2030‭ ‬ ‬سيضع‭ ‬المغاربة‭ ‬في‭ ‬اختبار‭ ‬حقيقي‭ ‬للمواطنة
كشفت‭ ‬دراسة‭ ‬ميدانية‭ ‬حديثة‭ ‬أعدها‭ ‬المركز‭ ‬المغربي‭ ‬للمواطنة،‭ ‬عن‭ ‬واقع‭ ‬السلوك‭ ‬المدني‭ ‬لدى‭ ‬المواطن‭ ‬المغربي،‭ ‬أفضت‭ ‬إلى‭ ‬نتائج‭ ‬مقلقة‭ ‬حول‭ ‬تفشي‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المظاهر‭ ‬السلبية‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬المغربي‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬الفضاء‭ ‬العام‭ ‬الذي‭ ‬يعكس‭ ‬صورة‭ ‬المغرب،‭ ‬لاسيما‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الاستحقاقات‭ ‬التي‭ ‬ستشهدها‭ ‬بلادنا‭ ‬خاصة‭ ‬احتضان‭ ‬نهائيات‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬2030‭ ‬بشراكة‭ ‬مع‭ ‬إسبانيا‭ ‬والبرتغال‭.‬

ونظرا‭ ‬لأهمية‭ ‬الدراسة‭ ‬في‭ ‬سياقها‭ ‬الرياضي،‭ ‬وارتباطها‭ ‬بحدث‭ ‬كوني‭ ‬سيضع‭ ‬المغاربة‭ ‬في‭ ‬اختبار‭ ‬حقيقي‭ ‬للمواطنة،‭ ‬فإن‭ ‬“الوطن‭ ‬الآن”‭ ‬تعيد‭ ‬ترتيب‭ ‬نتائج‭ ‬هذا‭ ‬الاستطلاع‭ ‬وتسلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬مكامن‭ ‬القلق‭ ‬التي‭ ‬أفرزها‭.‬

‮ ‬
أجرى‭ ‬المركز‭ ‬المغربي‭ ‬للمواطنة،‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬الممتدة‭ ‬من‭ ‬10‭ ‬فبراير‭ ‬إلى‭ ‬13‭ ‬مارس‭ ‬2025،‭ ‬استطلاعا‭ ‬للرأي‭ ‬حول‭ ‬السلوك‭ ‬المدني‭ ‬لدى‭ ‬المغاربة،‭ ‬اعتمادا‭ ‬على‭ ‬استبيان‭ ‬إلكتروني‭ ‬مفتوح‭ ‬تم‭ ‬نشره‭ ‬على‭ ‬منصات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وعرف‭ ‬مشاركة‭ ‬1173‭ ‬شخصا‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الفئات‭ ‬يمثلون‭ ‬جميع‭ ‬جهات‭ ‬المغرب،‭ ‬عبروا‭ ‬عن‭ ‬آرائهم‭ ‬بشكل‭ ‬طوعي،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تصدر‭ ‬عن‭ ‬المركز،‭ ‬مؤخرا،‭ ‬نتائج‭ ‬هذا‭ ‬استطلاع‭ ‬للرأي‭ ‬لامس‭ ‬سلوك‭ ‬الشعب‭ ‬المغربي،‭ ‬وأدى‭ ‬إلى‭ ‬فهم‭ ‬نظرة‭ ‬المغاربة‭ ‬للسلوك‭ ‬المدني،‭ ‬في‭ ‬أفق‭ ‬استشراف‭ ‬تصحيح‭ ‬وتعزيز‭ ‬السلوك‭ ‬المدني‭.‬

أما‭ ‬السياق‭ ‬العام‭ ‬للاستطلاع‭ ‬فيرجع‭ ‬إلى‭ ‬ملامسة‭ ‬التحولات‭ ‬العمرانية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬الناتجة‭ ‬عن‭ ‬ارتفاع‭ ‬عدد‭ ‬سكان‭ ‬المغرب،‭ ‬وارتفاع‭ ‬مؤشر‭ ‬التمدن‭ ‬بفعل‭ ‬الهجرة‭ ‬وما‭ ‬نتج‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬التحول‭ ‬من‭ ‬متغيرات‭ ‬في‭ ‬بنية‭ ‬الأسرة‭ ‬وفي‭ ‬سلوك‭ ‬الأفراد،‭ ‬مع‭ ‬تسجيل‭ ‬تراجع‭ ‬ملحوظ‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬وتآكل‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬القيم‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬سائدة‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬بفعل‭ ‬المؤثرات‭ ‬التكنولوجية‭ ‬الحديثة‭ ‬واختراقها‭ ‬للمجال‭ ‬الأسري‭ ‬التقليدي‭ ‬وسيادة‭ ‬أنماط‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬الثقافة‭ ‬الاستهلاكية،‭ ‬ما‭ ‬أثر‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬السلوك‭ ‬المدني‭ ‬للمغاربة‭.‬

في‭ ‬ظل‭ ‬الإيقاع‭ ‬السريع‭ ‬للمتغيرات‭ ‬العمرانية‭ ‬وبطء‭ ‬بناء‭ ‬شخصية‭ ‬الإنسان،‭ ‬يسجل‭ ‬تراجع‭ ‬رهيب‭ ‬في‭ ‬السلوك‭ ‬الحضاري‭ ‬مقابل‭ ‬هيمنة‭ ‬السلوك‭ ‬الانفرادي،‭ ‬وما‭ ‬يترتب‭ ‬عنه‭ ‬من‭ ‬تراجع‭ ‬لقيم‭ ‬الاحترام‭ ‬والانضباط‭ ‬في‭ ‬الفضاء‭ ‬العام‭.‬

وبالرغم‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬الدراسة‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬المحللين‭ ‬للبنية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬المغربية،‭ ‬يجمعون‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تقويم‭ ‬السلوك‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬ينظر‭ ‬إليه‭ ‬كاستثمار‭ ‬دائم‭ ‬وغير‭ ‬مرتبط‭ ‬بالمناسبات،‭ ‬لأن‭ ‬المونديال‭ ‬أو‭ ‬كأس‭ ‬أمم‭ ‬افريقيا‭ ‬أو‭ ‬الألعاب‭ ‬الأولمبية،‭ ‬مجرد‭ ‬تظاهرات‭ ‬عابرة‭.‬
‮ ‬
الغش‭ ‬والتسول‭ ‬والجشع‭ ‬والتحرش‭ ..‬أبرز‭ ‬مخاوف‭ ‬المغاربة‭ ‬في‭ ‬المونديال
‮ ‬
رسمت‭ ‬الدراسة‭ ‬خريطة‭ ‬سلوكية‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬دقيقة،‭ ‬لمجموعة‭ ‬من‭ ‬الممارسات‭ ‬اليومية‭ ‬التي‭ ‬اعتبرها‭ ‬المشاركون‭ ‬بمثابة‭ ‬تهديد‭ ‬حقيقي‭ ‬لصورة‭ ‬البلاد‭ ‬أمام‭ ‬الزوار‭ ‬الأجانب،‭ ‬في‭ ‬مقدمتها‭ ‬الغش‭ ‬في‭ ‬المعاملات‭ ‬التجارية‭ ‬والخدمات‭ ‬السياحية‭ ‬من‭ ‬نقل‭ ‬وإيواء‭ ‬ومطعمة‭. ‬إذ‭ ‬عبر‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬84‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬من‭ ‬المشاركين‭ ‬عن‭ ‬تخوفهم‭ ‬من‭ ‬تأثير‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬على‭ ‬صورة‭ ‬المغرب،‭ ‬خصوصا‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬برفع‭ ‬الأسعار‭ ‬بطريقة‭ ‬مبالغ‭ ‬فيها‭ ‬عند‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬السياح‭ ‬الأجانب،‭ ‬أو‭ ‬تقديم‭ ‬خدمات‭ ‬ذات‭ ‬جودة‭ ‬متدنية‭ ‬لا‭ ‬تتناسب‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬يعلن‭ ‬عنه‭. ‬هذا‭ ‬السلوك،‭ ‬يزعزع‭ ‬ثقة‭ ‬السائح‭ ‬في‭ ‬البلد‭ ‬ومواطنيه‭.‬

القلق‭ ‬الثاني‭ ‬الذي‭ ‬بلغت‭ ‬نسبة‭ ‬المحذرين‭ ‬منه‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬81,7‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬من‭ ‬المستجوبين،‭ ‬يتعلق‭ ‬بالنظافة‭ ‬والمخاوف‭ ‬من‭ ‬مشهد‭ ‬الأزبال‭ ‬المنتشرة‭ ‬في‭ ‬الفضاءات‭ ‬العامة،‭ ‬ما‭ ‬يشكل‭ ‬نقطة‭ ‬سوداء‭ ‬في‭ ‬غالبية‭ ‬المدن‭ ‬المغربية‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬شركات‭ ‬للتدبير‭ ‬المفوض‭ ‬لهذا‭ ‬القطاع‭.‬

وارتباطا‭ ‬بقطاع‭ ‬النظافة،‭ ‬لفت‭ ‬73,6‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬من‭ ‬المشاركين،‭ ‬النظر‭ ‬إلى‭ ‬غياب‭ ‬مراحيض‭ ‬عمومية‭ ‬نظيفة‭ ‬في‭ ‬المرافق‭ ‬الحيوية،‭ ‬كالملاعب‭ ‬والمواقع‭ ‬السياحية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬انزعاج‭ ‬السياح،‭ ‬خاصة‭ ‬النساء‭ ‬منهم‭.‬

وشكلت‭ ‬المخاوف‭ ‬من‭ ‬انتشار‭ ‬حشود‭ ‬المتسولين‭ ‬نسبة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬قلق‭ ‬المستجوبين،‭ ‬إذ‭ ‬اعتبر‭ ‬77‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬من‭ ‬المشاركين‭ ‬أن‭ ‬انتشار‭ ‬المتسولين‭ ‬وحاملي‭ ‬العاهات‭ ‬خاصة‭ ‬إشراك‭ ‬الأطفال‭ ‬والرضع،‭ ‬يضرب‭ ‬في‭ ‬الصميم‭ ‬جهود‭ ‬الاستضافة‭ ‬ويعكس‭ ‬حجم‭ ‬الهشاشة‭ ‬الضارب‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬المغربي،‭ ‬خاصة‭ ‬حين‭ ‬يرتبط‭ ‬التسول‭ ‬بالمضايقات‭.‬

كما‭ ‬توقفت‭ ‬الدراسة‭ ‬عند‭ ‬سلوكيات‭ ‬التطفل‭ ‬والمضايقة‭ ‬في‭ ‬الشوارع‭ ‬والأسواق،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬نسبة‭ ‬مقلقة‭ ‬بلغت‭ ‬69,6‭ ‬في‭ ‬المائة،‭ ‬يتداخل‭ ‬فيها‭ ‬التحرش‭ ‬اللفظي‭ ‬أو‭ ‬الجسدي‭ ‬بالسائحات‭.‬

الانزعاج‭ ‬من‭ ‬النقل‭ ‬العمومي‭ ‬اعتبر‭ ‬من‭ ‬الإكراهات‭ ‬المطروحة‭ ‬أمام‭ ‬المنظمين،‭ ‬إذ‭ ‬أن‭ ‬73‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬من‭ ‬المستجوبين‭ ‬أشاروا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ممارسات‭ ‬بعض‭ ‬سائقي‭ ‬سيارات‭ ‬الأجرة‭ ‬مثل‭ ‬رفض‭ ‬تشغيل‭ ‬العداد،‭ ‬أو‭ ‬فرض‭ ‬تسعيرات‭ ‬عشوائية،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬رفض‭ ‬نقل‭ ‬السياح‭ ‬إلى‭ ‬وجهة‭ ‬محددة،‭ ‬يعيق‭ ‬نجاح‭ ‬التظاهرة‭ ‬الرياضية،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬السلامة‭ ‬الطرقية‭ ‬التي‭ ‬لازالت‭ ‬تشكل‭ ‬مصدر‭ ‬قلق‭ ‬للمغاربة‭ ‬حيث‭ ‬أن‭ ‬61,9‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬من‭ ‬المشاركين‭ ‬في‭ ‬الاستبيان‭ ‬أجمعوا‭ ‬على‭ ‬مخاوفهم‭ ‬من‭ ‬السياقة‭ ‬المتهورة‭ ‬وعدم‭ ‬احترام‭ ‬ممرات‭ ‬الراجلين،‭ ‬ما‭ ‬يشعر‭ ‬المواطن‭ ‬والزائر‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭ ‬بعدم‭ ‬الأمان‭. ‬خاصة‭ ‬إذا‭ ‬ارتبط‭ ‬هذا‭ ‬القلق‭ ‬بضعف‭ ‬الخدمات‭ ‬الصحية،‭ ‬حيث‭ ‬اعتبر‭ ‬71,1‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬من‭ ‬المشاركين‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬الطبي‭ ‬يشكل‭ ‬نقطة‭ ‬سوداء‭ ‬في‭ ‬ذهن‭ ‬المواطنين‭.‬

‮ ‬ويشدد‭ ‬الإعلامي‭ ‬الرياضي،‭ ‬هشام‭ ‬رمرام‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬تحمل‭ ‬الجميع‭ ‬لمسؤوليته‭ ‬وعدم‭ ‬تحميل‭ ‬المواطنين‭ ‬فقط‭ ‬المسؤولية‭ ‬ضمن‭ ‬المشاريع‭ ‬الكبرى‭ ‬التي‭ ‬يكون‭ ‬الرهان‭ ‬عليها،‭ ‬وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الكل‭ ‬مسؤول‭ ‬أفراد‭ ‬وجماعات‭ ‬ومؤسسات‭ ‬لأن‭ ‬المسألة‭ ‬متشابكة‭ ‬وأكثر‭ ‬تعقيدا‭ ‬من‭ ‬ما‭ ‬نتصوره‭ ‬وقال: “‭ ‬من‭ ‬السهل‭ ‬جدا‭ ‬أن‭ ‬ينزه‭ ‬كل‭ ‬فرد‭ ‬نفسه‭ ‬على‭ ‬التصرفات‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬خارج‭ ‬القيم‭ ‬والقانون‭ ‬فكلنا‭ ‬مسؤولون‭ ‬وإذا‭ ‬كنا‭ ‬اليوم‭ ‬متفقون‭ ‬على‭ ‬وجود‭ ‬تدهور‭ ‬في‭ ‬السلوك‭ ‬المدني‭ ‬فلأننا‭ ‬كلنا‭ ‬معنيون‭.‬”
‮ ‬
المغاربة‭ ‬أمام‭ ‬اختبار‭ ‬ميداني ‬في‭ ‬المواطنة
‮ ‬
لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬بناء‭ ‬العمران‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يوازيه‭ ‬بناء‭ ‬للإنسان،‭ ‬والأوراش‭ ‬المفتوحة‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تشكل‭ ‬إضافة‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬مغرب‭ ‬الغد،‭ ‬إلا‭ ‬إذا‭ ‬انخرط‭ ‬المغاربة‭ ‬في‭ ‬الوعي‭ ‬الجماعي‭ ‬الحضاري‭ ‬المبني‭ ‬على‭ ‬القيم‭ ‬الفضلى‭ ‬للرياضة‭ ‬أولا‭ ‬وللمجتمع‭ ‬ثانيا،‭ ‬قد‭ ‬يحول‭ ‬المواطن‭ ‬من‭ ‬مستهلك‭ ‬إلى‭ ‬مشارك‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬الفضاء‭ ‬العام‭ ‬من‭ ‬السلوك‭ ‬السلبي‭ ‬الذي‭ ‬يجعل‭ ‬البعض‭ ‬ينظر‭ ‬للتظاهرات‭ ‬الرياضية‭ ‬الكونية‭ ‬كفرصة‭ ‬للاغتناء‭ ‬لا‭ ‬للبناء،‭ ‬بدل‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬تعامل‭ ‬معها‭ ‬كاختبار‭ ‬ميداني‭ ‬في‭ ‬السلوك‭ ‬المدني‭.‬

وفي‭ ‬تصريح‭ ‬لـ‭ ‬”الوطن‭ ‬الآن“‭ ‬اعتبر‭ ‬هشام‭ ‬رمرام،‭ ‬الإعلامي‭ ‬الرياضي،‭ ‬أن‭ ‬جانب‭ ‬السلوك‭ ‬المدني‭ ‬لا‭ ‬يختلف‭ ‬عليه‭ ‬أحد‭ ‬لأنه‭ ‬ضروري‭ ‬للتعايش‭ ‬داخل‭ ‬الفضاء‭ ‬العام،‮ ‬‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬انسجام‭ ‬مجتمعي‭ ‬داخل‭ ‬الفضاءات‭ ‬المشتركة،‭ ‬كما‭ ‬تساءل‭ ‬عن‭ ‬ربط‭ ‬السلوك‭ ‬المدني‭ ‬بكأس‭ ‬العالم‭ ‬لأن‭ ‬السلوك‭ ‬المدني‭ ‬غير‭ ‬مرتبط‭ ‬بالمناسبات‭ ‬ولا‭ ‬بالتظاهرات،‭ ‬وإذا‭ ‬كان‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬تعزيزه‭ ‬فلابد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬أجلنا‭ ‬نحن‭ ‬كمواطنين‭ ‬وبشكل‭ ‬يومي‭. ‬أما‭ ‬بخصوص‭ ‬مونديال‭ ‬2030‭ ‬فقال: “أعتقد‭ ‬لو‭ ‬كنا‭ ‬قد‭ ‬استثمرنا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الجانب‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬المستويات‭ ‬ولو‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬النقاش‭ ‬حاضرا‭ ‬خارج‭ ‬المونديال‭ ‬كنا‭ ‬سنعتبر‭ ‬أن‭ ‬المشكل‭ ‬غير‭ ‬مطروح‭ ‬لدينا‭. ‬لهذا‭ ‬فمن‭ ‬المستحيل‭ ‬القول‭ ‬أنني‭ ‬سأغير‭ ‬نفسي‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬كأس‭ ‬العالم،‭ ‬فهل‭ ‬مدة‭ ‬خمس‭ ‬سنوات‭ ‬كافية‭ ‬لتغيير‭ ‬سلوك‭ ‬معين؟‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬الأمر‭ ‬ممكنا‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬البنى‭ ‬التحتية،‭ ‬لأنها‭ ‬مسألة‭ ‬مرتبطة‭ ‬باعتمادات‭ ‬مالية‭ ‬وبتصاميم‭ ‬وبحسابات‭ ‬وقياسات‭ ‬لكن‭ ‬الرهان‭ ‬على‭ ‬الانسان‭ ‬شيء‭ ‬معقد،‭ ‬لأن‭ ‬الأمر‭ ‬مرتبط‭ ‬بعوامل‭ ‬أخرى‭.‬

وفي‭ ‬السياق‭ ‬ذاته،‭ ‬‮ ‬اتفق‭ ‬أيوب‭ ‬قطاية،‭ ‬استشاري‭ ‬متخصص‭ ‬في‭ ‬التدبير‭ ‬الإستراتيجي‭ ‬لأندية‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬،‭ ‬مع‭ ‬التخوف‭ ‬الموجود،من‭ ‬تأثير‭ ‬بعض‭ ‬الظواهر‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والسلوكيات‭ ‬السلبية‭ ‬لدى‭ ‬المواطنين‭ ‬خلال‭ ‬المونديال،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬جاء‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المظاهر‭ ‬التي‭ ‬نعيشها‭ ‬وكذا‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المؤشرات‭.‬

وأوضح‭ ‬قطاية،‭ ‬أن‭ ‬عامل‭ ‬الوقت‭ ‬إكراه‭ ‬حقيقي‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬احتضان‭ ‬مونديال‭ ‬2030،‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬بشكل‭ ‬شمولي‭ ‬وتم‭ ‬التركيز‭ ‬فيه‭ ‬على‭ ‬معطى‭ ‬البنية‭ ‬التحتية،‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬كان‭ ‬لابد‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬استحضار‭ ‬معطى‭ ‬الوعي‭ ‬والسلوك‭ ‬اليومي‭ ‬للمواطنين،‭ ‬واستعرض‭ ‬مثال‭ ‬دولة‭ ‬قطر‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬بالتحضير‭ ‬لمونديال‭ ‬2022‭ ‬خلال‭ ‬12‭ ‬سنة،‭ ‬في‭ ‬إشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الفترة‭ ‬الزمنية‭ ‬المتبقية‭ ‬تطرح‭ ‬إكراها‭ ‬حقيقيا‭ ‬وأنها‭ ‬غير‭ ‬كافية‭ ‬لتحقيق‭ ‬تغيير‭ ‬في‭ ‬السلوك‭ ‬اليومي‭ ‬والوعي: “لست‭ ‬متشائما،‭ ‬لكنني‭ ‬أنطلق‭ ‬من‭ ‬معطيات‭ ‬واقعية‭ ‬ومنطقية‭ ‬لأننا‭ ‬لم‭ ‬نتعامل‭ ‬مع‭ ‬الأمر‭ ‬بجدية‭ ‬نظرا‭ ‬لأهميته،‭ ‬لأن‭ ‬الرهان‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬بناء‭ ‬الملاعب‭ ‬والطرق‭ ‬والفنادق‭ ‬والمستشفيات،‭ ‬بل‭ ‬إعادة‭ ‬بناء‭ ‬المواطن‭ ‬أيضا”‭.