لقد دأبنا كمسرحيين أن نتبادل بهذه المناسبة بعض كلمات التهاني وأن نبوح ببعض ما يجثم على صدورنا ويكتم الأنفاس، رغم أننا نتعفف عن شغل الجمهور بها، لأنه لا ذنب له.
أرفقت كلمتي هذه، بصورة للمسرح البلدي بمدينة الدارالبيضاء، الذي تم هدمه سنة 1984، وقد وضعت دائرة بالأحمر على شباك التذاكر، لأنه كان المصدر الأول الذي تحصل منه الفرق المسرحية على مداخيلها.
لقد كان وجود شباك التذاكر مظهرا لنوع التعاقد بين الفرقة المسرحية وجمهورها، حتى عندما كانت الفرقة تنظم جولاتها عبر مدن المغرب، كانت تقدم هذه العروض داخل قاعات السينما التي تتوفر بالضرورة على شباك للتذاكر، و أحيانا و مع إقبال الجمهور كانت التذاكر تباع في السوق السوداء.
المفارقة الغريبة، أننا اليوم عندما نشيد الملاعب لكرة القدم نبني معها أكثر من شباك للتذاكر ونلزم الجمهور بضرورة اقتناء التذكرة للولوج إلى المدرجات، أما عندما نبني قاعة للعروض المسرحية فإننا نتجاهل شباك التذاكر ونلزم الفرق بتقديم عروضها بالمجان تحت مبرر أنها تتلقى الدعم، حتى أنه ترسخ عند الجمهور أن مشاهدة عرض مسرحي بواحدة من مثل هذه القاعات لا يحتاج لا لدعوة أو لتذكرة ( غِيرْ آجي و دَرَّمْ ) - أعتذر على العبارة - لكنني لم أجد غيرها للتعبير عن هذه العلاقة النشاز.
لا أريد أن أتحدث عن الدعم و عن المتهافتين و قناصي الدعم الذين استفادوا واستفادوا ثم استفادوا على حساب جيل من الرواد والجيل الذي جاء بعدهم، حتى لا أسقط ورقة التوت التي تستر عورة الأشباه المتطفلين على الميدان.
الرجاء ثم الرجاء، أعيدوا لنا شباك التذاكر "و اللي عندو الصح يزيد".
تحيتي لكل الفنانين والفنانات المخلصين الصادقين و إلى كل عشاق المسرح.