إن التكرار السنوي للوجوه نفسها ظاهرة غير صحية، لأنها تسقط الأعمال التلفزيونية المُقدّمة في الرتابة والنمطية والاجترار، في الوقت الذي يجب أن يضخ الجسد الفني دماء جديدة في شرايينه بحثا عن صيغ تمثيلية جديدة، تحتكم لجودة الأداء.
إن كل عمل فني جيد، عليه أن يراهن على التجديد والمغايرة، لتجنب الأدوار المقلوبة والمعيارية التي تُخلّ بروح العمل، وتطمس قيمته، وتفرغ رسالته من كل معنى ودلالة.
لست ضد أي وجه من الوجوه، شريطة التقيّد بمستلزمات الأداء الخلاق والمقنع على مستوى التمثيل، والتفاعل مع المشاهد بكل حمولاتها السيكولوجية ومواقفها الدرامية.
كما أن سرعة الاستعداد الرمضاني الموسمي، تنعكس سلبا على البناء العام للأعمال المقدمة، وتجعلها لا ترقى إلى مستوى التوقعات.
وأشدد على رفض فكرة أن يكون نجوم مواقع التواصل الاجتماعي بديلا نموذجيا لرواد الشاشة المغربية، وقد حان الوقت لكي نعيد تأهيل مشهدنا التلفزيوني العام لا الرمضاني الخاص، على أساس الحوار السلس بين الأجيال المتعاقبة، دون إقصاء أو انحياز أو قتل رمزي، فالرواد يشكلون، بالقوة وبالفعل، مدرسة الفرجة المغربية، ولا يمكن بأي شكل من الأشكال تغييبهم والاستغناء عنهم.