يعتبر شهر رمضان مناسبة دينية وروحية تهدف إلى تهذيب النفس وتعزيز قيم التسامح والصبر. إلا أن بعض السلوكيات السلبية تنتشر خلال هذا الشهر، فيما يعرف بظاهرة "الترمضينة"، التي تتجلى في العصبية، والعنف اللفظي والجسدي، وعدم تحمل المسؤولية. فما الأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة؟ وكيف يمكن إعادة تصحيح التصور الخاطئ عن رمضان؟ في هذا الحوار تفكك إخلاص فران، مستشارة في العلاج المعرفي السلوكي، أسباب ظاهرة "الترمضينة" التي تزداد سنة عن أخرى.
لماذا تنتشر بشكل كبير بعض السلوكيات السلبية خلال شهر رمضان والتي يربها المغاربة بما يصرفونه ب"الترمضينة"؟
من الخطير ربط شهر رمضان ببعض السلوكيات السلبية التي تتنافى مع قيم المجتمع المغربي المسلم. فـ"الترمضينة" تتمثل في التفاهة، والسلوكيات العنيفة لغويا وجسديا، وعدم تحمل المسؤولية. كما أن الدين ليس مجرد شعائر، بل هو أيضا سلوكيات تعكس القيم الحقيقية للمسلم.
هل هناك تركيز على العبادات دون الاهتمام بالجانب السلوكي؟
لا بد أن تكون للشعائر قاعدة صحيحة حتى تكون العبادة في محلها، فالصيام من المفترض أن يبعد الإنسان عن كل ما يضر بجسده أو يؤذي الآخرين. ومع اقتراب شهر رمضان، نجد بعض الأشخاص يؤكدون أنهم "يترمضنون"، أي يصبحون سريعي الغضب والانفعال، مما يعكس تصورا خاطئا لهذا الشهر الكريم. وهذا السلوك ينعكس بشكل سلبي على الأطفال، سواء داخل الأسرة أو في المدرسة، حيث يكتسبون تصورات خاطئة عن رمضان بسبب ما يشاهدونه من سلوكيات سلبية.
لا بد أن تكون للشعائر قاعدة صحيحة حتى تكون العبادة في محلها، فالصيام من المفترض أن يبعد الإنسان عن كل ما يضر بجسده أو يؤذي الآخرين. ومع اقتراب شهر رمضان، نجد بعض الأشخاص يؤكدون أنهم "يترمضنون"، أي يصبحون سريعي الغضب والانفعال، مما يعكس تصورا خاطئا لهذا الشهر الكريم. وهذا السلوك ينعكس بشكل سلبي على الأطفال، سواء داخل الأسرة أو في المدرسة، حيث يكتسبون تصورات خاطئة عن رمضان بسبب ما يشاهدونه من سلوكيات سلبية.
لماذا لا ينعكس خطاب التسامح والصبر الذي يتم التركيز عليه خلال شهر رمضان في الواقع؟
يرجع ذلك إلى التصور الخاطئ لشهر رمضان، حيث يعتقد البعض أنه مجرد حرمان من الأكل والشرب، بينما الهدف الحقيقي للصيام هو الإحساس بمعاناة المحتاجين، وإعطاء الجسد فرصة لإعادة البرمجة. حاليا، تتبنى العديد من المصحات فكرة الصيام المتقطع لفوائده الصحية، مما يؤكد أن للصيام أثرا إيجابيا على الصحة النفسية. لذلك، من الضروري إعادة برمجة سلوكياتنا وفهم الدين بشكل صحيح، حتى نفرق بين التصور الخاطئ والصحيح له. كما أن نوعية الأكل تلعب دورا كبيرا في الحالة النفسية، فالإفراط في الدهون، والسكريات، والملح يجعل الشخص أكثر عرضة للعصبية والانفعال.
هل هناك علاقة بين الأكل والسلوك خلال شهر رمضان؟
×بالطبع، فقد أكد العديد من الأطباء على أهمية التركيز على الماء، والبروتينات، والألياف، والفيتامينات في وجبة الإفطار، بدلًا من الإفراط في السكريات والمعجنات التي تقلل من طاقة الإنسان وإنتاجيته. كما أن بعض السلوكيات السلبية المتكررة تصبح عادات مترسخة مع مرور الوقت. لذلك، من الضروري تحديد الأولويات في الحياة، حيث يجب أن تكون العلاقات السليمة مع الله والناس في المقدمة. فكل شخص مسؤول عن تصرفاته، وعليه أن يحرص على تبني خطاب إيجابي وسلوك جيد، لأن العبادات تستغرق وقتا قصيرًا، بينما العلاقات والتعاملات اليومية هي التي تهيمن على حياتنا.
×بالطبع، فقد أكد العديد من الأطباء على أهمية التركيز على الماء، والبروتينات، والألياف، والفيتامينات في وجبة الإفطار، بدلًا من الإفراط في السكريات والمعجنات التي تقلل من طاقة الإنسان وإنتاجيته. كما أن بعض السلوكيات السلبية المتكررة تصبح عادات مترسخة مع مرور الوقت. لذلك، من الضروري تحديد الأولويات في الحياة، حيث يجب أن تكون العلاقات السليمة مع الله والناس في المقدمة. فكل شخص مسؤول عن تصرفاته، وعليه أن يحرص على تبني خطاب إيجابي وسلوك جيد، لأن العبادات تستغرق وقتا قصيرًا، بينما العلاقات والتعاملات اليومية هي التي تهيمن على حياتنا.
هل شهد المجتمع المغربي تغيرات في القيم خلال السنوات الأخيرة؟
بالتأكيد، فقد أثرت التحولات الحضرية ونمط العيش الجديد على الراحة النفسية للأفراد. فعلى الرغم من أن انتشار العمارات عزز الشعور بالأمان، إلا أن الإحساس بالأمان لا يرتبط بالمكان فقط، بل بالإيمان القوي بالله وبقدرات الشخص على حماية نفسه. وقد لاحظت ذلك خلال زيارتي إلى مدينة الداخلة، حيث تعيش بعض النساء في الخيام دون الشعور بالخوف، مما يدل على أن الأمان ينبع من الداخل وليس فقط من البيئة الخارجية.
كما أن الأنانية وتغيير الأدوار داخل الأسرة، خاصة فيما يتعلق بالمرأة، أثرت بشكل كبير على القيم المجتمعية. إذ أصبحت المرأة تتحمل مسؤوليات جديدة لا تتيح لها التمتع بالراحة النفسية مع أسرتها. إضافة إلى ذلك، لعبت مواقع التواصل الاجتماعي دورا في نشر سلوكيات جديدة داخل الأسر، مما زاد من حدة التغيرات في المجتمع المغربي.