ليس هناك في القانون الدولي الخاص كما درسنا شيئا اسمه "الجنسية السياسية"، ففي التعريف تكون الجنسية برابطة الدم أو الارض. ولكن الجنسية السياسية لا نعرف عنها شيئا، والسبب بسيط هو أنني من ابتدعها اليوم، وتفسير ذلك فيما يلي:
في التاريخ، وبعد قيام الثورة الروسية وبداية تكالب العالم الحر عليها، كانت مهمة الشيوعيين في العالم هو تمنيع الثورة وحمايتها. وهكذا نذر مناضلون من شعوب أخرى حياتهم لحماية الثورة الروسية. وقد عرف عنهم تشبتهم بالمواقف التي تعبر عنها القيادة الروسية. وبمعنى واضح فإن ولاء الشيوعيين كان لروسيا وليس لوطنهم، ولذلك فقد أسست الأمميات الاشتراكية في تلك المرحلة.
وفيما بعد، وبعد أن تكرست الثورة وأصبحت محمية بل وفاعلة في الوضع الدولي انطلاقا من نهاية الحرب العالمية الثانية، وبعد أن تمددت في أوربا الشرقية، تأسست جامعة "باتريس لومومبا"، والتي كانت تستقبل الطلبة من كل الانحاء. طبعا فالهدف واضح ويدخل في البروباغندا الشيوعية.
تلك التجربة أكدت أن هناك ماسميته "بالجنسية السياسية"، وهي تعني أن شخصا ما يكون له ولاء للإديولوجية السياسية التي يؤمن بها وذلك ماحصل في بداية الثورة الروسية.
بعد هذا التوضيح يبدو أن أصدقائي الذين يتابعونني فهموا أسباب النزول. والأمر واضح وسنقوله باختصار، لقد تبين بالملموس أن هناك بين ظهرانينا من يعلن عن ولائه لإيران رغم موقفها المعادي للوحدة الترابية لبلدنا، هؤلاء لديهم "الجنسية السياسية الإيرانية"، ماداموا من أتباع دولة الملالي ودولة الطائفة الشيعية الاثنى عشرية.
لذلك على الذين صاغوا قوانين الجنسية والتي بنوها على رابطة الدم والأرض بالإضافة الى قوانين منح الجنسية والتي ظهرت مع ظاهرتي الهجرة واللجوء السياسي، أن يضيفوا ظاهرة الجنسية ذات الطبيعة السياسية.
وبتعرابية تعرابت، لي مع إيران يروح ليها ويدرغ كمارتو من هاذ لبلاد الى عندو شي كرامة.