
استضافت إسبانيا مؤخرًا المؤتمر الدولي الحادي عشر حول الصبار، والذي تميز بمشاركة مغربية بارزة. ومن بين المشاركين المهندس عبد الرحمن آيت حمو، رئيس الجمعية الدولية للصبار والمنسق الجهوي (لمنطقة البحر الأبيض المتوسط) للشبكة الدولية للتعاون التقني في مجال زراعة الصبار (FAO-ICARDA-CactusNet).
في حوار مع "أنفاس بريس"، يقدم لنا الخبير المغربي أهداف هذا الحدث ونتائجه.
بداية، هل يمكن أن تعرفنا على هذا المؤتمر، المنظمين، والأهداف؟
هذا المؤتمر الثلاثي السنوي نُظّم هذا العام في جزر الكناري الإسبانية، من قبل معهد البحوث في علوم الأغذية، ومعهد البحوث الزراعية في جزر الكناري، ومجلس جزيرة تينيريفي، بالشراكة مع الجمعية الدولية للعلوم البستانية، والشبكة الدولية للتعاون التقني في مجال زراعة الصبار التابعة لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، والمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة.
وقد تم تغيير اسم المؤتمر ليُصبح: "المؤتمر الدولي للصباريات كغذاء وعلف واستخدامات أخرى".
وكانت بلادنا قد استضافت الدورة السابعة لهذا المؤتمر في أكادير خلال أكتوبر 2010.
أما الهدف من هذا اللقاء العلمي، فهو تبادل أحدث نتائج الأبحاث حول التين الشوكي في مجالات متعددة: الغذائية، العلفية، الصيدلانية، التجميلية وغيرها.
وبالفعل، فوجئت كثيرًا بالنتائج الجديدة التي تم الكشف عنها من خلال الندوات أو معاينتها أثناء الزيارة الميدانية. وما نال إعجابي بشكل خاص هو تنوع المشتقات المبتكرة لتثمين الصبار، سواء كفاكهة أو كألواح.
ما هي FAO-ICARDA-CactusNet وما هي أهدافها؟
هو الاسم المختصر للشبكة الدولية للتعاون التقني في مجال زراعة التين الشوكي، التي تعود فكرة إنشائها إلى سنة 1992، حين التقى في سانتياغو خبراء من المكسيك، الشيلي، الولايات المتحدة الأمريكية، والبيرو.
وفي سنة 1993، تم إنشاء الشبكة في غوادالاخارا بالمكسيك، وكان المغرب من أوائل الدول المنخرطة فيها.
وقد حددت الشبكة لنفسها الأهداف التالية:
-
جمع ونشر المعلومات المتعلقة بالصبار: الإنتاج، الزراعة، التسويق؛
-
التعاون في جمع وحفظ وتبادل وتقييم واستخدام الموارد الوراثية وفقًا للمعايير الوطنية والدولية، ورصد التقدم المحرز في هذه التبادلات وجدواها؛
-
تعزيز الفوائد البيئية والاجتماعية والاقتصادية والصحية للصبار؛
-
تطوير التثمين ومختلف استخدامات الصبار؛
-
تبادل الخبرات وتنظيم الدورات التدريبية وورشات العمل ولقاءات الخبراء بهدف تحسين القدرات التقنية للأفراد والمؤسسات المعنية؛
-
تشجيع الجيل الجديد من الباحثين، والمرشدين الزراعيين، والمزارعين، وقطاع الصناعة على الانخراط في أبحاث الصبار وإنتاجه واستخدامه.
وللشبكة منسق عام، ورؤساء فرق عمل، ومنسقون جهويون، أتشرف بكوني أحدهم عن جهة البحر الأبيض المتوسط.
بالعودة إلى المؤتمر، ماذا عن المشاركة المغربية؟
كانت مشاركة متميزة، حيث قدم 7 خبراء مغاربة نتائج أبحاثهم في مجالات مختلفة، لا سيما في مجال الإدارة المتكاملة لآفة الحشرة القرمزية. وبفضل هؤلاء الباحثين، برزت بلادنا كرائدة في هذا المجال.
وجاء الباحثون من مؤسسات مغربية مرموقة مثل: جامعة محمد السادس متعددة التخصصات (بن جرير)، المعهد الوطني للبحث الزراعي، كلية العلوم التابعة لجامعة ابن زهر (أكادير)، المدرسة الوطنية للفلاحة، والضيعات الفلاحية البساتين (مكناس).
وكان من الممكن أن تكون المشاركة أكبر لولا بعض العوائق مثل التكاليف العالية وصعوبة الحصول على تأشيرة السفر. ومع ذلك، كان المغرب وتونس الدولتين العربيتين الوحيدتين المشاركتين في المؤتمر.
ما هو التأثير المتوقع لهذا المؤتمر على سلسلة الصبار في المغرب؟
لا شك أن هناك تأثيرات إيجابية. فعلى صعيد البحث العلمي، أنا متأكد من أن خبراءنا سيواصلون تعميق أبحاثهم لتعزيز المستوى العالي الذي أُبْرز خلال المؤتمر. ومن المتوقع أيضًا أن تتعزز الشراكات بين الجامعات والمعاهد المغربية ونظيراتها في دول عدة كالمكسيك، إيطاليا، إسبانيا وغيرها.
أما على المستوى الميداني، فسنحرص في الجمعية الدولية للصبار على تبسيط نتائج هذا المؤتمر، وجعلها متاحة للمزارعين، لتشجيعهم وتحفيزهم على زيادة المردودية، وتنويع طرق التثمين، وفتح منافذ تسويق جديدة.
وأشكركم على وصف القطاع بـ"السلسلة"، لأنه فعلاً آن الأوان لتنظيمه كسلسلة بَيْمِهَنِيّة قائمة الذات.
ذكرت الجمعية الدولية للصبار، متى وأين تأسست، وما هي أهدافها؟
هي جمعية غير ربحية تأسست سنة 2023 في البرتغال.
وتهدف إلى تطوير الزراعة المستدامة للصبار (لإنتاج الفاكهة، الأعلاف، والأزهار)، والاستفادة من جميع مزايا وفوائد هذا النبات لتعزيز القدرة على التكيف مع تغيّر المناخ، والحفاظ على البيئة (مثل حماية التربة، واحتجاز الكربون، والحفاظ على التنوع البيولوجي)، إضافة إلى إنتاج الطاقة النظيفة، والأسمدة الحيوية، والمنتجات غير الغذائية، مثل مستحضرات التجميل، الأدوية، المكملات الغذائية، الحرف اليدوية، وغيرها من المواد أو المنتجات المشتقة.
وخلاصة القول، إن للجمعية هدفًا نبيلًا يتمثل في استغلال مزايا نبات التين الشوكي لمكافحة الفقر والهجرة، خاصة في المناطق الجافة وشبه الجافة.
في الحقيقة، يمكن توضيح كيف يمكن للصبار أن يساهم، بشكل أو بآخر، في تحقيق جميع أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر.