"قررت أن أضرب عن الطعام والماء بعد 10 أشهر من البحث عن شقيقي مروان وأنا مستعد لتكثيف أشكالي النضالية.."
هكذا تحدث محمد المقدم القاطن بالناظور، عن آخر مستجدات ملف شقيقه مروان المختفي عن الأنظار منذ أبريل 2024، مطالبا بإجراء تحقيق عميق. مضيفا، "خلال كل هذه الأشهر من البحث، ذهبت إلى عدة مؤسسات مغربية دون أن أتلقى إجابات.. سافرت عبر عدة مدن وطرقت جميع الأبواب، بما في ذلك وزارة الخارجية في الرباط. ذهبت إلى الحسيمة وأرسلت رسائل إلى عمالة الحسيمة ووزارة الداخلية ووزارة الخارجية وإلى مجلس الوزراء في الرباط والجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع الناظور. منذ ماي 2024 وأنا أبحث، دون جدوى".
ويطرح اختفاء مروان المقدم، البالغ من العمر 18 عاما، عدة أسئلة، إذ لم يكن على ظهر قارب سري نحو أوربا، ولكن على متن سفينة إسبانية رسمية، ومعه أوراقه القانونية وإقامته سارية المفعول، مما يترك عائلته محاصرة في صراع من أجل إجابات، لم يقدمها لهم أحد حتى الآن.
ووفق إفادات أسرة المختفي، فإن آخر مرة تحدث فيها محمد إلى شقيقه الأصغر مروان المقدم، كانت الساعة تشير إلى 2:28 من صباح يوم 21 أبريل 2024. وكان مروان عائدا إلى موتريل بإسبانيا، بعد الاحتفال مع عائلته بعيد الفطر، الاحتفال السنوي بنهاية شهر رمضان، كانت هذه هي المرة الأولى التي يعود فيها للاحتفال بهذا التقليد مع عائلته، بعد حصوله على الإقامة في إسبانيا.
ومن ميناء بني أنصار (الناظور) وبوثائقه القانونية، استقل سفينة شركة "أرماس للملاحة عبرالبحر الأبيض المتوسط" (شركة "أرماس للملاحة" سابقا). حيث أرسل مقاطع فيديو وتحدث عبر الهاتف مع عائلته، حتى أصدر هاتفه المحمول الإشارة الأخيرة وفقدان أثره في البحر.
منذ ذلك الحين، وبعد عام تقريبا ، وعائلة مروان تنتظر إجابات لا تصل، وهي تندد ب "العقبات المؤسساتية" التي تواجهها في البحث عن المفقود..
"أمي لا تغادر المنزل، لا تستطيع النوم، إنها تسأل باستمرار عن ابنها، تبكي طوال الوقت وتعيش في ألم عميق"، يقول محمد شقيق المختفي، بجماعة بني نصار مطالبا بمعلومات عن اختفاء شقيقه خلال الرحلة.
كان الشاب مروان قد أنهى دراسته في المدرسة الثانوية وبدأ العمل في صناعة الألمنيوم في المغرب، حتى قرر الذهاب إلى إسبانيا.
سافر في البداية على متن قارب صيد صغير من الحسيمة مع تسعة أشخاص آخرين، صل كقاصر وأمضى الأشهر القليلة الأولى في مركز للأحداث حتى بلغ سن الرشد وحصل على مكان في إحدى الشقق الخاضعة للإشراف، من الخدمات التي توفرها حكومة الأندلس. وبعد مرور بعض الوقت تمكن من تسوية وضعيته والحصول على مقر إقامته، وفي حينه قرر العودة إلى المنزل للقاء وقضاء أيام الاحتفال بتقاليدها مع عائلته، يدقق شقيقه.
كان من المفترض أن تنتهي رحلة مروان في ميناء موتريل، حيث كان يستقل سيارة أجرة إلى الشقة تحت الإشراف، كما كان قد أشار لعائلته، لكنه لم يصل أبدا، وبعد يوم واحد من مغادرته بني إنصار، أبلغ أحد أقاربه من خيخون (أستورياس)، الشرطة عن اختفائه. ومن المغرب، أبلغ شقيقه محمد أيضا، السلطات المحلية لبني أنصار عن اختفائه. وفي وقت لاحق، أرسلت الشرطة القضائية في موتريل الشكوى إلى المحكمة الابتدائية والتحقيق رقم 5 في غرناطة، بوصفها الهيئات المختصة بالتحقيق.
صورة لفيديو منشور على الموقع الإلكتروني لجريدة إلذيياريو.إس حيث صوت مروان مشيرإلى حيث يبحثون عن مهاجرين مختبئين بين السفن صوته من السفينة دليل على أنه كان على متنها قبل اختفائه.
في يوم اختفائه، رافقه أقاربه إلى ميناء الناظور، حيث ودعوه قبل ركوبه السفينة. اجتاز الشاب مراقبة الحدود، كما أكدت السلطات المغربية في شهادة إدارية للشرطة تمكنت جريدة "إلذيياريو.إس" من الوصول إليها..
"لقد ثبت فعليا أن المسمى مروان المقدم غادر التراب الوطني المغربي [...] في 20/04/2024 ، عبر ميناء بني نصار إلى إسبانيا، " مما جاء في الوثيقة..
آخر ما سمعته عائلته من مروان هو أنه كان في كافيتريا السفينة، حيث قضى الليل. كان يسافر بتذكرة اقتصادية ولم تكن لديه مقصورة. "لقد جاء ليشاركنا فرحة العيد [عيد الإفطار بنهاية شهر رمضان. لم يكن لديه نقود واشتريت له تذكرة العودة ليوم 20 أبريل 2024، "يتذكر شقيقه بحزن. أرسل له مروان مقاطع فيديو تظهر له المناظر من القارب. كانت آخر الرسائل التي تلقاها منه.
لم يدخل مروان أبدا، على الأقل ليس رسميا، الأراضي الإسبانية مع بقية الركاب الذين نزلوا في موتريل في 21 أبريل 2024. وفي وثيقة أرسلتها الشرطة القضائية إلى محكمة موتريل، إطلعت عليها إلذيياريو.إس، حيث تؤكد السلطات الإسبانية أن "الشخص المفقود لم يدخل الأراضي الوطنية في أي وقت من الأوقات عن طريق مركز حدودي مأذون به، كما يتبين في قواعد بيانات الشرطة الوطنية".
كان الشاب مروان مسافرا ببطاقتي هاتف، إحداهما إسبانية والأخرى مغربية. أكدت شركة ديجي الإسبانية للشرطة القضائية أن الهاتف لم يتم تشغيله مرة أخرى منذ ليلة الاختفاء، كما أكد محامي العائلة لهذه االجريدة. كما بدأ المحامي الإجراءات في المحكمة لطلب من المشغل المغربي إنوي تحديد الموقع الجغرافي للهاتف المحمول وموقعه.
ماذا كان مصير مروان خلال تلك الرحلة؟ أين متعلقاته الشخصية التي كانت تزن 20 كيلوغراما؟" يسأل شقيقه. توضح عائلته أن الشاب كان مسافرا بحقيبة سفر وهاتفه المحمول، علما أيضا أنه لم يتم العثور على هذه المتعلقات. ذهبت محامية العائلة إلى مكاتب شركة "أرماس للملاحة عبرالبحر الأبيض المتوسط" في غرناطة بحثا عن الأشياء المفقودة ، ولكن "وفقا لموظفيها ، لم يكن هناك شيء ذات علاقة بالموضوع والعابرة، في الفترة الممتدة من 21 إلى 22 أبريل 2024، كما يشير دفاعها في وثيقة تلخص الخطوات التي اتبعتها الأسر في البحث عن المفقود.
طالبت المحكمة من الشركة صور نظام المراقبة بالفيديو لكل من القارب ومنطقة الصعود، من أجل تحديد موقع مروان، لكن شركة "أرماس للملاحة عبر البحر الأبيض المتوسط" ردت بأن الكاميرات لم تكن تعمل، لذلك لم يكن لديهم تسجيلات للرحلة، كما توضح محامية الأسرة في تصريح لإلذيياريو.إس، بقولها أن الشركة رفضت الجواب على أسئلتنا "لكون التحقيق لا زال مفتوحا".
ويوضح المحامي أن إحدى الخطوات الرئيسية لمعرفة ما إذا كان مروان قد نزل من السفينة أم لا، يمر أيضا عبر طلب الصور من جمارك ميناء موتريل. ولكن لا يمكن طلبها إلا من خلال المحاكم بتوكيل رسمي، لأن الطرف المتضرر مفقود، مما يطيل الإجراء. وتستنكر العائلة بطء التحقيق و"العقبات البيروقراطية" وضعف المعلومات بعد عام تقريبا عن الوقائع.
وتؤكد مصادر من قيادة شرطة غرناطة لإلذيياريو.إس أنه "كما هو الحال في جميع حالات الاختفاء العامة، بمجرد معرفة الوقائع، تم وضع البروتوكول الذي يتعين على الشرطة الوطنية اتباعه". ويضيفون، "كان هناك اتصال مع كل من السفارة والسلطات المغربية" لكنهم يرفضون الإجابة على أسئلة هذه الصحيفة لأن "القضية حاليا في المحكمة".
محمد المقدم (على اليمين)، مع سعيد حداد من فرع الناضور الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، أمام مقر شركة "أرماس للملاحة عبرالبحر الأبيض المتوسط" بجماعة بني أنصار، المغرب.
رابط النص الأصلي للمقال المترجم هنا
ترجمة : محمد موحا