كشف إدريس قصوري، المحلل السياسي، بأن السبب الرئيسي وراء إزاحة النعم ميارة من رئاسة مجلس المستشارين في منتصف الولاية يعود إلى "خطأ قاتل" ارتكبه ميارة خلال حفل زواج ابنته. ففي هذا الحفل، استقبل ميارة العبيد كهدية لابنته، وأعلن عن ذلك بشكل علني وأمام الملأ، وبنوع من الاحتفالية والنشوة. هذا التصرف تجاوز كل الخطوط الحمراء، ولم يكن بالإمكان تفسيره على أنه مجرد تقليد صحراوي، بل اعتبر إساءة مباشرة لسمعة المغرب ومؤسساته.
قصوري يؤكد في تصريح لـ "أنفاس بريس" أن هذا الخطأ الخطير ضرب صورة المغرب في الداخل والخارج، خاصة في ظل سعي البلاد لترسيخ قيم التحديث والحرية. تصرف ميارة، بصفته رئيسًا للغرفة الثانية في البرلمان، التي تحمل قيمة دستورية ورمزية كبيرة، كان بمثابة تشويه لصورة الدولة أمام المجتمع المغربي والعالم.
ويرى قصوري الأستاذ الجامعي أن إزاحة ميارة لم تكن نتيجة صراع داخلي في حزب الاستقلال، ولا بسبب خلافات بين أجنحته، بل جاءت كنتيجة مباشرة لهذا الخطأ الذي لا يمكن التسامح معه. وترك النعم ميارة حتى جاءت اللحظة المناسبة للتخلص منه بطريقة قانونية وشرعية.
ويضيف المحلل السياسي أن قرار إبعاد ميارة في هذا التوقيت تحديدًا تجاوز هذه التوازنات الداخلية للحزب، وكان مرتبطًا أكثر بإصلاح خطأ أساء لسمعة المغرب. ويشير قصوري إلى أنه لو لم يرتكب ميارة هذا الخطأ الجسيم، لما تجرأ أحد على إزاحته من منصبه لولاية ثانية، موضحًا أن المسألة ليست متعلقة بالأغلبية الحكومية أو تصفية حسابات حزبية.