حزمة من الفعاليات تؤثث الفضاءات العمومية بمختلف الجماعات الترابية يوم 18 فبراير من كل سنة ، وذلك تخليدا لليوم الوطني للسلامة الطرقية الذي يصادف هذا التاريخ .
الاحتفال بهذا اليوم يشكل فرصة أمام مختلف الفاعلين ، مؤسساتيين ومدنيين وعموم المواطنات والمواطنين ، للوقوف على حصيلة حرب الطرق ببلادنا التي تحصد مئات الأرواح ، وتخلف آلاف الجرحى ، والنتيجة كلفة اقتصادية واجتماعية ونفسية باهضة . فرصة كذلك لإطلاق جملة من المبادرات المدنية للرفع من منسوب الوعي بمخاطر عدم احترام قانون السير والجولان، و تذكير الفاعل السياسي من موقعه بمجالس الجماعات الترابية بثقل مسؤوليته في كل ما يتعلق بتنظيم السير والجولان .
زوار دار الضمانة الذين يرتفع عددهم منذ مطلع فصل الربيع الحالي، أول ما يثير انتباههم و هم/ن يترجلون الشوارع التي تخترق واجهة المدينة ، ليس غير الحالة البئيسة التي توجد عليها علامات التشوير ، هذا إن وجدت ! الصور الرديئة التي تبدو عليها علامة التشوير ترفع من منسوب استنكار الزوار كما الساكنة التي ضاقت درعا من اعتماد " مقاربة الاستهتار" في تدبير الشأن الترابي .
ممرات الراجلين على سبيل الإشارة تحولت إلى أطلال ، علما بأن القليل منها هو من حضي بالطلاء بمناسبة اليوم الوطني للسلامة الطرقية ! صباغة هذه الممرات تبخرت بين ليلة وضحاها لأن المادة المستعملة تقول مصادر " أنفاس" كانت من أردأ أنواع الصباغة الموجودة بالسوق !
اذا كان القانون التنظيمي 14/113 المتعلق بالجماعات ينيط بالجماعات مهام تقديم خدمات القرب (المادة 77) ، فإن خدمة " السير والجولان وتشوير الطرق العمومية ووقوف العربات " ( المادة 83 ) ،شبه معطلة بوزان ، حيث لمسة مجلس الجماعة لا يمكن العثور عليها إلا باستعمال المجهر !
واقع التشوير الطرقي على مستوى جماعة وزان في حاجة ماسة للتجويد بما يحمي الحق في الحياة الذي هو "...أول الحقوق لكل انسان ، ويحمي القانون هذا الحق " (الفصل 20 من الدستور) . لذلك كل تهاون في التفعيل الجيد للتشوير الطرقي ، لن ينتج عنه إلا تعريض سلامة الأشخاص لكل أنواع المخاطر .
ولأن " مبدأ التشاركية " هو صمام أمان نجاح تنزيل أي مبادرة أو مشروع له علاقة بتدبير الشأن الترابي ، فلماذا لا يسارع مجلس الجماعة بتنظيم مائدة مستديرة يشارك فيها مختلف المتدخلين لتقييم واقع التشوير الطرقي على مستوى الجماعة ، بما يسمح بضبط و تأمين انسيابية السير والجولان .
وفي انتظار ذلك على مجلس الجماعة التعجيل بتدارك "هفواته" ذات الصلة بالتشوير الطرقي ( ممرات الراجلين نموذجا) ، حتى يكون لشعار ( تستاهلوا أكثر ) أثرا ايجابيا على مستوى تراب الجماعة ، أما آثاره السلبية فأهل دار الضامنة يخنقهم دخانه.
