الجمعة 11 إبريل 2025
فن وثقافة

ملتقى ثقافي يحتفى بـ"فاس كتاب مفتوح للسفر في عبق التاريخ"

ملتقى ثقافي يحتفى بـ"فاس كتاب مفتوح للسفر في عبق التاريخ" تضمن الملتقى الذي حمل اسم " الفقيد الدكتــور محمد بنعــدادة"، عددا من الوثائق والمستندات

"فاس كتاب مفتوح للسفر في عبق التاريخ" شعار معرض ملتقى نظمته مكتبة بنعدادة مؤخرا بالعاصمة العلمية للمملكة، شكل فرصة لاستكشاف أروع الكتب التي تأخذ المتلقي في رحلة عبر التاريخ الغني لهذه الحاضرة العريقة، والتحفيز على القراءة، حسب المنظمين لهذه التظاهرة الثقافية التي استغرقت ثلاثة أيام بمشاركة عدد من الفعاليات الجامعية والأدبية والإعلامية والجمعوية.

 

وقال الفاعل الثقافي والحقوقي حسن بنعدادة الذى كان يتحدث في افتتاح هذا الملتقى، أن يكون لفاس هذا الحضور المميز في قلوب عشاقها، فهذا معناه أن هذه المدينة بعبقها التاريخي والحضاري وبموقعها الجغرافي وتنوعها الطبيعي تعد مرتعا للروح التي تسكنها وتسكننا معتبرا أن حاضرة فاس في ذاتها قصيدة تمثل فاؤها الخير فالا، وألفها للروح ألفة، وسينها للجمال سحرا، مضيفا أن الملتقى يسعى كذلك إلى الاحتفاء بالشخصيات التي أسدت خدمات جليلة لمدينة فاس، مع الاسهام في رد الاعتبار لفعل الثقافة، حتى يصبح طقسا يوميا من جانب " مكتبة بنعدادة" المنظمة لهذه التظاهرة.

 

وعزا الفاعل المدني حسن بنعدادة فكرة الاحتفاء بفاس، إلى ثلاثة اعتبارات، أولها تتويجا لما نظمته" مكتبة بنعدادة" من معارض موضوعاتية في المجالات المعرفية والإبداعية، وهي التجربة

التي تجاوزت الآن عقدا ونصف العقد من الزمن، ولقيت ترحيبا وتنويها من قبل كل من تقاسمها مع المكتبة، في حين يرتبط الاعتبار الثاني، بتكريم واحتفاء، بفعاليات وشخصيات قدمت وبسخاء لهذه المدينة جليل الأعمال في المجال الثقافي والاجتماعي.

 

وأضاف الكتبي حسن بنعدادة، أن هذه المؤلفات والمنشورات والوثائق، التي تضمنها المعرض تعد مكسبا للثقافة ولمدينةفاس موضحا بأن هذه التظاهرة، وإن كانت ملتقى احتفالي بفاس، وعشاقها، لكن وفق رؤيـة مختلفة للاحتفاء، بفاس .

 

وتضمن الملتقى الذي حمل اسم " الفقيد الدكتــور محمد بنعــدادة"، عددا من الوثائق والمستندات والمؤلفات والكتب عن مدينة فاس في مختلف المجالات، المعرفية والإبداعية والأدبية و الفنية والتاريخية والفقهية والحضارية والاجتماعية والاقتصادية.

 

وخلال الملتقى الذي نظم ما بين 13و16 فبراير 2025، تم الاحتفاء بالروائي د. محمد عز الدين التازي ابن فاس ومن أبرز الأدباء المغاربة الذي سبق أن قدم لب عطائه الإبداعي لهذه المدينة، عشر رواية كلها مسكونة بعبق فاس، وتمت ترجمة رد بعض أعماله الى اللغات الفرنسية والانجليزية والاسبانية والألمانية . كما اختيرت روايته " أيام الرماد " من بين أفضل 105 روايةعربية. كما تعتبر الثلاثية التي ألفها بعنوان " زهرة الأس " من بين أروع ما كتب عن مدينة فاس . وكانت آخر أعماله رواية " كائن الضوء " التي خصصها كذلك لمدينة فاس.

 

ومن بين الاعتبارات الرئيسة لتنظيم هذا الملتقى، الذي احتضنه المركز الثقافي نجوم المدينة، أوضح بنعدادة إثارة الانتباه للوضعية التي يعاني منها الكتاب، وتدني منسوب القراءة، وهو أمر يتطلب الالتفات اليه من طرف كافة الفاعلين في الحقل التربوي والثقافي، وكذا الفعاليات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، مع العمل على رد الاعتبار لفعل القراءة.

 

وبالموازاة مع فعاليات هذه التظاهرة المعدة بمساهمة كليتي الآداب والعلوم الإنسانية سايس

وظهر المهراز التابعتين لجامعة سيدي محمد بن عبدالله، نظمت ندوة علمية بعنوان: " ملامح من تاريخ الكتاب والمكتبات بفاس"، شارك فيها ثلة من الباحثين الجامعيين وممثلين عن الهيئات الثقافة والإعلامية، فضلا عن ورشات للأطفال في مجالات القراءة والرسم والتشكيل والحكاية.

 

ويندرج إطلاق اسم الدكتور محمد بنعدادة على هذه الدورة، في اطار تكريم لذكرى وعطاء الراحل " طبيب الروح والجسد "، في الميدان الثقافي والفني والعلمي، وترسيخا لثقافة الاعتراف بالمجهودات الأدبية والفكرية للراحل وفرصة أيضا للتعرف عن قرب على القيم النبيلة التي ناضل من أجلها ولما تركه من انتاج فكرى غزير. وكان الراحل قيد حياته طبيبا مهنيا، تحمل مسؤولية الجمعية الطبية لفاس وجمعية أطباء السكري بالمغرب. كما أشرف على تنظيم عدة مؤتمرات طبية على المستويات المحلية والوطنية والعربية، علاوة على مساهماته في "نادي خميس التراث"، واشرافه على تأسيس جمعيات "عشاق الموسيقى" و"قدماء ابن باجة" و"حلقة التجوال بالمدينة العتيقة".