يرى د . عبد المالك احزرير، أستاذ القانون العام بجامعة مولاي اسماعيل، أن الجزائر لازالت تتشبث بمنطق التعنت السلبي، رغم التحول الذي عرفه الموقف الفرنسي في تعاطيه مع قضية الصحراء المغربية، مشيرا بأن الاعتراف الفرنسي بمغربية الصحراء لم يكن اعتباطيا بل جاء بناء على حسابات مفادها أن الوجود الاقتصادي الفرنسي في إفريقيا لا يمكن الحفاظ عليه دون علاقات جيدة ومتينة مع المغرب، كما يتطرق الى قرار العديد من البلدان الإفريقية سحب الاعتراف بالجمهورية الوهمية بعد ان تبين لها أن الأطروحة الجزائرية خارجة عن هذا السياق الدولي، ولم يفته أيضا التطرق الى المكاسب التي سيجنيها المغرب إثر إعادة انتخاب ترامب على رأس الإدارة الأمريكية، مشيرا بأن عودة ترامب ستعني تفعيل الاعتراف بمغربية الصحراء ضمن مسار العولمة والتجارة الخارجية التي تتجاوز الحدود والكيانات..
كيف تقرأ توالي مسلسل سحب الاعتراف بالجمهورية الوهمية في عدد من بلدان العالم وآخرها جمهورية غانا؟
توالي مسلسل سحب الاعتراف بالجمهورية الوهمية يعد انكسارا واندحارا للأطروحة الجزائرية التي تتشبث بالقواعد القانونية للجنة الرابعة في الأمم المتحدة والتي لا تستعمل، علما أنها تدخل في باب تصفية الاستعمار.
فالصراعات القائمة اليوم بين الدول هي على مستوى التجارة الدولية، وحتى اذا كانت هناك صراعات إقليمية اليوم فإنها تتعلق بمنافذ الثروة وحول المال والأعمال..وهذه اللجنة تجاوزها الزمن، وحتى على مستوى آليات اشتغالها بالأمم المتحدة يمكن القول أن هذه اللجنة معطلة ، فكيف يمكن أن تشتغل لجنة بناء على أطروحة جزائرية ليس إلا، علما أننا اليوم أمام منظومة ليبرالية جديدة وسوق عالمي، لدرجة أنه حتى بعض المبادئ في القانون الدولية المبنية على التراب الإقليمي والحدود تجاوزها الزمن، فاليوم، الدول تبحث عن فضاءات السوق الاقتصادي، حيث أن إدراكات الدول والأمم تغيرت باستثناء الجزائر. وقد سبق للمغرب أن طرح عدة مبادرات للتعاون الاقتصادي في الإطار المغاربي لكن قوبلت بالرفض الجزائري، علما أن الدول الإفريقية حاليا لا تتعامل في إطار الدول بل في إطار فضاءات جيو اقتصادية. وقد أشار الخطاب الملكي الى هذه الرهانات الجديدة في العلاقات الدولية، كما طرح الملك محمد السادس المبادرة الأطلسية، والتي تتوخى تمكين البلدان الإفريقية من ممر نحو الولايات المتحدة الأمريكية. لكن للأسف فالجزائر لا تريد أن تستوعب هذه التطورات، حيث فرضت على نفسها هذا الحصار وهذا الانكماش في الوقت الذي يكمن فيه الحل في انفتاح الدول على الآخرين. ولذلك لما وجدت العديد من البلدان الإفريقية أن الأطروحة الجزائرية خارجة عن هذا السياق الدولي تراجعت عن الاعتراف بالجمهورية الوهمية، لأننا في الواقع أمام حفنة من الأشخاص الانفصاليين والذين لا يمتلكون مقومات بناء دولة، وهوما سبق أن أشار إليه الملك الراحل الحسن الثاني، حيث توصلت العديد من البلدان العالم بناء على حساباتها الاستراتيجية أن الاعتراف بالكيان الوهمي كان خطأ، مما دفعها الى التراجع عن هذا الخطأ وضمن هذه الدول جمهورية غانا التي قررت سحب الاعتراف بالجمهورية الوهمية مؤخرا.
وكيف تفسر هذا التعنت الجزائري الذي لم يستوعب كل هذه التطورات الحاصلة اليوم؟
الجزائر تتشبث للأسف بمنطق التعنت السلبي، فالتحول الذي عرفه الموقف الفرنسي في تعاطيه مع قضية الصحراء المغربية ليس تحولا اعتباطيا، بل جاء بناء على تفكير عميق من قبل الدولة الفرنسية والتي توصلت الى أن الحكم الذاتي يعد الحل النهائي والمعقول لقضية الصحراء المغربية. وقد جاء هذا الاعتراف أيضا بناء على حسابات مفادها أن الوجود الاقتصادي الفرنسي في إفريقيا لا يمكن الحفاظ عليه دون علاقات جيدة ومتينة مع المغرب، علما أن المغرب يعد العمود الفقري للاقتصادي الإفريقي. ولذلك تبين لفرنسا أن المغرب يعد آخر شعرة لها في إفريقيا خصوصا بعد التطورات الحاصلة في كل من مالي والنيجر وما عرفته من رفض للوجود الفرنسي، بعد أن كادت تقع في خطأ استراتيجي، مما دفعها الى التراجع عن صمتها والتصريح بكون الحكم الذاتي هو مشروع مقبول وعادل ومنصف لجميع الأطراف. وقد كانت لدى الجزائر فرصة بعد الاعتراف الفرنسي من أجل فتح الحوار مع المغرب لإيجاد حل للنزاع المفتعل في الصحراء المغربية، علما أن الصمت الفرنسي كان بمثابة داعم أساسي للأطروحة الجزائرية. لكن للأسف لم تستوعب الجزائر هذه اللحظة التاريخية.. فماذا تبقى للعسكر الجزائري بعد الاعتراف الفرنسي بمغربية الصحراء ؟ علما أن روسيا والصين تغلبان مصالحهما بالدرجة الأولى، فالقناعات الإيديولوجية مرتبطة أساسا بما ستقدمه لروسيا والصين، ولعل من جملة المفارقات أن الصين لديها استثمارات في دول ليبرالية تفوق استثماراتها في دول كانت سابقا ضمن المنظومة الاشتراكية، وتجمعها اتفاقيات تتعلق بتعزيز البنيات التحتية مع دول كانت ضمن المنظومة الفرنسية.
وكيف تفسر هذا التعنت الجزائري الذي لم يستوعب كل هذه التطورات الحاصلة اليوم؟
الجزائر تتشبث للأسف بمنطق التعنت السلبي، فالتحول الذي عرفه الموقف الفرنسي في تعاطيه مع قضية الصحراء المغربية ليس تحولا اعتباطيا، بل جاء بناء على تفكير عميق من قبل الدولة الفرنسية والتي توصلت الى أن الحكم الذاتي يعد الحل النهائي والمعقول لقضية الصحراء المغربية. وقد جاء هذا الاعتراف أيضا بناء على حسابات مفادها أن الوجود الاقتصادي الفرنسي في إفريقيا لا يمكن الحفاظ عليه دون علاقات جيدة ومتينة مع المغرب، علما أن المغرب يعد العمود الفقري للاقتصادي الإفريقي. ولذلك تبين لفرنسا أن المغرب يعد آخر شعرة لها في إفريقيا خصوصا بعد التطورات الحاصلة في كل من مالي والنيجر وما عرفته من رفض للوجود الفرنسي، بعد أن كادت تقع في خطأ استراتيجي، مما دفعها الى التراجع عن صمتها والتصريح بكون الحكم الذاتي هو مشروع مقبول وعادل ومنصف لجميع الأطراف. وقد كانت لدى الجزائر فرصة بعد الاعتراف الفرنسي من أجل فتح الحوار مع المغرب لإيجاد حل للنزاع المفتعل في الصحراء المغربية، علما أن الصمت الفرنسي كان بمثابة داعم أساسي للأطروحة الجزائرية. لكن للأسف لم تستوعب الجزائر هذه اللحظة التاريخية.. فماذا تبقى للعسكر الجزائري بعد الاعتراف الفرنسي بمغربية الصحراء ؟ علما أن روسيا والصين تغلبان مصالحهما بالدرجة الأولى، فالقناعات الإيديولوجية مرتبطة أساسا بما ستقدمه لروسيا والصين، ولعل من جملة المفارقات أن الصين لديها استثمارات في دول ليبرالية تفوق استثماراتها في دول كانت سابقا ضمن المنظومة الاشتراكية، وتجمعها اتفاقيات تتعلق بتعزيز البنيات التحتية مع دول كانت ضمن المنظومة الفرنسية.
ماذا عن المكاسب التي سيجنيها المغرب بعد إعادة انتخاب ترامب على رأس الإدارة الأمريكية؟
ترامب لما اعترف بمغربية الصحراء منذ أربع سنوات فلقناعته بأن المغرب يضم سوقا كبيرا كما أنه يشكل بوابة عبر الداخلة نحو البلدان الإفريقية في المجال الاقتصادي، حيث أن الولايات المتحدة الأمريكية توصلت الى أن المبادلات التجارية مع إفريقيا ستعطيها الشيء الكثير دون ان تحتاج الى تدخل عسكري. ورجوع ترامب الى الإدارة الأمريكية سيعني تفعيل هذا الاعتراف ضمن هذا المسار، أي مسار العولمة والتجارة الخارجية ونبذ الحدود والصراعات الإقليمية.. وللأسف فهذه القراءة لم يتوصل لها عسكر الجزائر، علما أن هذه التطورات كانت الدبلوماسية المغربية سباقة لتوقعها منذ عهد الراحل الحسن الثاني الذي سبق له أن رحب بتمكين الجزائر من منفذ على المحيط الأطلسي لتفادي خنق تجارتها، بينما كانت الجزائر منهمكة في مشروعها الانفصالي في الصحراء المغربية خلال الحرب الباردة..لكن اليوم تغيرات المعادلات وتغير كل شيء، فاليوم المغرب يستفيد من تدفق استثماري أجنبي كبير، علما أن معظم الشركات العملاقة تفضل افتتاح فروع لها في المغرب بدلا عن الجزائر، بفضل التجربة التي راكمها المغرب بعد الحرب الباردة والتي أعطت نتائجها اليوم.
ترامب لما اعترف بمغربية الصحراء منذ أربع سنوات فلقناعته بأن المغرب يضم سوقا كبيرا كما أنه يشكل بوابة عبر الداخلة نحو البلدان الإفريقية في المجال الاقتصادي، حيث أن الولايات المتحدة الأمريكية توصلت الى أن المبادلات التجارية مع إفريقيا ستعطيها الشيء الكثير دون ان تحتاج الى تدخل عسكري. ورجوع ترامب الى الإدارة الأمريكية سيعني تفعيل هذا الاعتراف ضمن هذا المسار، أي مسار العولمة والتجارة الخارجية ونبذ الحدود والصراعات الإقليمية.. وللأسف فهذه القراءة لم يتوصل لها عسكر الجزائر، علما أن هذه التطورات كانت الدبلوماسية المغربية سباقة لتوقعها منذ عهد الراحل الحسن الثاني الذي سبق له أن رحب بتمكين الجزائر من منفذ على المحيط الأطلسي لتفادي خنق تجارتها، بينما كانت الجزائر منهمكة في مشروعها الانفصالي في الصحراء المغربية خلال الحرب الباردة..لكن اليوم تغيرات المعادلات وتغير كل شيء، فاليوم المغرب يستفيد من تدفق استثماري أجنبي كبير، علما أن معظم الشركات العملاقة تفضل افتتاح فروع لها في المغرب بدلا عن الجزائر، بفضل التجربة التي راكمها المغرب بعد الحرب الباردة والتي أعطت نتائجها اليوم.