لن يختلفَ اثنان من مواطني البلدان العربية، من عرب وأمازيغ وغيرهم من المسلمين السُّنّة، حول الأضرار البليغة التي ألحقتها إيران، ومازالت، ببلدان عربية مسلمة غير قليلة، أذكر منها العراق، اليمن، سوريا، لبنان، فلسطين، ليبيا وحتى الصومال، وكلها بلدان عانت ومازالت تعاني من عربدات الحرس الثوري الإيراني، ومن الأذرع الإيرانية المسلحة، كحركة حماس، وكتائب القسام، وحزب الله، عفواً حزب الشيطان، وقوات الحوثي، والبقية قادمة لا محالة، أذكر منها ميليشيات البوليساريو الجزائرية، التي فتحت أذرعها ومخيماتها لمقاتلي حزب الشيطان، ولضباط الحرس الثوري الإيراني، بغرض الاستفادة من دعم هؤلاء بالرجال والسلاح لمحاربتنا نحن، كمَخرَج أخير للنظام الجزائري من هزائمه المتوالية أمامنا، سياسياً ودبلوماسياً وعلى جميع المستويات والأصعدة بما فيها العسكرية... وما قد يأتي من هؤلاء جميعاً من السهل تَوَقُّعُه بكل تفاصيله!!
المهم أنّ الضرر، كلَّ الضرر، أتى دائما وسيظل يأتي من إيران الملالي وخاميناي وغيرهما من مهندسي الخراب العربي، في البلدان سالفة الإشارة، وأن العمل على دفع الخطر الإيراني عن أوطاننا بات ضرورة ملحة وحيوية، بل مصيرية، ومِن ثَمّ فمرحباً بأي شيء أو فعل أو عمل يعيد إيران إلى رشدها، أو يؤدي بشكل أو بآخر إلى تحجيمها، وإجبارها بالتالي على الانتباه إلى ذاتها ووجودها وبقائها فتنشغل بذلك كليةً وتترك باقي المسلمين، والعرب منهم خاصة، يعيشون في سلام يستحقونه بعد قرون من الذل والمهانة على أيدي الاستعمار بمختلف أشكاله!!
مناسبة الحديث عن هذا الخطر الإيراني، ووجوب تحجيمه ووقف توسّعه، ما يجري حاليا على الساحة في الشرق العربي، أو الشرق الأوسط، بين إسرائيل وإيران، من مواجهات انتقلت إلى مرحلة كسر العظام بين الغريمين، لولا أن هذا يتم وفق حدود قصوى لا ينبغي تجاوزُها، وكأننا أمام مسرحية دراماتيكية تُزْهَقُ فيها الأنفسُ بالعشرات والمئات، وتُصابُ فيها آلافٌ بل مئاتُ آلافٍ من الأجساد بالأعطاب والعاهات المستديمة ولكن، دون تَخَطِّي "الحدود المسموح بها" بأي وجه من الأوجه!!
قبل نحو أربع وعشرين ساعة، أو أكثر قليلاً، سمعنا وشاهدنا على شاشات التواصل الاجتماعي، وعبر بعض القنوات الفضائية، أخبار الهجوم الإسرائيلي على طهران وضواحيها، وهو الهجوم الذي وصفه البيت الأبيض الأمريكي بالدفاع المشروع عن النفس، وأكدت إسرائيل من جهتها أنه اقتصر على مصانع ومستودعات تخزين الصواريخ والقذائف الإيرانية... وبعد ذلك بساعات قلائل، سمعنا وشاهدنا صُوَراً لنيران مشتعلة في قلب تل أبيب، قيل إنها بفعل صواريخ إيرانية بعيدة المدى، مما يدل على أن حُكّام إيران لم ينتظروا كثيرا، ولم يترددوا في الرد على الضربات الجوية الإسرائيلية، ليبقى السؤال المطروح والبديهي هو:
"هل احترمت هذه الضرباتُ المتبادَلةُ ما تم التوافق عليه من حدود لا ينبغي تجاوزُها حتى لا تُصبح هذه المناوشات خارج السيطرة"؟!
في هذا السياق ذاته، خرجت قناة "العربية" بمادة إخبارية تتحدث عن اتفاق مسبق، بين إسرائيل وإيران، يقضي بعدم رد هذه الأخيرة على الضربات الجوية الإسرائيلية، التي التزمت إسرائيل بعدم تجاوزها للحدود المرسومة، مما يجعلنا كمتتبعين نُصابُ بنوع من الملل والضجر حتى ونحن نرى الانفجارات والنيران والدماء في كل مكان، ما دمنا أمام معارك محسوبة ومتفق على حجمها، وعلى الأسلحة المستعمَلة فيها، وهو ما يحوّل المشهد برمته إلى "سيرك دامي" لا معنى له ولا أهداف معلومة ومفهومة!!
بيد أن هذا الجانب المسرحي لا يُخفي حقيقةً باتت ظاهرةً للعيان، وهي أن إسرائيل بصدد قص مخالب إيران بالفعل، وبصدد كسر أنيابها والذهاب إلى تحجيمها بكل دلالات الكلمة، وكأن هناك اتفاقاً مسبقاً بين إيران من جهة، وإسرائيل والولايات المتحدة من جهة ثانية، على القَبول الإيراني القسري بهذا التحجيم رغم أضراره المادية والمعنوية البليغة، مقابل عدم المساس بالمفاعلات النووية الإيرانية وبآبار النفط، وكأننا هنا أمام كيان يقبل لعبَ دور التلميذ المشاغب المستحق للعقاب ولكن، ليس إطلاقاً، وإنما في نطاق حدود معقولة ومقبولة يمكن تَحَمُّلُها والتعايشُ معها كما يفعل عادةً كل التلاميذ المشاغبين!!
غير أن الذي يهمنا هاهنا، أكثر من أي اعتبار آخر، هو أن نرى "العدو الإيراني" تتراجع قوته بما يجعله يتقلص ثم يوقف تدخّلاته الخسيسة في شؤون البلدان العربية والمسلمة السُّنّية، والقطع نهائيا مع حلمه التقليدي غير القابل للتحقيق بأي طريقة من الطرق، في إعادة بعث "دولة الفرس" القديمة، التي كانت في زمن سحيق تتقاسم القوة والنفوذ مع "دولة الروم"، متناسياً أن العرب، الذين هزموا الفرس والروم في أزمنة خلت لن يسمحوا في زماننا البتّةَ بأن يتحقق ذلك الحلمُ الفارسي الميثولوجي مهما كلف ذلك من تضحيات!!
ما يهمنا نحن المغاربة أيضاً، باعتبارنا المعارض رقم "1" للوجود والتوسع الإيرانيَيْن بمنطقتنا المغاربية خاصةً، وبالشمال الإفريقي وبلدان الساحل عامةً، أن لا نقف مكتوفي الأيدي أمام بهلوانات إيران المتسللين إلى حدودنا الشرقية بمباركة من عجزة الموراديا، ولو أدى الأمر إلى التفعيل الواقعي والملموس لتحالفاتنا السياسية والدبلوماسية والأمنية والعسكرية المندرجة في إطار اتفاقية أبراهام الثلاثية... والواقع أننا لن نكون في هذه الحالة إلا "مضطرين لا أبطالاً" كما يقول المثل الشائع... وعلى عجزة الموراديا ومرضاها العقليين والنفسيين أن يدركوا ذلك ويستوعبوا دلالاتِه وأبعادَه قبل فوات الأوان، فقد أصبحوا يرعون الإرهاب الإيراني موازاةً مع رعايتهم لإرهاب ميليشياتهم الجنوبية... وعليهم بالتالي أن يتحملوا ما ينبغي أن ينجم عن ذلك من عواقب!!
أرجو إذَنْ أن يأتي الدور على الجزائر لأنها فتحت أبوابها لإيران وحرسها الثوري في سبيل تقوية ودعم لقيطتها وحبيبتها البوليساريو، ضد الحليف الإستراتيجي لأمريكا وإسرائيل في المنطقة، وهو المغرب... وأعتقد أنّ "غير السعيد شنقريحة" و"الكركوز تبون" لا يعيان هذا جيداً.. وقد وعته روسيا والصين فسحبتا دعمهما اللامشروط للجزائر أمام اندهاشنا جميعاً!!
إن هذا الانسحاب، بالمناسبة، يؤكد أن العالم يخضع منذ سقوط جدار برلين لقطب واحد هو أمريكا والناتو، وأن المعارضة الروسية والصينية لهذا القطب مجرد عمل مسرحي تتوزع فيه الأدوار والمصالح والكعكات!!
تُرى، هل سيأتي الدور فعلا على جارتنا الشرقية بمناسبة استضافتها للحرس الثوري وحزب الشيطان الإيرانيَيْن، فيُصاب من جراء ذلك عصفوران بذات الحجر: يتم القضاء على جيوب إيران بجارة السوء من جهة؛ وتتم من جهة أخرى إعادةُ هذه الجارة الشمطاء إلى جادة الصواب... ومن يدري... فقد تتحقق هذه الفرضية؟!!
المهم أنّ الضرر، كلَّ الضرر، أتى دائما وسيظل يأتي من إيران الملالي وخاميناي وغيرهما من مهندسي الخراب العربي، في البلدان سالفة الإشارة، وأن العمل على دفع الخطر الإيراني عن أوطاننا بات ضرورة ملحة وحيوية، بل مصيرية، ومِن ثَمّ فمرحباً بأي شيء أو فعل أو عمل يعيد إيران إلى رشدها، أو يؤدي بشكل أو بآخر إلى تحجيمها، وإجبارها بالتالي على الانتباه إلى ذاتها ووجودها وبقائها فتنشغل بذلك كليةً وتترك باقي المسلمين، والعرب منهم خاصة، يعيشون في سلام يستحقونه بعد قرون من الذل والمهانة على أيدي الاستعمار بمختلف أشكاله!!
مناسبة الحديث عن هذا الخطر الإيراني، ووجوب تحجيمه ووقف توسّعه، ما يجري حاليا على الساحة في الشرق العربي، أو الشرق الأوسط، بين إسرائيل وإيران، من مواجهات انتقلت إلى مرحلة كسر العظام بين الغريمين، لولا أن هذا يتم وفق حدود قصوى لا ينبغي تجاوزُها، وكأننا أمام مسرحية دراماتيكية تُزْهَقُ فيها الأنفسُ بالعشرات والمئات، وتُصابُ فيها آلافٌ بل مئاتُ آلافٍ من الأجساد بالأعطاب والعاهات المستديمة ولكن، دون تَخَطِّي "الحدود المسموح بها" بأي وجه من الأوجه!!
قبل نحو أربع وعشرين ساعة، أو أكثر قليلاً، سمعنا وشاهدنا على شاشات التواصل الاجتماعي، وعبر بعض القنوات الفضائية، أخبار الهجوم الإسرائيلي على طهران وضواحيها، وهو الهجوم الذي وصفه البيت الأبيض الأمريكي بالدفاع المشروع عن النفس، وأكدت إسرائيل من جهتها أنه اقتصر على مصانع ومستودعات تخزين الصواريخ والقذائف الإيرانية... وبعد ذلك بساعات قلائل، سمعنا وشاهدنا صُوَراً لنيران مشتعلة في قلب تل أبيب، قيل إنها بفعل صواريخ إيرانية بعيدة المدى، مما يدل على أن حُكّام إيران لم ينتظروا كثيرا، ولم يترددوا في الرد على الضربات الجوية الإسرائيلية، ليبقى السؤال المطروح والبديهي هو:
"هل احترمت هذه الضرباتُ المتبادَلةُ ما تم التوافق عليه من حدود لا ينبغي تجاوزُها حتى لا تُصبح هذه المناوشات خارج السيطرة"؟!
في هذا السياق ذاته، خرجت قناة "العربية" بمادة إخبارية تتحدث عن اتفاق مسبق، بين إسرائيل وإيران، يقضي بعدم رد هذه الأخيرة على الضربات الجوية الإسرائيلية، التي التزمت إسرائيل بعدم تجاوزها للحدود المرسومة، مما يجعلنا كمتتبعين نُصابُ بنوع من الملل والضجر حتى ونحن نرى الانفجارات والنيران والدماء في كل مكان، ما دمنا أمام معارك محسوبة ومتفق على حجمها، وعلى الأسلحة المستعمَلة فيها، وهو ما يحوّل المشهد برمته إلى "سيرك دامي" لا معنى له ولا أهداف معلومة ومفهومة!!
بيد أن هذا الجانب المسرحي لا يُخفي حقيقةً باتت ظاهرةً للعيان، وهي أن إسرائيل بصدد قص مخالب إيران بالفعل، وبصدد كسر أنيابها والذهاب إلى تحجيمها بكل دلالات الكلمة، وكأن هناك اتفاقاً مسبقاً بين إيران من جهة، وإسرائيل والولايات المتحدة من جهة ثانية، على القَبول الإيراني القسري بهذا التحجيم رغم أضراره المادية والمعنوية البليغة، مقابل عدم المساس بالمفاعلات النووية الإيرانية وبآبار النفط، وكأننا هنا أمام كيان يقبل لعبَ دور التلميذ المشاغب المستحق للعقاب ولكن، ليس إطلاقاً، وإنما في نطاق حدود معقولة ومقبولة يمكن تَحَمُّلُها والتعايشُ معها كما يفعل عادةً كل التلاميذ المشاغبين!!
غير أن الذي يهمنا هاهنا، أكثر من أي اعتبار آخر، هو أن نرى "العدو الإيراني" تتراجع قوته بما يجعله يتقلص ثم يوقف تدخّلاته الخسيسة في شؤون البلدان العربية والمسلمة السُّنّية، والقطع نهائيا مع حلمه التقليدي غير القابل للتحقيق بأي طريقة من الطرق، في إعادة بعث "دولة الفرس" القديمة، التي كانت في زمن سحيق تتقاسم القوة والنفوذ مع "دولة الروم"، متناسياً أن العرب، الذين هزموا الفرس والروم في أزمنة خلت لن يسمحوا في زماننا البتّةَ بأن يتحقق ذلك الحلمُ الفارسي الميثولوجي مهما كلف ذلك من تضحيات!!
ما يهمنا نحن المغاربة أيضاً، باعتبارنا المعارض رقم "1" للوجود والتوسع الإيرانيَيْن بمنطقتنا المغاربية خاصةً، وبالشمال الإفريقي وبلدان الساحل عامةً، أن لا نقف مكتوفي الأيدي أمام بهلوانات إيران المتسللين إلى حدودنا الشرقية بمباركة من عجزة الموراديا، ولو أدى الأمر إلى التفعيل الواقعي والملموس لتحالفاتنا السياسية والدبلوماسية والأمنية والعسكرية المندرجة في إطار اتفاقية أبراهام الثلاثية... والواقع أننا لن نكون في هذه الحالة إلا "مضطرين لا أبطالاً" كما يقول المثل الشائع... وعلى عجزة الموراديا ومرضاها العقليين والنفسيين أن يدركوا ذلك ويستوعبوا دلالاتِه وأبعادَه قبل فوات الأوان، فقد أصبحوا يرعون الإرهاب الإيراني موازاةً مع رعايتهم لإرهاب ميليشياتهم الجنوبية... وعليهم بالتالي أن يتحملوا ما ينبغي أن ينجم عن ذلك من عواقب!!
أرجو إذَنْ أن يأتي الدور على الجزائر لأنها فتحت أبوابها لإيران وحرسها الثوري في سبيل تقوية ودعم لقيطتها وحبيبتها البوليساريو، ضد الحليف الإستراتيجي لأمريكا وإسرائيل في المنطقة، وهو المغرب... وأعتقد أنّ "غير السعيد شنقريحة" و"الكركوز تبون" لا يعيان هذا جيداً.. وقد وعته روسيا والصين فسحبتا دعمهما اللامشروط للجزائر أمام اندهاشنا جميعاً!!
إن هذا الانسحاب، بالمناسبة، يؤكد أن العالم يخضع منذ سقوط جدار برلين لقطب واحد هو أمريكا والناتو، وأن المعارضة الروسية والصينية لهذا القطب مجرد عمل مسرحي تتوزع فيه الأدوار والمصالح والكعكات!!
تُرى، هل سيأتي الدور فعلا على جارتنا الشرقية بمناسبة استضافتها للحرس الثوري وحزب الشيطان الإيرانيَيْن، فيُصاب من جراء ذلك عصفوران بذات الحجر: يتم القضاء على جيوب إيران بجارة السوء من جهة؛ وتتم من جهة أخرى إعادةُ هذه الجارة الشمطاء إلى جادة الصواب... ومن يدري... فقد تتحقق هذه الفرضية؟!!
محمد عزيز الوكيلي، إطار تربوي