الثلاثاء 25 مارس 2025
كتاب الرأي

محمد أوزين: جاوز المستهترون المدى

محمد أوزين: جاوز المستهترون المدى محمد أوزين
لن نسمح بالسطو على مشروع أمة يقودها ملك مواطن يستشرف المستقبل وشعب صبور يطمح للأفضل.
 
أمام عجز حكومة عن صياغة بسيطة لرؤيتها الغائبة أصلا، ومع توالي "إنجازاتها" السوريالية، ومن فرط صمم الحكومة، كدنا أن نطبع مع اليأس ونعتبر فشلها قدرا وكابوسا انتخابيا قد ينتهي بعد حين، إلا أن استهتارها قد جاوز المدى بعد الشروع في محاولة السطو على طموح ملك وشعب من أجل تسويق فشلها وإخفاق برامجها.
 
قبل ايام طلعت علينا قنواتنا الرسمية بدعاية للمونديال عبر فيلم  مؤسساتي، ينتهي بشعار المملكة المغربية يروج له عبر القنوات الوطنية. 
 
وهو في الواقع يخفي حملة انتخابية قبل أوانها القانونية. وبذلك اصبح فيلما حزبيا برسائل سياسية. ‎رسائل لا شعورية ومموهة (message subliminal) من قبيل المنتخب سيربح كأس ‏‎العالم! والحال ان الأمر لا يتعلق بالمنتخب الكروي وانما "بالمنتخب" الحكومي وهو الأمر الذي لا تخفيه الحكومة وهي تعلن عن سباقها على حكومة المونديال! ناهيك عن عرض برامج قطاعية بطريقة فاضحة من قبيل فرصة، والتغطية الصحية وغيرها.
 
وهو ما نعتبره استبلادا للشعب واحتقارا لذكائه من خلال تسخير قنواة عمومية لأغراض ومرامي انتخابية وبطرق بذيئة وسافلة! في غياب تام وصمت مطبق لمؤسسات الرقابة!
 
هذه المرة، وبعد أن بلغ الاستخفاف مداه، لا مجال للسكوت عن كبرى المهازل التي اشترك في حبكها تسلط حكومة أخذتها العزة بالإثم ولم تعد تقتصر على سرقة قرصنة مشاريع قامت بها الحكومات السابقة، بل أصبحت تنسب مشاريع ملكية لنفسها كتنظيم المغرب لمونديال 2030، وشريكتها في السطو القناة الثانية التي اصبحت ملحقة تابعة لها. 
 
لذلك سنراسل الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري (هاكا) لمطالبتها بالتدخل العاجل والآني لوضع حد لهذا التسيب المؤسساتي غير المسبوق والتسلط الحكومي غير المعهود في تواطؤ مع القناة الثانية الممولة من جيوب دافعي الضرائب.
 
إنها قمة الاستهتار بمسؤولية السهر على شؤون الدولة عندما يتم اختزال مشروع ملك وشعب في برامج قطاعية خيبت كل الآمال وأجهزت على كل التطلعات.
 
لذلك وجب توقيف هذه المهزلة الإعلامية فورا، وأن تتحمل المؤسسات ذات الصلة مسؤولياتها كاملة أو تضع استقالتها إعلانا عن إفلاسها وعجزها البين في مواجهة تسلط الجهات الحكومية التي أصبحت، على ما يبدو، تسير سيرها وتتماهى مع هواها. 
 
إننا لن نسكت على هذه المهزلة، ولن نقبل ان تلطخ سمعة البلاد، من خلال حدث عالمي بلمسة مغربية، فقط بهوس محطة انتخابية عابرة، لأن ما يسكننا هو مغرب المونديال وليس سلطة حكومته العابرة. فالمغرب بشعبه الصبور وملكيته الحكيمة هما عماد المونديال، وليس الثلاثي الذي في عهده اختل الميزان، وبتدبيره تعطلت عجلة الفلاحة، وتحت سلطته طارت وتبخرت أحلام المغاربة.