في أجواء تسطع بأنوار المحبة والصفاء، وتحت ظلال الشهر الفضيل، نظم فرع الرباط التقدم لجمعية الشعلة للتربية والثقافة ليلة الجمعة السابعة والعشرين من رمضان الليلة المحمدية بدار الشباب التقدم، ضمن فعاليات "رمضان الشعلة الثقافي"، أمسية جمعت بين بهجة الإحتفاء بالموروث الديني والروحي، وجمالية الطقوس التقليدية التي تعكس أصالة الثقافة المغربية بنفحات دينية وروحانية سافرت بالحاضرين في رحلة وجدانية عبر عوالم المديح والسماع.
في هذا السياق اعتلت فرقة المديح والسماع لنادي نغم الفؤاد خشبة العرض، لتنثر نغماتها في الأرجاء، وتملأ القلوب بخشوع يتماوج بين الإيقاع الرخيم والكلمة الصادقة حيث تمازجت أصوات المنشدين في انسجام بديع، فكان للصوت حضور يأسر القلوب ويوقظ المشاعر، بأعذب القصائد في حب المصطفى، وترددت في جنبات القاعة ألحان تفيض بالإجلال والتبجيل، تتناغم مع نبض الحاضرين الذين تجاوبوا بحماس، مرددين الأبيات ومصفقين بإيقاع روحاني يعكس تفاعلهم العميق مع الكلمات والألحان.
و كان لحضور الفنان الصاعد يوسف بنحجو، الفائز بلقب "ستار لايت" الموسم الأول، وقع خاص في إحياء الليلة المحمدية بأدائه المتميز وصوته العذب وإحساسه العميق، حيث أسر قلوب الحاضرين الذين تفاعلوا معه بحماس كبير. وأكدت مشاركته المتميزة على نضجه الفني وحضوره القوي، وهو الذي عبر عن سعادته بهذا اللقاء الذي يعزز ارتباطه بالفن الهادف، في رحاب جمعية الشعلة لاعتبارها جمعية عريقة، فيما أشاد الجمهور بموهبته الواعدة التي تعد بمستقبل مشرق في الساحة الفنية.
ولم تقتصر أجواء الليلة المحمدية على الإنشاد والمديح، بل امتدت لتشمل طقسا تراثيا عريقا هو ليلة الحناء، التي خصصت لطفلات الجمعية. فبينما كان الكبار يتنعمون بسماع الأمداح النبوية، كانت الصغيرات يعشن لحظات من البهجة والفرح وهن يتزينّ بنقوش الحناء التقليدية، التي رسمتها أيادٍ ماهرة بإتقان ودقة، لتزيد أجواء الاحتفال تألقا.
كانت الفتيات الصغيرات يجلسن في سعادة غامرة، وهن يراقبن أنامل الحناء تخط على أياديهن الصغيرة نقوشا رائعة، وكأنها ترسم على وجوههن ابتسامات لا تنسى. زغاريد الأمهات وتعالي الضحكات أضفت على المشهد دفئا خاصا، يعكس ارتباط هذه العادات بتقاليد المجتمع المغربي، حيث تعد ليلة الحناء جزء من الإرث الثقافي الذي يتوارثه المغاربة جيلا بعد جيل.
كانت الفتيات الصغيرات يجلسن في سعادة غامرة، وهن يراقبن أنامل الحناء تخط على أياديهن الصغيرة نقوشا رائعة، وكأنها ترسم على وجوههن ابتسامات لا تنسى. زغاريد الأمهات وتعالي الضحكات أضفت على المشهد دفئا خاصا، يعكس ارتباط هذه العادات بتقاليد المجتمع المغربي، حيث تعد ليلة الحناء جزء من الإرث الثقافي الذي يتوارثه المغاربة جيلا بعد جيل.
في هذه الليلة المباركة، اجتمع أطر الجمعية والأمهات وأعضاء المجتمع المحلي في لقاء حميمي، طغت عليه روح العائلة والألفة. كانت القاعة تفيض بالمحبة، حيث تحلق الجميع حول مائدة من القيم التربوية والاجتماعية، تعكس الدور الريادي الذي تلعبه جمعية الشعلة في تعزيز الروابط الاجتماعية، وإحياء المناسبات الدينية والثقافية التي تجمع بين الناس في أجواء من الود والاحترام.
لم يكن الحفل مجرد مناسبة احتفالية، بل كان لقاء يعكس عمق الانتماء إلى التراث المغربي، ويسلط الضوء على أهمية الحفاظ على هذه العادات والتقاليد في مجتمع يزداد ارتباطه بالحداثة. في لحظات التأمل التي تبعت الحفل، تبادل الحاضرون الحديث عن أهمية هذه اللقاءات، وأثرها في تقوية الشعور بالهوية والانتماء، خاصة بين الأجيال الصاعدة التي تحتاج إلى مثل هذه الفضاءات لتغرس في نفوسها حب التراث وتقدير الجمال في أبسط مظاهره.
لم يكن الحفل مجرد مناسبة احتفالية، بل كان لقاء يعكس عمق الانتماء إلى التراث المغربي، ويسلط الضوء على أهمية الحفاظ على هذه العادات والتقاليد في مجتمع يزداد ارتباطه بالحداثة. في لحظات التأمل التي تبعت الحفل، تبادل الحاضرون الحديث عن أهمية هذه اللقاءات، وأثرها في تقوية الشعور بالهوية والانتماء، خاصة بين الأجيال الصاعدة التي تحتاج إلى مثل هذه الفضاءات لتغرس في نفوسها حب التراث وتقدير الجمال في أبسط مظاهره.
لم تكن الليلة المحمدية مجرد حفل غنائي أو طقس احتفالي، بل كانت رسالة تربوية تحمل في طياتها قيما إنسانية راقية. فقد سعت جمعية الشعلة من خلال هذا النشاط إلى ترسيخ مفاهيم المحبة والتسامح، وتعريف الأجيال الجديدة بجمالية التراث المغربي، وربطهم بقيمهم الدينية والروحية بأسلوب فني راقٍ.
لقد أظهرت هذه الأمسية كيف يمكن للفن والتراث أن يكون جسرا يربط بين الماضي والحاضر، وكيف يمكن للموسيقى والإنشاد أن يكونا وسيلة لنقل المعاني السامية بأسلوب مؤثر وملهم. كما أن إحياء طقس الحناء للأطفال يعكس حرص الجمعية على إشراك الصغار في هذه المناسبات، وتعويدهم على الاحتفاء بتراثهم بأسلوب مرح وتفاعلي.
مع انتهاء السهرة، لم يكن من السهل على الحاضرين مغادرة المكان، فقد خلفت الليلة المحمدية أثرا عميقا في النفوس، وبقيت أصداء الأناشيد تتردد في الآذان، وتحمل القلوب معها ذكرى أمسية استثنائية. عبر الحضور عن إعجابهم الكبير بتنظيم الحفل، وبحسن اختيار الفقرات التي جمعت بين الروحانية والتراث، وأضفت على الأجواء طابعا احتفاليا يليق بعظمة الشهر الفضيل.
أسدل فرع الرباط التقدم الستار على برنامجه الثقافي بمناسبة شهر رمضان، الذي تنوعت فعالياته بين النقاش الفكري في إطار "رمضان الشعلة الثقافي" بمناسبة الذكرى الخمسين للجمعية، والاحتفال بالمرأة في يومها الأممي، بالإضافة إلى الاحتفاء بالشعر في اليوم العالمي للشعر. و اختتمت فعاليات الليلة المحمدية بفرع الرباط التقدم، لتظل بصمة منيرة في سجل "رمضان الشعلة الثقافي"، ولتبقى شاهدة على أن الفن والتراث يمكن أن يكونا مصدرا للإلهام، وجسرا يعبر عليه الجميع نحو عوالم من النقاء والسمو الروحي.