هل تعرف داعش هذا الرجل؟
كل صباح، أخرج إلى الشارع نفسه، أحتسي قهوتي وأراقب الحركة من حولي. يمر صديقي الضابط، يلوّح لي بتحية وهو في طريقه إلى العمل. رجل بسيط، مواظب على صلاة الفجر، بارٌّ بوالديه، ما زال يسدد أقساط شقته الصغيرة في عمارتنا. يجمعنا حب الفريق نفسه، نعيش الشغف ذاته، نعانق بعضنا دون تفكير كلما سجل المنتخب الوطني هدفاً. نفرح معاً، نحزن معاً، نبحث معاً عن أرخص سوق لشراء أضحية العيد... ثم أصحو ذات صباح على خبر إحباط مخطط إرهابي كان يستهدف مؤسسات أمنية... أفكر في صديقي، الرجل الذي لا يفوّت صلاة فجر، يصوم الاثنين والخميس، يرعى أباه المريض ويقف بجانب أخيه العاطل. رجل بسيط مثلنا، يرهقه همّ القروض، تتعطل سيارته كل حين، لكنه لا يشكو.
كل صباح، أخرج إلى الشارع نفسه، أحتسي قهوتي وأراقب الحركة من حولي. يمر صديقي الضابط، يلوّح لي بتحية وهو في طريقه إلى العمل. رجل بسيط، مواظب على صلاة الفجر، بارٌّ بوالديه، ما زال يسدد أقساط شقته الصغيرة في عمارتنا. يجمعنا حب الفريق نفسه، نعيش الشغف ذاته، نعانق بعضنا دون تفكير كلما سجل المنتخب الوطني هدفاً. نفرح معاً، نحزن معاً، نبحث معاً عن أرخص سوق لشراء أضحية العيد... ثم أصحو ذات صباح على خبر إحباط مخطط إرهابي كان يستهدف مؤسسات أمنية... أفكر في صديقي، الرجل الذي لا يفوّت صلاة فجر، يصوم الاثنين والخميس، يرعى أباه المريض ويقف بجانب أخيه العاطل. رجل بسيط مثلنا، يرهقه همّ القروض، تتعطل سيارته كل حين، لكنه لا يشكو.
أتأمل في الصورة... هل تعرف داعش هذا الرجل؟ أستعيد وجوه أصدقائي من رجال الأمن... فيهم من يحلم بالحج، من يقتسم راتبه مع أهله، من يتسابق إلى الصفوف الأولى في الصلاة، من يموت ولا يفوته الفجر. فيهم المتصوفون، العابدون، القانتون... فيهم أهل الله، وهم عباد الله. وفيهم، مثلنا جميعاً، من اختار طريقاً مختلفاً، لكنهم يبقون أبراراً، أتقياء...
أعود للتفكير في صديقي... أتذكر كيف كان يصرّ على مساعدة المؤذن في شؤون حياته، كيف يتحدث عن الخير وكأنه شيء بديهي لا يحتاج إلى تفكير... هل تعرف داعش هذا الرجل؟ والألوف غيره؟ لهذا، الإرهاب أعمى... لا عقل له ولا دين سوى الدم... وصديقي... تقيٌّ حتى وهو يباشر عمله... لهذا، هناك رب يحمي عباده...
صديقي الضابط، الحمد لله على سلامتنا جميعاً... نلتقي الجمعة المقبلة... في الصفوف الأمامية.
صديقي الضابط، الحمد لله على سلامتنا جميعاً... نلتقي الجمعة المقبلة... في الصفوف الأمامية.
خالد أخازي، روائي وإعلامي