Wednesday 30 April 2025
مجتمع

الخدير لغرابي: خاب أمل العديد من المواطنين بعد الاستقرار في مدينة الدروة بجهة الدار البيضاء

الخدير لغرابي: خاب أمل العديد من المواطنين بعد الاستقرار في مدينة الدروة بجهة الدار البيضاء الخدير لغرابي، فاعل حقوقي في الدروة بجهة البيضاء-سطات
تعيش الدروة بإقليم برشيد، بجهة الدار البيضاء، على وقع العديد من المشاكل المرتبطة بهشاشة البنيات التحتية. وكان من المفترض أن تكون هذه المنطقة، المجاورة لمطار محمد الخامس، متنفسًا للعاصمة الاقتصادية، لكنها تحولت إلى مجرد "فندق" بدون أي نجمة، يقصده البيضاويين الذين قرروا الاستقرار بها بعدما ضاقت بهم العاصمة الاقتصادية .
الخدير لغرابي، فاعل حقوقي في الدروة بجهة البيضاء-سطات، يتحدث في هذا الحوار عن أهم مشاكل هذه المنطقة، مؤكدًا أن تنظيم كأس العالم 2030 فرصة تاريخية لتحقيق إقلاع تنموي بارز بها.
 
كان الاعتقاد السائد بعد تعمير منطقة الدروة أنها ستكون فضاء يغري بالعيش، لكن مع مرور السنوات خاب هذا الاعتقاد وأصبح العديد من المواطنين الذين استقروا بها يرغبون في مغادرتها، لماذا في رأيك؟
إن مدينة الدروة توجد في موقع استراتيجي، حيث تقع على الطريق الوطنية رقم 9، بالإضافة إلى قربها من مطار محمد الخامس، وتنتمي إلى أغنى جهة في المغرب، وهي جهة الدار البيضاء-سطات، لا يربط بين النواصر والدروة سوى الطريق رقم 9. وكان من المفترض أن تكون الدروة والنواصر جماعة واحدة لإحداث نوع من التوازن وتجنب المشاكل الحالية، حيث لا يمكن لسائق سيارة أجرة في النواصر مثلا العمل داخل الدروة، والعكس صحيح بالنسبة لسائقي سيارات الأجرة في الدروة.
 
الموقع الاستراتيجي الذي تحدثت عنه كان من المفروض أن يجعل الدروة "جنة" جهة البيضاء، فما الذي حدث حتى تحولت إلى جحيم لبعض سكانها؟
صحيح، العديد من المواطنين الذين استقروا في الدروة كان هدفهم البحث عن الهدوء والبيئة النقية، بالإضافة إلى الاستفادة من الموقع الاستراتيجي. لكن، كما جاء في سؤالك، خاب أمل العديد منهم، سواء الذين قرروا الاستقرار أو الاستثمار، وذلك بسبب افتقار المدينة إلى مجموعة من الخدمات، ومعاناتها من هشاشة البنيات التحتية والمرافق العمومية. علما أن عدد السكان ارتفع من 47 ألف نسمة إلى ما يقارب 100 ألف نسمة. ومؤخرا تم إنجاز وحدة للمستعجلات، لكنها لم تفتح بعد في وجه المرضى الذين يضطرون إلى التنقل إما إلى مدينة برشيد، والوضع الصحي في عاصمة أولاد احريز لا يخفى على أحد، أو إلى مديونة أو مستشفى ابن رشد بالدار البيضاء. والمؤسف أن هذه الوحدة الصحية، التي سميت بمستعجلات القرب، لم تجهز لحد الساعة. ورغم وجود مجهود من قبل السلطات المحلية، فإن السلطات المنتخبة غائبة.
 
لكن السلطات المنتخبة هي من قامت بإنجاز هذا المشروع الصحي؟
نعم، ولكن بأي مواصفات؟ فسكان الدروة، كما قلنا، يصل عددهم إلى 100 ألف نسمة، والمستعجلات عبارة عن "بوتيك". إضافة إلى أن واقع التنقل في المدينة كارثي جدا، حيث يجد طلبة مدينة المهن والكفاءات صعوبة كبيرة في التنقل، رغم الزيادة في عدد الحافلات. كما أن تسعيرة التنقل في سيارات الأجرة بين الدار البيضاء والدروة لا تزال تعتمد الأسعار التي كانت معتمدة خلال فترة كورونا. علما أن الكثير من سكان الدروة يشتغلون في الدار البيضاء. فالدروة تحولت إلى ما يشبه فندقا بدون نجوم، لا يتوفر على أي من المواصفات الأساسية. ولا توجد رؤية استراتيجية واضحة لتنمية هذه المدينة، رغم توفرها على عدة مؤهلات.
 
ألا تعتقد أن الوقت قد حان لإحداث منطقة صناعية ولوجستيكية، كما هو الحال في النواصر، من أجل المساهمة في تشغيل شباب هذه المنطقة عوض السفر يوميا إلى الدار البيضاء؟
كانت هناك مجموعة من المشاريع التي أُنجزت في النواصر وكانت موجهة في الأصل إلى الدروة، لكن بسبب ضعف أداء المجلس المنتخب، ضاعت هذه الفرصة. إذ لم يبذل أي جهد لإعداد وعاء عقاري لإنجاز منطقة صناعية. كما أن برلمانيي الدائرة من برشيد، ولا يتم تناول القضايا التي تتعلق بالدروة إلا في مناسبات نادرة جدا.
 
لماذا تصر على وصف الدروة بالمدينة، علما أن إطلاق هذا الوصف يخضع لعدة معايير؟
الإصرار على وصف الدروة بمدينة هو لإحراج الفاعل السياسي والحكومة. فقد تمت تسميتها بالمدينة رسميًا، وليس بأي اسم آخر. وقريبا سيتم تدشين مفوضية للأمن الوطني، وهناك رهان كبير على تعزيز الأمن من أجل تخفيف حدة الإجرام وجلب المستثمرين.
 
ألا تعتقد أن الدروة حاليا أمام فرصة تاريخية لتحقيق إقلاع تنموي، خاصة مع تنظيم كأس العالم 2030؟
نعم، إنها فرصة كبيرة جدًا. وإذا لم نستفد من هذا الحدث الكروي العالمي، "غادي يفوتنا التران". كان من المفروض أن تكون الدروة تستقطب السياح عبر إنشاء فنادق كبرى لقربها من المطار، حيث يفضل العديد من السياح المبيت بالقرب من المطار لربح الوقت. هذا أمر ليس صعبا إذا توفرت الإرادة السياسية، ويمكن أن تصبح الدروة رقمًا صعبًا ليس فقط في الجهة بل على المستوى الوطني.