من المقرر أن يتم تكريم الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية ممثلةً في شخص رئيسها ومديرها العام، فيصل العرايشي، إلى جانب المترجمة المغربية-الإسبانية، مليكة أمبارك لوبيز، تقديرًا لجهودهما في تعزيز التعايش والحوار والتعددية الثقافية، وذلك خلال حفل رسمي سيُقام في الرباط في شهر ماي 2025.
وحسب الهيئة الإدارية لجمعية الصداقة الأندلسية المغربية –منتدى ابن رشد، وعن ولجنة تحكيم جائزة ابن رشد للوئام، الجائزة تتجسد في تمثال نصفي برونزي للفيلسوف الأندلسي ابن رشد، من إبداع النحات القرطبي لويس م. غارسيا، وهي تحت رعاية مؤسسة "بالياريا".
وقد اجتمعت لجنة تحكيم "جائزة ابن رشد للوئام "، التي تمنحها جمعية الصداقة الأندلسية المغربية -منتدى ابن رشد، يوم 10 فبراير 2025 لتقييم الترشيحات العديدة الواردة من المغرب ومن مختلف المدن الإسبانية. وقررت منح الجائزة في هذه الدورة لكل من الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية (SNRT) ورئيسها ومديرها العام، فيصل العرايشي، إلى جانب المترجمة المغربية-الاسبانية مليكة أمبارك لوبيث.
وجدير بالذكر أن الجائزة في دورتها الأولى قد مُنحت السنة الماضية لشبكة معاهد معهد ثربانتس في المغرب، وللمفكر والأديب المغربي عبد القادر الشاوي. وقد تم تسليمها في قصر كارلوس الخامس في قصر الحمراء (غرناطة).
جائزة ابن رشد للوئام تهدف إلى تكريم الجهود المبذولة في مجال تعزيز التفاهم والتقارب والعيش المشترك، ودعم الحوار والدفاع عن قيم الحرية وحقوق الإنسان والسلام والعدالة وحماية البيئة، واحترام الأقليات، والدفاع عن حقوق المرأة، وترسيخ قيم التسامح والإدماج، لا سيما في نطاق العلاقات المغربية الاسبانية، سواء من قبل أفراد أو مؤسسات خاصة أو عامة في البلدين.
وقد أعلنت الهيئة الإدارية لجمعية الصداقة الأندلسية المغربية -منتدى ابن رشد، عن منح الجائزة للفائزين، حيث عبّر كل من رئيس الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية، السيد فيصل العرايشي، والمترجمة مليكة أمبارك لوبيث عن سعادتهما بهذا التكريم، وأكدا حضورهما للحفل الرسمي المقرر إقامته في ماي المقبل في مدينة الرباط.
وقد استحسنت لجنة تحكيم "جائزة ابن رشد للوئام " الدور المرموق الذي تلعبه القنوات التلفزية والإذاعية العامة المغربية في تعزيز العلاقات الإسبانية المغربية، مشيدة بجهود المؤسسة المستمرة في الحفاظ على نشرات الأخبار باللغة الإسبانية منذ بثها الأول عام 1990 وحتى اليوم. كما أكدت اللجنة على أهمية وجود محطة إذاعية وطنية تبث باللغة الإسبانية، مما يعكس التوجه الاستراتيجي لهذه المؤسسة الإعلامية في تعزيز الحضور الإسباني في المغرب، وذلك بناءً على توجهات عليا للدولة المغربية تهدف إلى الانفتاح على العالم الناطق بالإسبانية، والاعتراف بالدور الذي لعبته إسبانيا واللغة الإسبانية في التاريخ المشترك بين البلدين.
أما فيما يتعلق بالمترجمة مليكة أمبارك لوبيث، فقد وُلدت في مدريد لأب مغربي وأم إسبانية، ودرست علوم اللغة الإسبانية وآدابها في جامعة محمد الخامس بالرباط. وهي تمثل نموذجًا فريدًا للاندماج الثقافي، والتبادل المثمر بين الشمال والجنوب، وحوار الحضارات، ونقل أبرز الأعمال الأدبية المغربية والفرنسية إلى لغة ثربانتس، وفقًا لما أشارت إليه وزارة الثقافة الإسبانية عند منحها جائزة الترجمة الوطنية عام 2017. وقد ترجمت مليكة امبارك إلى الإسبانية أعمال كبار الأدباء المغاربة مثل الطاهر بن جلون، محمد شكري، ليلى سليماني، إدمون عمران المالح، عبد الله العروي، ورشيد نيني، وغيرهم. إضافة إلى ذلك، حصلت عام 2015 على جائزة جيراردو دي كريمونا لتعزيز الترجمة في منطقة البحر الأبيض المتوسط، التي تقاسمتها مع المترجم صالح علماني، ومدرسة المترجمين والمترجمين الفوريين في بيروت، ثم مؤسسة “نيكست بيج” البلغارية. وفي عام 2017، مُنحت جائزة الترجمة الوطنية عن مجمل أعمالها من قبل وزارة التربية والثقافة الإسبانية.
جائزة ابن رشد للوئام، التي أطلقتها جمعية الصداقة الأندلسية المغربية -منتدى ابن رشد، وبرعاية مؤسسة بالياريا، تتجسد في تمثال نصفي للفيلسوف الأندلسي ابن رشد، وهو شخصية تاريخية ترمز إلى قيم التعايش والحرية والتعددية الثقافية وتعزيز الحوار، وهي القيم التي تسعى الجائزة إلى تحفيزها ودعمها وترسيخها.