الاثنين 7 إبريل 2025
فن وثقافة

صدور رواية "أغالب مجرى النهر" لسعيد خطيبي عن دار نوفل – هاشيت أنطوان

صدور رواية "أغالب مجرى النهر" لسعيد خطيبي عن دار نوفل – هاشيت أنطوان غلاف الكتاب
صدرت حديثًا عن دار نوفل - هاشيت أنطوان، رواية "أغالب مجرى النهر" للكاتب الجزائري سعيد خطيبي، وهي عمل أدبي مميز يجمع بين عمق السرد وبراعة تصوير الشخصيات التي تجد نفسها أسرى لأقدارها. في هذه الرواية، يتناول خطيبي موضوعات الانتظار المحموم والأمل الذي يقاوم اليقين بالشك، ليقدم للقارئ نصًا غنيًا بتفاصيل الحياة البشرية وما تحمله من اغتراب وأزمات.
 
تقع الرواية في 288 صفحة، وتبدأ من نقطة قاتمة حيث الرغبة في القتل، لتنطلق عبر مسار مشوق نحو نهايات تحمل معها بريق الأمل والرغبة في العيش. تقدم الرواية صورة مؤثرة عن عالم يعاني التداعي، حيث تعكس الشخصيات الكآبة بالسخرية، والصراع بالمقاومة، وكأنهم يحاولون التصدي لمجرى نهر لا يمكن إيقافه.

داخل صفحات الرواية، نجد مشرحة وعيادة وغرفة تحقيق، حيث تُستجوب امرأة متهمة بمقتل زوجها. وفي الطرف الآخر من المدينة، يناضل قدامى المناضلين ضد تهم العمالة التي ألصقت بهم ظلمًا. على الرغم من اختلاف الحدثين، تتضح العلاقة بينهما تدريجيًا مع تطور السرد، ليشكل العمل في النهاية مرآة عاكسة لنصف قرن من تاريخ الجزائر، بدءًا من الحرب العالمية الثانية وحتى مطلع التسعينيات، مرورًا بحرب التحرير وما أعقبها من تحولات.

تسلط الرواية الضوء على أزمات اجتماعية مسكوت عنها، مثل: الفجوة بين الأجيال، الهوة العاطفية بين الآباء والأبناء، الزيجات الفاشلة والهروب منها إلى العلاقات السرية، مشاق الأمومة، وقضايا التبرع بالأعضاء البشرية والاتجار بها. كما تقدم صورة عن أناس من مدينة نائية في الأطراف، يتشبثون بالأمل وتعلق أقدارهم بشخص آتٍ إليهم من العاصمة.

وصف النقاد الرواية بأنها "تسير حبكتها سيرًا تصاعديًا"، مما يجعل القارئ غير قادر على تركها قبل الوصول إلى النهاية. يقول بهاء بن نوّار في مجلة كرّاس الثقافة :"تسير حبكة الرواية سيرًا تصاعديًا لا يملك معه المتلقي سوى مواصلة القراءة".
سعيد خطيبي هو كاتب جزائري من مواليد بوسعادة عام 1984، حاصل على ماجستير في الدراسات الثقافية من جامعة السوربون، وليسانس في الأدب الفرنسي من جامعة الجزائر. أصدر خمس روايات حتى الآن، كان آخرها "نهاية الصحراء" (نوفل، 2022) التي حازت جائزة الشيخ زايد للكتاب لعام 2023. وقد تُرجمت أعماله إلى سبع لغات، مما يعكس انتشارها وتأثيرها على الساحة الأدبية الدولية.
 
"أغالب مجرى النهر" ليست مجرد رواية، بل هي تأمل عميق في الإنسان وظروفه، ودعوة للتوقف أمام الأمل الذي يبقى رغم كل شيء، كالشخص الذي يقاوم مجرى النهر.