الجمعة 14 مارس 2025
خارج الحدود

أحمد الخر ّ: نطالب الأمم المتّحدة بأن تلتفت لجرم الجزائر وتكشف عن الجرائم التي مورست على الصحراويين

أحمد الخر ّ: نطالب الأمم المتّحدة بأن تلتفت لجرم الجزائر وتكشف عن الجرائم التي مورست على الصحراويين أحمد الخر ّ،  رئيس الائتلاف الصّحراوي للدّفاع عن ضحايا سجن الرّشيد بتندوف
ما‭ ‬أوقعت‭ ‬الجزائر‭ ‬فيه‭ ‬نفسها‭ ‬حقيقة‭ ‬بخلق‭ ‬حركة‭ ‬البوليساريو‭ ‬لغاية‭ ‬في‭ ‬نفسها‭. ‬فالجزائر‭ ‬ترى‭ ‬نفسها‭ ‬أصغر‭ ‬من‭ ‬المغرب،‭ ‬بينما‭ ‬الدولة‭ ‬العلويّة‭ ‬عمرها‭ ‬14‭ ‬قرنا،‭ ‬فكلّما‭ ‬ذكر‭ ‬المغرب‭ ‬بتاريخه‭ ‬وسلاطينه‭ ‬إلاّ‭ ‬وتحس‭ ‬الجزائر‭ ‬بنوع‭ ‬من‭ ‬الدونية‭.‬
 
فقد‭ ‬استطاعت‭ ‬الجزائر‭ ‬أن‭ ‬تحتجز‭ ‬قليلا‭ ‬من‭ ‬الصّحراويين‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬البلد‭ ‬الذين‭ ‬ينتمون‭ ‬إلى‭ ‬السّاقية‭ ‬الحمراء‭ ‬ووادي‭ ‬الذهب‭ ‬باسم‭ ‬البوليساريو‭. ‬احتجاز‭ ‬أقلية‭ ‬من‭ ‬ساكنة‭ ‬الساقية‭ ‬الحمراء‭ ‬لتعطي‭ ‬الشرعية‭ ‬بعشرات‭ ‬الآلاف‭ ‬ممّن‭ ‬هجرتهم‭ ‬هي‭ ‬والبوليساريو‭ ‬والدول‭ ‬المجاورة،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬الصحراء‭ ‬الكبرى‭ ‬من‭ ‬أزواد‭ ‬والبرابيش‭ ‬ومالي‭ ‬والنيجر‭ ‬ومن‭ ‬الجنوب‭ ‬ومن‭ ‬جنوب‭ ‬شرق‭ ‬ومن‭ ‬شمال‭ ‬شرق‭ ‬موريتانيا‭ ‬وصنعت‭ ‬منهم‭ ‬هذه‭ ‬الهالة‭ ‬التي‭ ‬تدعي‭ ‬أنها‭ ‬هي‭ ‬الشّعب‭ ‬الصحراوي،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تستعمله‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬لابتزاز‭ ‬العالم،‭ ‬كي‭ ‬يمدّ‭ ‬يد‭ ‬المساعدة‭ ‬لهؤلاء‭ ‬الذين‭ ‬يحلو‭ ‬لها‭ ‬أن‭ ‬تسميهم‭ ‬لاجئين‭ ‬وليسوا‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬كونهم‭ ‬محتجزين،‭ ‬وأنا‭ ‬واحد‭ ‬منهم‭ ‬ومن‭ ‬ضحاياهم،‭ ‬الذين‭ ‬قضوا‭ ‬سنوات‭ ‬ليست‭ ‬بقصيرة‭ ‬تتجاوز‭ ‬14‭ ‬سنة‭ ‬تقريبا‭ ‬ونيف‭ ‬من‭ ‬الاعتقال‭ ‬في‭ ‬صفوف‭ ‬البوليساريو‭ ‬ولدى‭ ‬البوليساريو‭ ‬وفي‭ ‬معتقلات‭ ‬البوليساريو‭ ‬الموجودة‭ ‬فوق‭ ‬التراب‭ ‬الجزائري‭ ‬بقيادة‭ ‬مخابراتها‭ ‬التي‭ ‬تؤثّر‭ ‬وتشرف‭ ‬على‭ ‬سير‭ ‬كلّ‭ ‬القمع‭ ‬الذي‭ ‬يقع‭ ‬على‭ ‬بلاد‭ ‬الجزائر‭.‬
 
فجميع‭ ‬الذين‭ ‬تم‭ ‬إيقافهم‭ ‬واختطافهم‭ ‬وتعذيبهم‭ ‬وقتلهم‭ ‬وإعدامهم‭ ‬من‭ ‬الصحراويين‭ ‬يتم‭ ‬فوق‭ ‬التراب‭ ‬الجزائري،‭ ‬وهو‭ ‬قطعا‭ ‬يرقى‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬إرهاب‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬البوليساريو،‭ ‬وإرهاب‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬النّظام‭ ‬الجزائري‭ ‬الذي‭ ‬مورس‭ ‬في‭ ‬حقّ‭ ‬الصّحراويين‭ ‬كما‭ ‬مورس‭ ‬عدّة‭ ‬مرات‭ ‬ضدّ‭ ‬الشّعب‭ ‬الجزائري‭ ‬نفسه،‭ ‬وأنتم‭ ‬تعرفون‭ ‬الأحداث‭ ‬1988‭ ‬وما‭ ‬تلاها‭ ‬في‭ ‬سنوات‭ ‬العشرية‭ ‬السّوداء‭ ‬في‭ ‬الجزائر‭.‬
 
‮ ‬الحقيقة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬نحن‭ ‬كضحايا‭ ‬رافعنا‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬وفي‭ ‬مؤسسات‭ ‬ومجالس‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬وطالبنا‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مرّة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الجزائر‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تدان‭ ‬باعتبارها‭ ‬المجرم‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬حقّنا‭ ‬لأن‭ ‬لولا‭ ‬تأمين‭ ‬ترابها،ولولا‭ ‬تأمين‭ ‬ترابها‭ ‬للبوليساريو‭ ‬وإعطائهم‭ ‬الضوء‭ ‬الأخضر‭ ‬في‭ ‬التطاول‭ ‬على‭ ‬حقوقنا‭ ‬وعلى‭ ‬إنسانيتنا‭ ‬وعلى‭ ‬انتماءاتنا‭ ‬لما‭ ‬استطاعت‭ ‬البوليساريو‭ ‬أن‭ ‬تفعل‭ ‬شيء‭.‬
 
فالبوليساريو‭ ‬تستحقّ‭ ‬اليوم‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬منبوذة‭ ‬عالميا،‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬منعوتة‭ ‬عالميا‭ ‬بأنها‭ ‬إرهابية،‭ ‬لأن‭ ‬ما‭ ‬مارسته‭ ‬هو‭ ‬إرهاب،‭ ‬فالمخيّمات‭ ‬لم‭ ‬نرى‭ ‬قطّ‭ ‬فيها‭ ‬ما‭ ‬يدعى‭ ‬أنها‭ ‬للاجئين،‭ ‬بل‭ ‬بها‭ ‬ميليشيات‭ ‬مسلحة‭. ‬البوليساريو‭ ‬هي‭ ‬ميليشيات‭ ‬مسلحة‭ ‬أرادت‭ ‬بها‭ ‬الجزائر‭ ‬زعزعت‭ ‬الأوضاع‭ ‬في‭ ‬الجارة‭ ‬الغربية‭ ‬وهي‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية،‭ ‬وأرادت‭ ‬بها‭ ‬زرع‭ ‬حالة‭ ‬اللاّستقرار‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬شمال‭ ‬غرب‭ ‬إفريقيا،‭ ‬وهي‭ ‬امتداد‭ ‬طبيعي‭ ‬لهذا‭ ‬الإرهاب‭ ‬الذي‭ ‬يمارس‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬السّاحل‭ ‬والصّحراء،‭ ‬فإن‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬إرهابا‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬الساحل‭ ‬والصحراء،‭ ‬فالبوليساريو‭ ‬هو‭ ‬إرهاب‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬شمال‭ ‬غرب‭ ‬إفريقيا‭ ‬في‭ ‬بلاد‭ ‬المغرب‭ ‬العربي‭.‬
 
إذن،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬بأيّ‭ ‬حال‭ ‬من‭ ‬الأحوال‭ ‬أن‭ ‬يظلّ‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬صمت‭ ‬عمّا‭ ‬يقع‭ ‬أو‭ ‬غاضّا‭ ‬الطّرف‭ ‬عما‭ ‬يقع‭ ‬فوق‭ ‬تراب‭ ‬بلد،‭ ‬الذي‭ ‬يقال‭ ‬أنه‭ ‬موقع‭ ‬على‭ ‬المواثيق‭ ‬والصكوك‭ ‬الدولية‭ ‬والتي‭ ‬هي‭ ‬دولة‭ ‬الجزائر،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يغضّ‭ ‬الطّرف‭ ‬عنها‭ ‬وهي‭ ‬تنتهك‭ ‬تلك‭ ‬المبادئ،‭ ‬وتلك‭ ‬القرارات،‭ ‬وتلك‭ ‬المعاهدات‭ ‬التي‭ ‬وقّعت‭ ‬عليها‭ ‬وتسمح‭ ‬لمنظمة‭ ‬إرهابية‭ ‬يقال‭ ‬لها‭ ‬البوليساريو‭ ‬بأن‭ ‬تعيش‭ ‬في‭ ‬الأرض‭ ‬فسادا‭ ‬تقتل‭ ‬وتقطع‭ ‬وتعدم‭ ‬كلّ‭ ‬التّجاوزات‭ ‬الحقوقية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يسمح‭ ‬بها‭ ‬القانون‭ ‬الدّولي‭ ‬قطعا‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬تقوم‭ ‬بممارسه‭ ‬فوق‭ ‬تلك‭ ‬الأرض‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬جزائرية،‭ ‬والسيادة‭ ‬فيها‭ ‬للجزائر‭. ‬أما‭ ‬البوليساريو‭ ‬فهي‭ ‬نكرة‭ ‬لا‭ ‬تعترف‭ ‬بها‭ ‬أيّ‭ ‬دولة‭ ‬وليست‭ ‬ممثلة‭ ‬ولا‭ ‬موجودة‭ ‬في‭ ‬المنظّمات‭ ‬الدولية‭ ‬حتى‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نطالبها‭ ‬بما‭ ‬ليس‭ ‬بإمكانها‭.‬
 
‮‬اليوم‭ ‬وغدا،‭ ‬نطالب‭ ‬الجزائر‭ ‬ونندد‭ ‬بما‭ ‬وقع‭ ‬لنا‭ ‬فوق‭ ‬التراب‭ ‬الجزائري،‭ ‬فالجزائر‭ ‬هي‭ ‬المسؤول‭ ‬الأوّل‭ ‬عما‭ ‬حصل‭ ‬ويحصل‭. ‬نطالب‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬منظماتها،‭ ‬سواء‭ ‬منها‭ ‬القانونية‭ ‬أو‭ ‬القضائية‭ ‬أو‭ ‬الحقوقية،‭ ‬‮ ‬بأن‭ ‬تلتفت‭ ‬لجرم‭ ‬الجزائر‭ ‬وتعطيه‭ ‬حجمه‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬عانينا‭ ‬منه‭ ‬وتندّد‭ ‬بها‭ ‬وتصدر‭ ‬التّوصيات‭ ‬التي‭ ‬تندّد‭ ‬بها،‭ ‬وأن‭ ‬تفتح‭ ‬لنا‭ ‬المجال‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مقرّرات‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نتّخذها‭ ‬سندا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الكشف‭ ‬و‭ ‬النّبش‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬الجرائم‭ ‬التي‭ ‬مورست‭ ‬علينا‭ ‬وما‭ ‬زالت‭ ‬تمارس‭ ‬على‭ ‬أولئك‭ ‬المحتجزين‭ ‬بمخيمات‭ ‬تندوف،‭ ‬وعلى‭ ‬التراب‭ ‬الجزائري‭.‬