الأربعاء 5 فبراير 2025
سياسة

عائشة واسمين: هكذا ينبغي أن نقرأ التحول البارز فـي الموقف الدولي من مغربية الصّحراء 

عائشة واسمين: هكذا ينبغي أن نقرأ التحول البارز فـي الموقف الدولي من مغربية الصّحراء  عائشة واسمين، أستاذة جامعية ، جامعة محمد الخامس الرباط 
منذ‭ ‬بداية‭ ‬الألفية‭ ‬الثالثة،‭ ‬نهج‭ ‬المغرب‭ ‬أسلوبا‭ ‬مغايرا‭ ‬في‭ ‬التّعامل‭ ‬مع‭ ‬ملف‭ ‬الصّحراء‭ ‬بحيث‭ ‬استطاع‭ ‬تعزيز‭ ‬الوسائل‭ ‬والأساليب‭ ‬التي‭ ‬مكنته‭ ‬من‭ ‬التّأثير‭ ‬على‭ ‬القرار‭ ‬السياسي‭ ‬لمجموعة‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬سبق‭ ‬لها‭ ‬أن‭ ‬اعترفت‭ ‬بالجمهورية‭ ‬الصّحراوية‭ ‬الوهمية‭ ‬وعلى‭ ‬تغيير‭ ‬مواقفها‭ ‬إما‭ ‬بسحب‭ ‬الاعتراف‭ ‬أو‭ ‬بتجميده‭.‬
‮ ‬
يعود‭ ‬الفضل‭ ‬في‭ ‬التحول‭ ‬البارز‭ ‬في‭ ‬الموقف‭ ‬الدولي‭ ‬من‭ ‬مغربية‭ ‬الصّحراء‭ ‬إلى‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬النقاط‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬إدراجها‭ ‬كالتالي:

‮ ‬
-‭ ‬تمّت‭ ‬إعادة‭ ‬النّظر‭ ‬في‭ ‬طرق‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬المغربية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬معتمدة‭ ‬خلال‭ ‬العقود‭ ‬الأخيرة‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬العشرين،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توظيف‭ ‬كل‭ ‬الأدلة‭ ‬والحقائق‭ ‬التاريخية‭ ‬التي‭ ‬تدعم‭ ‬مغربية‭ ‬الصّحراء،‭ ‬وكذا‭ ‬تم‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تغيير‭ ‬الأساليب‭ ‬بشكل‭ ‬جديد‭ ‬ساعد‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬قدرات‭ ‬المغرب‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬مغربية‭ ‬الصحراء‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المنابر‭ ‬الدولية‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬الإفريقية‭ ‬والعربية‭.‬
‮ ‬
-‭ ‬تم‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬إعادة‭ ‬التوازن‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬المغربي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استعادة‭ ‬الدور‭ ‬الإقليمي‭ ‬للمغرب‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬عودته‭ ‬إلى‭ ‬المنظمة‭ ‬الإفريقية‭ ‬(الاتحاد‭ ‬الإفريقي‭ ‬سنة‮ ‬2016)،‭ ‬وتفعيل‭ ‬كل‭ ‬أنواع‭ ‬الدبلوماسية،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬الاقتصادية‭ ‬بشكل‭ ‬ثنائي‭ ‬أو‭ ‬متعدد‭ ‬الأطراف‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬الافريقية‭. ‬مما‭ ‬انعكس‭ ‬بشكل‭ ‬إيجابي‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬المغربي-الإفريقي‭ ‬وأدى‭ ‬إلى‭ ‬سحب‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الافريقية‭ ‬اعترافها‭ ‬بالكيان‭ ‬الصحراوي‭ ‬الوهمي‭ ‬واعترافها‭ ‬بمغربية‭ ‬الصّحراء‭.‬
‮ ‬
-‭ ‬استطاعت‭ ‬الدّبلوماسية‭ ‬المغربية‭ ‬تجديد‭ ‬هياكلها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬اعتمادها‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬وأساليب‭ ‬جديدة‭ ‬مكّنتها‭ ‬من‭ ‬اقتحام‭ ‬مواقع‭ ‬دبلوماسية‭ ‬الخصم‭ ‬على‭ ‬المنابر‭ ‬الدولية،‭ ‬خاصّة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬استعراض‭ ‬مستجدات‭ ‬القضية‭ ‬الوطنية‭ ‬والمواجهة‭ ‬بالقرائن‭ ‬والأدلة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الاستجابة‭ ‬للدعوات‭ ‬الأممية‭ ‬الموجهة‭ ‬للأطراف‭ ‬المعنية‭ ‬بشأن‭ ‬تقديم‭ ‬حلول‭ ‬سياسية‭ ‬للنزاع‭ ‬تستند‭ ‬إلى‭ ‬المادة‭ ‬الثالثة‭ ‬والثلاثين‭ ‬من‭ ‬ميثاق‭ ‬الأمم‭ ‬المتّحدة‭ ‬المتعلّقة‭ ‬بالطّرق‭ ‬السّلمية‭ ‬لحل‭ ‬النّزاعات‭ ‬ذات‭ ‬طابع‭ ‬دولي‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬دولي‭.‬
‮ ‬
-‭ ‬تمكّن‭ ‬المغرب‭ ‬سنة‮ ‬2007‮ ‬من‭ ‬صياغة‭ ‬مبادرة‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬للأقاليم‭ ‬الصّحراوية‭ ‬وتقديمها‭ ‬في‭ ‬صيغة‭ ‬مقترح‭ ‬إلى‭ ‬المنتظم‭ ‬الدولي،‭ ‬وذلك‭ ‬استجابة‭ ‬لدعوة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬وتحديدا‭ ‬لما‭ ‬تضمنته‭ ‬قرارات‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭.‬‮ ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬إظهار‭ ‬حسن‭ ‬نية‭ ‬في‭ ‬إيجاد‭ ‬حل‭ ‬نهائي‭ ‬للنزاع‭ ‬المفتعل،‭ ‬تم‭ ‬اقتراح‭ ‬خطة‭ ‬حكم‭ ‬ذاتي‭ ‬لإقليم‭ ‬الصحراء‭. ‬وقد‭ ‬تناولت‭ ‬الخطة‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الاختصاصات‭ ‬الدستورية‭ ‬تمنح‭ ‬للساكنة‭ ‬الصحراوية‭ ‬وتخوّل‭ ‬لها‭ ‬بواسطة‭ ‬هيئاتها‭ ‬المنتخبة‭ ‬إدارة‭ ‬شؤونها‭ ‬المحلية‭. ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬مضامين‭ ‬الخطّة‭ ‬التي‭ ‬حظيت‭ ‬بتأييد‭ ‬دولي،‮ ‬‭ ‬نظرا‭ ‬لما‭ ‬اتسمت‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬واقعية‭ ‬ومصداقية،‮ ‬‭ ‬فإن‭ ‬السيادة‭ ‬المغربية‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الدفاع‭ ‬الوطني‭ ‬والعلاقات‭ ‬الخارجية‭ ‬والاختصاصات‭ ‬الملكية،‭ ‬تظل‭ ‬قائمة‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الصّحراء‭ ‬‮ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الأمر‭ ‬بالنسبة‭ ‬لباقي‭ ‬المناطق‭ ‬المغربية‭.‬
‮ ‬
-‭ ‬تأتي‭ ‬المبادرة‭ ‬المغربية‭ ‬للحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬كفرصة‭ ‬تمهد‭ ‬للانتقال‭ ‬الديمقراطي‭ ‬السّلس‭ ‬ولإعمال‭ ‬الجهوية‭ ‬المتقدّمة‭ ‬بالشّكل‭ ‬الذي‭ ‬يشمل‭ ‬كلّ‭ ‬مناطق‭ ‬المغرب‭ ‬ولتمكين‭ ‬المنتخبين‭ ‬المحلّيين‭ ‬من‭ ‬تدبير‭ ‬شؤون‭ ‬وموارد‭ ‬الجهة‭ ‬بشكل‭ ‬فعال،‭ ‬وكذا‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬احقاق‭ ‬عدالة‭ ‬مجالية‭ ‬وتأسيس‭ ‬ديمقراطية‭ ‬مجتمعية‭ ‬وتحقيق‭ ‬تنمية‭ ‬اقتصادية‭ ‬تؤسس‭ ‬لسلم‭ ‬مجتمعي‭ ‬دائم‭ ‬ورفاهية‭ ‬مستدامة‭ ‬لكل‭ ‬المغاربة‭.‬‮ ‬