الخميس 6 فبراير 2025
فن وثقافة

الخلفي بائع النعناع.. هكذا تم اكتشاف موهبته في التمثيل من قبل البدوي

الخلفي بائع النعناع.. هكذا تم اكتشاف موهبته في التمثيل من قبل البدوي الراحلين الخلفي (يمينا) والبدوي في لقاء سابق
قدم مسرح البدوي نعيه بكل أسى وحزن في رحيل الفنان محمد الخلفي. وقالت كريمة البدوي، أن الذي إكتشف الفنان الراحل الخلفي هو عميد المسرح المغربي صدفة بدرب السلطان سنة 1957حيث كان بائعا بسيطا للنعناع، وكان الراحل عبد القادر البدوي وقتها يعرض بسينما رويال بقيسارية الحفاري بدرب السلطان في مدينة الدارالبيضاء، مسرحية "في سبيل التاج" للكاتب مصطفى لطفي المنفلوطي عن فرانسوا كوبيه، و كان يشاركه في تشخيص المسرحية من الفنانين الممثل مصطفى الثومي في دور برانكومير الذي غادر فجأة العرض وحتى لا تتوقف العروض المسرحية وبما أنه وقتها لم يكن هناك معاهد ولا مكاتب "كاستينج" فقد كان عبد القادر البدوي المنتج والمخرج يصنع الفنانين من عامة الناس الراغبين في تعلم مهنة ترتقي بمستواهم المادي والإجتماعي.

وهكذا انضم محمد الخلفي إلى مسرح البدوي بمركز تكوين الممثل بدرب الفقراء وتعلم على يد عميد المسرح المغربي أبجديات المسرح وقدم أولى عروضه المسرحية بديلا لمصطفى الثومي في مسرحية "في سبيل التاج" أمام عبد القادر البدوي في دور قسطنطين باللغة العربية الفصحى. ثم قدمه عبد القادر البدوي في مسرحية من تأليفه وإخراجه "يد الشر" 1959- 1960 والتي شاركت فيها الممثلة الراحلة نعيمة المشرقي أيضا فيها كتلميذة لعبد القادر البدوي، وفي تلك الفترة تم تعيين الطيب الصديقي مديرا للمسرح البلدي فاستدعى كلا خريجي مسرح البدوي من فناني مسرحية يد الشر" لعبد القادر البدوي إلى العمل معه في المسرح البلدي، لكن بعد فترة وجيزة اختلف محمد الخلفي مع الطيب الصديقي وترك المسرح البلدي وعاد ليتألق من جديد مع مسرح البدوي حيث قدمه عبد القادر البدوي في مسرحية التطهير سنة 1962، وهي مسرحية سياسية من تأليف وإخراج وبطولة عبد القادر البدوي وسعاد هناوي وفاطمة حجي وٱخرون.. وقد تعرض بسببها عبد القادر البدوي، حسب ابنته كريمة، لمحاولة اغتيال تحدث عن ملابساتها في كتابه سيرة نضال، مما اضطره إلى تغيير اسم العرض إلى مسرحية غيثة وقدمها في عروض جماهيرية في مختلف أنحاء المملكة وفي جولة بمختلف مدن الجزائر.

كما قدم الفنان الراحل محمد الخلفي مع مسرح البدوي مسرحية "الجربة في الميزان" دراماتوجيا وإخراج عبد القادر البدوي. وقد أنتج له عبد القادر البدوي مسرحية "طالب معاشو"، وقدمه كمخرج لأول مرة.
تكوين محمد الخلفي في مسرح البدوي وتتلمذه على يد عميد المسرح المغربي الأستاذ عبد القادر البدوي الكاتب والمخرج و النجم المسرحي والمنتج خلق عند محمد الخلفي حلم أن تكون له هو أيضا فرقة مسرحية مستوحاة من المدرسة الأم مسرح البدوي. وقد أسس فرقته في الثمانينات وقدم مجموعة من العروض المسرحية قاسمته فيها البطولة الفنانة سلوى الجوهري لكن هذه التجربة لم تستمر طويلا ليقرر الخلفي الاكتفاء بالتمثيل فقط.
وقد تألق في العديد من الأعمال المغربية والعربية وظلت تجمعه علاقة طيبة بأستاذه ومكتشفه وزميله عميد المسرح المغربي الأستاذ عبد القادر البدوي حتى ٱخر أيامه.
وأبدت كريمة البدوي أسفها أن بعض المنابر الإعلامية، عندما تتحدث عن سيرة محمد الخلفي وغيره من الفنانين من خريجي مسرح البدوي تتغاضى إما "عمدا" أو جهلا بالتاريخ عن مولدهم الفني ومدرستهم الأم مسرح البدوي التي قدمتهم للسوق المغربية، هذه المدرسة العريقة التي تخرج منها معظم نجوم الساحة الفنية وصنع نجوميتهم فيها عميد المسرح المغربي الأستاذ عبد القادر البدوي الذي ربما تاريخه النضالي المرتبط بمقاومة الإستعمار الفرنسي جعل اللوبيات الفرنكوفونية تنعي محمد الخلفي بإسقاط صفحة مسرح البدوي من تاريخه الفني والإنساني.