وجه الناشط البيئي محمد التفراوتي رسالة مفتوحة عبر وسائل الإعلام إلى السيد رئيس مجلس جهة سوس ماسة، يناشده من خلالها تفعيل الاتفاقية الخاصة بحماية واحات طاطا من الحرائق، والتي وُقعت منذ أكتوبر 2022، دون أن ترى طريقها إلى التنفيذ، رغم تكرار الكوارث البيئية التي تشهدها المنطقة. وتأتي هذه الرسالة على إثر الحريق المهول الذي اندلع يوم أمس بواحة "امغي أكادير لهنا"، مهدداً الثروة النباتية الفريدة التي تزخر بها الواحات.

إلى السيد رئيس مجلس جهة سوس ماسة المحترم
الموضوع: دعوة عاجلة لتفعيل الاتفاقية الخاصة بحماية واحات طاطا من الحرائق

تحية طيبة وبعد،

على إثر الحريق المهول الذي اندلع يوم أمس بواحة "امغي أكادير لهنا" بإقليم طاطا، والذي أتى على مساحات واسعة من النخيل والأشجار المثمرة، نرفع إلى سيادتكم هذه الرسالة باعتباركم الشريك الجهوي الرئيسي في اتفاقية حماية وتأهيل واحات طاطا، الموقعة في أكتوبر 2022، والتي ما تزال حتى اليوم دون تفعيل فعلي على أرض الواقع.

إن حرائق الواحات لم تعد أحداثاً موسمية معزولة، بل تحولت إلى كابوس متكرر تتوالى بسببه الخسائر عاماً بعد عام. لم نعد نحصي عدد الحرائق ولا المساحات التي تذهب ضحية للنيران. وكلما اندلع حريق، تُطرح الأسئلة نفسها بإلحاح: أين تفعيل الاتفاقية؟ وأين الإجراءات الوقائية؟ وأين الدعم الموعود للسكان المتضررين؟

لقد مرت ما يقارب ثلاث سنوات على توقيع الاتفاقية الجهوية التي جمعت بين الجهة والعمالة والوزارات المعنية ومؤسسات التنمية، وكان الهدف منها وضع حد لهذا النزيف البيئي والاقتصادي والاجتماعي. ولكن، رغم كل الطموح والالتزام، لا تزال الاتفاقية حبيسة الرفوف، في وقت تتعرض فيه الواحات لأضرار لا يمكن تعويضها.

إننا، نيابة عن أصوات ميدانية واعية بخطورة الوضع، ندعو مجلسكم الموقر إلى التحرك العاجل لتفعيل الاتفاقية في أقرب وقت ممكن، من خلال إطلاق مشاريع الوقاية من الحرائق، ودعم أدوات الإنذار المبكر، وتجهيز مراكز الإطفاء، وتحفيز مشاركة المجتمع المحلي في حماية مجاله البيئي.

الوضع لم يعد يحتمل المزيد من التأجيل، إذ أن استمرار التأخر يعني المزيد من الفقدان والتدهور في المنظومة الواحية، وما يرتبط بها من استقرار اجتماعي وأمن غذائي.

تفضلوا، السيد الرئيس، بقبول فائق التقدير والاحترام.

والسلام.

محمد التفراوتي
ناشط بيئي متخصص في قضايا الواحات والتنمية المستدامة
التاريخ: 3 يونيو 2025