الخميس 6 فبراير 2025
سياسة

بعد الإفراج عن مدنيين وعسكريين تجاوزوا الحدود.. المغرب يقدم دروسا جديدة لنظام الكابرانات

بعد الإفراج عن مدنيين وعسكريين تجاوزوا الحدود.. المغرب يقدم دروسا جديدة لنظام الكابرانات تم توقيف أحدهما داخل النفوذ الترابي لجماعة الزاك بجهة كلميم وادنون
فتحت السلطات المغربية تحقيقا مع مواطنين جزائريين تم توقيفهما ليلة الأحد 12 يناير 2025 داخل النفوذ الترابي لجماعة الزاك بجهة كلميم وادنون.
 
وحسب المعطيات، فإن الموقوفان يحملان الجنسية الجزائرية، تم ضبطهما داخل التراب المغربي في ظروف شكلت موضوع بحث من طرف مصالح الدرك الملكي، ومازالت التحقيقات بشأنها متواصلة من قِبل المصالح العسكرية المختصة.

وبتاريخ 25 دجنبر 2024 أفرجت السلطات المغربية، عن كومندار وأربعة جنود جزائريين كانوا قد فقدوا في منطقة محاميد الغزلان الحدودية بعد التحقق من هويتهم، بالرغم من التوترات الأخيرة بين البلدين، بعد أن دخلوا عبر سيارة تابعة لوكالة أنباء، الأراضي المغربية أثناء قيامهم بالبحث عن الكمأة الصحراوية.

ويأتي قرار الرباط بالمضي قدماً في الإفراج السريع عن الجنود في إطار الرغبة في الحفاظ على الاستقرار الإقليمي، على الرغم من التوترات المستمرة مع الجزائر، التي بادرت إلى اتخاذ مواقف معادية للمغرب، لاسيما الحادث المأساوي لقتل شابين مغربيين رميا بالرصاص من طرف عناصر البحرية الجزائرية صيف 2023، واعتقال شاب ثالث بعد أت كانوا في رحلة استجمام على متن دراجات " جيت سكي " وضلوا الطريق متجاوزين الحدود البحرية الجزائرية .

وفي غشت 2024 اعتقلت السلطات الجزائرية  أربعة مغاربة، متهمة إياهم بالانتماء " الى " شبكة تجسس " حيث أصدر قاضي التحقيق لدى محكمة تلمسان أمرا بإيداعهم رهن الحبس المؤقت موجهة إليهم تهما ثقيلة  أبرزها تهمة " التخابر مع دولة أجنبية أو أحد عملائها " .

وبتاريخ 4 شتنبر 2024 أدانت السلطات الجزائرية مجموعة من المواطنين المغاربة بالحبس النافذ لمدة أربع سنوات، بعدما تم احتجازهم في مدينة وهران وإخضاعهم لتحقيقات مطولة منذ أكتوبر 2023 ، علما أن مصادر من عائلات المحتجزين في السجون الجزائرية تؤكد أنهم مجموعة من الشبان الراغبين في الهجرة إلى أوروبا ، كما أنهم دخلوا التراب الوطني الجزائري بطريقة قانونية، عبر رحلات جوية إلى مطار قرطاج بتونس ومن ثم تغيير الوجهة إلى مطار الهواري بومدين بالجزائر العاصمة في إطار السياحة.
 
وحسب قرار المتابعة فقد جرت متابعة هؤلاء المغاربة الموقوفين بتهمة تهريب المهاجرين، بعدما تم تكييف التهمة التي كانت مسطرة في حقهم المتمثلة في جناية الشروع في تدبير الخروج غير المشروع من التراب الوطني الجزائري.
 
كما يستحضر المغاربة بحسرة بالغة العديد من حوادث الاختطاف التي تعرض لها رحل أو رعاة أو باحثون عن " الترفاس " بمنطقة فكيك من طرف عناصر الجيش الجزائري في السنوات الماضية، والتي تكشف بالملموس  حجم الحقد والكراهية الذي يكنه كابرانات الجزائر للمغرب، في مقابل الحرص الدائم لهذا الأخير على الحفاظ على هدوئه التام وضبط النفس في التعامل مع حماقات هذا النظام المارق، ولعل خير دليل هو الواقعة الجديدة لتسلل كوندار وخمسة جنود جزائريين لمنطقة محاميد الغزلان  بعد أن ضلوا الطريق خلال رحلة للبحث عن فطر "الترفاس" المتواجد بكثرة في المنطقة، حيث تم التعامل معهم بمهنية عالية بعد إخضاعهم للتحقيق وتم إخلاء سبيلهم بعد ساعة و ربع تقريبا، وسمح لهم بالعودة الى وطنهم سالمين دون أن يتعرضوا لأي اعتداء أو مكروه، وللقارئ النبيه أن يتخيل حجم الحقد والعنف والتنكيل الذين كان سيتعرض له جنود مغاربة لو أنهم ضلوا طريق وتخطوا الحدود الجزائرية، ناهيك عن تلفيق ما لا يخطر على بال من تهم ثقيلة لا تدور إلا في مخيلة نظام الكابرانات، قبل أن تدخل على الخط الأبواق المأجورة لحبك السيناريوهات الجاهزة والأباطيل التي لم تعد تنطلي على أحدا في عالم اليوم الذي لفظ الأنظمة العسكرية بعد ما تسببت فيه من ويلات وأزمات وحروب في عدد من المناطق حول العالم ، حيث دفعت شعوب المنطقة المغاربية أثمانا باهظة بتضخم أدوار النظام العسكري الجزائري  وتحوله إلى صنم كبير تقدم على مذبحه قرابين خيرات البلاد لتسليحه ونفقاته، وتدخله في الشؤون الداخلية لبلدان المنطقة وزرع بذور التفرقة والشقاق داخل شعوب المنطقة المغاربية بدل التوجه إلى مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، حيث اتضح للجميع أن الطبقة المتنفذة داخل النظام العسكري الجزائري تقاتل في سبيل المحافظة على مصالحها الشخصية وامتيازاتها وترفض أي تقليص لحجم نفوذها أو احتواء يخضعها لسلطان المساءلة الشعبية.