الأربعاء 27 نوفمبر 2024
سياسة

فوزي لقجع.. المغربي الذي فضح أحقاد عسكر الجزائر

فوزي لقجع.. المغربي الذي فضح أحقاد عسكر الجزائر فوزي‭ ‬لقجع،‭ ‬رئيس‭ ‬الجامعة‭ ‬الملكية‭ ‬المغربية‭ ‬لكرة‭ ‬القدم وشنقريحة
ماذا‭ ‬لو‭ ‬اجتمع‭ ‬الجزائريون،‭ ‬عسكرا‭ ‬ومخابرات‭ ‬وحكومة‭ ‬وشعبا،‭ ‬على‭ ‬كراهية‭ ‬رجل‭ ‬واحد!؟‭ ‬
ليس‭ ‬هذا‭ ‬الرجل‭ ‬هو‭ ‬السفير‭ ‬الفرنسي‭ ‬ديفال‭ ‬بالداي‭ ‬حسين‭ ‬الذي‭ ‬ورط‭ ‬الداي‭ ‬حسين‭ ‬باشا،‭ ‬في‭ ‬30‭ ‬أبريل‭ ‬1827،‭ ‬في‭ ‬حادثة‭ ‬المروحة‭ ‬التي‭ ‬استغلتها‭ ‬فرنسا‭ ‬مبررا‭ ‬لاحتلال‭ ‬الجزائر‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬132‭ ‬سنة!
 
وليس‭ ‬هو‭ ‬وزير‭ ‬الحربية‭ ‬الفرنسية،‭ ‬كلير‭ ‬مون‭ ‬دي‭ ‬تونير،‭ ‬الذي‭ ‬حرض‭ ‬الملك‭ ‬شارل‭ ‬العاشر‭ ‬على‭ ‬الاستيلاء‭ ‬على‭ ‬السواحل‭ ‬الجزائرية،‭ ‬وزين‭ ‬له‭ ‬السطو‭ ‬على‭ ‬مناجم‭ ‬الحديد‭ ‬والرصاص‭ ‬والكنوز‭ ‬المكدّسة‭ ‬في‭ ‬قصر‭ ‬الداي‭ ‬التي‭ ‬قدرتها‭ ‬المخابرات‭ ‬الفرنسية‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬مئة‭ ‬وخمسين‭ ‬مليون‭ ‬فرنك!
 
وليس‭ ‬هو‭ ‬الجنرال‭ ‬دي‭ ‬بورمن‭ ‬الذي‭ ‬جاء‭ ‬إلى‭ ‬الجزائر،‭ ‬في‭ ‬14‭ ‬يونيو‭ ‬1830،‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬34‭ ‬ألف‭ ‬جندي،‭ ‬واستطاع‭ ‬أن‭ ‬ينتزع‭ ‬معاهدة‭ ‬استسلام‭ ‬حاكم‭ ‬البلاد،‭ ‬الداي‭ ‬حسين!
 
وليس‭ ‬هو‭ ‬الجينرال‭ ‬بول‭ ‬أوسارس،‭  ‬ضابط‭ ‬الخدمة‭ ‬السرية‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬مخلصا‭ ‬للجنرال‭ ‬ديغول،‭ ‬واعترف‭ ‬بوقوفه‭ ‬وراء‭ ‬قتل‭ ‬آلاف‭ ‬المناضلين‭ ‬والسياسيين‭ ‬الجزائريين‭ ‬المناوئين‭ ‬للاحتلال‭ ‬الفرنسي،‭ ‬من‭ ‬بينهم‭ ‬"محمد‭ ‬العربي‭ ‬بن‭ ‬مهيدي"‭ ‬و"علي‭ ‬بومنجل"‭.‬
 
كما‭ ‬أنه‭ ‬ليس‭ ‬الجينرال‭ ‬المغربي‭ ‬الفذ،‭ ‬إدريس‭ ‬بنعمر،‭ ‬الذي‭ ‬قهر‭ ‬الجيش‭ ‬الجزائري‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬الرمال،‭ ‬ولم‭ ‬يتوقف‭ ‬تقدم‭ ‬القوات‭ ‬العسكرية‭ ‬المغربية‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬تدخلات‭ ‬والتماسات‭ ‬عربية‭ ‬وإفريقية‭ ‬لدى‭ ‬الملك‭ ‬الراحل‭ ‬الحسن‭ ‬الثاني‭ ‬!
 
لا‭ ‬يتذكر‭ ‬الحكام‭ ‬العسكريون‭ ‬الجزائريون‭ ‬الحاليون‭ ‬وأذنابهم‭ ‬في‭ ‬الأمن‭ ‬والمخابرات‭ ‬والإعلام‭ ‬المأجور‭ ‬إلا‭ ‬«عدوا»‭ ‬واحدا‭ ‬يتمنون،‭ ‬ليلا‭ ‬ونهارا،‭ ‬أن‭ ‬يختفي‭ ‬من‭ ‬المشهد‭ ‬بأقصى‭ ‬سرعة‭ ‬ممكنة‭. ‬هذا‭ ‬الرجل‭ ‬ليس‭ ‬ضابطا‭ ‬عسكريا،‭ ‬وليس‭ ‬زعيما‭ ‬لجماعة‭ ‬مسلحة،‭ ‬ولا‭ ‬يملك‭ ‬طائرات‭ ‬حربية‭ ‬أو‭ ‬قنابل‭ ‬أو‭ ‬دبابات‭. ‬لم‭ ‬ينهب‭ ‬غازهم‭ ‬الذي‭ ‬استولى‭ ‬عليه‭ ‬«عسكرهم»،‭ ‬ولم‭ ‬يعتد‭ ‬على‭ ‬«حدودهم‭ ‬الاستعمارية»‭ ‬كما‭ ‬تفعل‭ ‬الجماعات‭ ‬الإرهابية‭ ‬والانفصالية‭ ‬في‭ ‬الجنوب،‭ ‬ولم‭ ‬يعاركهم‭ ‬حول‭ ‬أحوال‭ ‬بلادهم‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬انحسار‭ ‬شديد‭ ‬في‭ ‬الديمقراطية‭ ‬والحقوق‭ ‬والحريات،‭ ‬ولم‭ ‬تبدر‭ ‬عنه‭ ‬أي‭ ‬ذرة‭ ‬اهتمام‭ ‬بجنونهم‭ ‬الجماعي،‭ ‬ولم‭ ‬يسع‭ ‬إطلاقا‭ ‬إلى‭ ‬الاشتباك‭ ‬معهم‭ ‬خارج‭ ‬قواعد‭ ‬التباري‭ ‬والمنافسة‭ ‬الرياضيين‭.‬‭  ‬
هذا‭ ‬الرجل‭ ‬هو‭ ‬فوزي‭ ‬لقجع،‭ ‬رئيس‭ ‬الجامعة‭ ‬الملكية‭ ‬المغربية‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬منذ‭ ‬2014،‭ ‬والوزير‭ ‬المكلف‭ ‬بالميزانية‭. ‬
 
فلماذا‭ ‬يكره‭ ‬العسكر‭ ‬الجزائري‭ ‬فوزي‭ ‬لقجع‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬الجميع؟‭ ‬ولماذا‭ ‬يصر‭ ‬الإعلام‭ ‬الجزائري‭ ‬المخابراتي‭ ‬على‭ ‬شيطنته‭ ‬وإلحاقه‭ ‬بالأعداء‭ ‬الذين‭ ‬يتعين‭ ‬التخلص‭ ‬منهم؟‭ ‬ولماذا‭ ‬يتعامل‭ ‬معه‭ ‬الجنيرال‭ ‬«شنقريحة‭ ‬وتابعه‭ ‬تبون»‭ ‬بوصفه‭ ‬جيشا‭ ‬قويا‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تزيحه‭ ‬القوة‭ ‬الضاربة‭ ‬من‭ ‬طريقها‭ ‬ليتحقق‭ ‬لها‭ ‬المراد؟‭ ‬
 
هل‭ ‬السبب‭ ‬هو‭ ‬النجاحات‭ ‬التي‭ ‬تحققها‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬المغربية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الفئات،‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬العربي‭ ‬والإفريقي‭ ‬والدولي؟‭ ‬أم‭ ‬أن‭ ‬الجزائر،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬«أوليغارشيتها‭ ‬العسكرية»‭ ‬مريضة‭ ‬بالإخفاق‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الواجهات،‭ ‬وتحاول‭ ‬أن‭ ‬تعثر‭ ‬على‭ ‬فزاعة‭ ‬ملائمة‭ ‬لتبرير‭ ‬فشلها‭ ‬السياسي‭ ‬والديبلوماسي‭ ‬والرياضي‭ ‬للجزائريين؟
 
ما‭ ‬يقع‭ ‬في‭ ‬الجزائر‭ ‬من‭ ‬جدال‭ ‬حول‭ ‬أسباب‭ ‬الفشل‭ ‬الذي‭ ‬تغرق‭ ‬فيه‭ ‬البلاد‭ ‬يثبت‭ ‬بما‭ ‬لا‭ ‬يدع‭ ‬مجالا‭ ‬للشك‭ ‬أن‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬هي‭ ‬السياسة،‭ ‬وأن‭ ‬السياسة‭ ‬هي‭ ‬كرة‭ ‬القدم،‭ ‬أو‭ ‬هذا‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬هو‭ ‬الدم‭ ‬الذي‭ ‬يتدفق‭ ‬في‭ ‬عروق‭ ‬الجزائريين‭. ‬
 
ولما‭ ‬كان‭ ‬المغرب‭ ‬هو‭ ‬المنافس‭ ‬الإقليمي‭ ‬الأكثر‭ ‬حضورا‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬الكروية،‭ ‬فإن‭ ‬العسكر‭ ‬يفسر‭ ‬إخفاقاته،‭ ‬كما‭ ‬دأب‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬بوقوف‭ ‬فوزي‭ ‬لقجع،‭ ‬ممثل‭ ‬المملكة‭ ‬«الخارق»‭ ‬وراء‭ ‬كل‭ ‬الهزائم‭ ‬والإقصاءات‭ ‬والتعثرات‭ ‬والإخفاقات‭ ‬الجزائرية،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬الإعلام‭ ‬الجزائري‭ ‬المخابراتي‭ ‬ينخرط‭ ‬في‭ ‬تبريرات‭ ‬لاعقلانية‭ ‬غير‭ ‬متوقعة‭ ‬تصب‭ ‬كلها‭ ‬في‭ ‬اتهام‭ ‬فوزي‭ ‬لقجع‭ ‬بتحريك‭ ‬الخيوط‭ ‬في‭ ‬«الكاف»‭ ‬أو‭ ‬«الفيفا»‭ ‬أيضا،‭ ‬وربما‭ ‬في‭ ‬كوكب‭ ‬«فيغا»،‭ ‬وكأن‭ ‬الرجل‭ ‬أحد‭ ‬أبطال‭ ‬«ميلفيل»‭ ‬الذين‭ ‬استحوذوا‭ ‬على‭ ‬العناصر‭ ‬الأربعة،‭ ‬وباتوا‭ ‬خارج‭ ‬التصنيف‭ ‬البشري‭.‬
 
فقد‭ ‬كشفت‭ ‬«مغرب‭ ‬أنتجلنس»‭ ‬أن‭ ‬الرئيس‭ ‬الجزائري‭ ‬عبر‭ ‬عن‭ ‬تبرمه‭ ‬من‭ ‬القوة‭ ‬الخارقة‭ ‬التي‭ ‬يتمتع‭ ‬به‭ ‬فوزي‭ ‬لقجع،‭ ‬رئيس‭ ‬الجامعة‭ ‬الملكية‭ ‬المغربية‭ ‬لكرة‭ ‬القدم،‭ ‬بل‭ ‬أعطى‭ ‬تعليماته‭ ‬لمستشاريه‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إيجاد‭ ‬حل‭ ‬لتحجيم‭ ‬نفوذ‭ ‬لقجع‭ ‬في‭ ‬«الكاف،‭ ‬علما‭ ‬أن‭ ‬المسؤول‭ ‬المغربي‭ ‬يشغل‭ ‬فقط‭ ‬منصب‭ ‬النائب‭ ‬الرابع‭ ‬لرئيس‭ ‬الاتحاد‭ ‬الإفريقي‭ ‬لكرة‭ ‬القدم».‭ ‬
 
فأين‭ ‬ذهب‭ ‬سحر‭ ‬«القوة‭ ‬الضاربة»‭ ‬حتى‭ ‬تدخل‭ ‬«القيادة‭ ‬العسكرية‭ ‬والسياسية»‭ ‬في‭ ‬اجتماع‭ ‬قمة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مواجهة‭ ‬رجل‭ ‬مغربي‭ ‬واحد‭ ‬لا‭ ‬سلاح‭ ‬له‭ ‬إلا‭ ‬قوة‭ ‬الحضور‭ ‬وسرعة‭ ‬البديهة‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬الإقناع‭ ‬وحين‭ ‬إدارة‭ ‬الملفات؟‭ ‬
 
ألا‭ ‬تستطيع‭ ‬الجزائر،‭ ‬بكل‭ ‬كابراناتها‭ ‬وسياسييها‭ ‬وإدارييها،‭ ‬أن‭ ‬تنتج‭ ‬رجلا‭ ‬قادرا‭ ‬على‭ ‬إدارة‭ ‬الكواليس؟‭ ‬هل‭ ‬نفوذ‭ ‬فوزي‭ ‬لقجع‭ ‬أمر‭ ‬قاهر،‭ ‬حتى‭ ‬يأمر‭ ‬رئيس‭ ‬دولة‭ ‬تقول‭ ‬عن‭ ‬نفسها‭ ‬إنها‭ ‬«محور‭ ‬الأرض‭ ‬وأصلها»‭ ‬بإنشاء‭ ‬«مراصد‭ ‬بحث»‭ ‬و«خلايا‭ ‬أزمة»‭ ‬و«مراكز‭ ‬دراسات»‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬أنجع‭ ‬طريقة‭ ‬لتحييد‭ ‬الرجل؟‭ ‬هل‭ ‬تحول‭ ‬لقجع‭ ‬إلى‭ ‬صاروخ‭ ‬باليستي‭ ‬يقتضي‭ ‬اجتماع‭ ‬مجلس‭ ‬الحرب‭ ‬الجزائري‭ ‬للنظر‭ ‬في‭ ‬سبل‭ ‬القضاء‭ ‬عليه‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬قدراته‭ ‬الهجومية؟
 
يعلم‭ ‬الجميع‭ ‬أن‭ ‬الجزائر‭ ‬دخلت،‭ ‬منذ‭ ‬إقدامها‭ ‬على‭ ‬قطع‭ ‬العلاقات‭ ‬مع‭ ‬المغرب‭ ‬في‭ ‬غشت‭ ‬2021،‭  ‬في‭ ‬«ردة‭ ‬فعل»‭ ‬لم‭ ‬تخرج‭ ‬منها‭ ‬إلى‭ ‬حدود‭ ‬اليوم‭. ‬فالمغرب،‭ ‬حسب‭ ‬حكام‭ ‬قصر‭ ‬المرادية،‭ ‬هو‭ ‬سبب‭ ‬كل‭ ‬الكوارث‭ ‬والحرائق‭ ‬والزلازل‭ ‬والعواصف‭ ‬والكسوف‭ ‬والخسوف‭ ‬والرجات‭ ‬والهزائم‭ ‬والويلات‭ ‬والعسر‭ ‬والخسر‭ ‬والسقطات‭ ‬والكبوات‭ ‬التي‭ ‬تعتري‭ ‬التاريخ‭ ‬الجزائري‭. ‬والحل‭ ‬الناجع‭ ‬لوضع‭ ‬حد‭ ‬للفشل‭ ‬هو‭ ‬إحراق‭ ‬«التميمة‭ ‬المغربية»‭ ‬وإقناع‭ ‬الجزائريين‭ ‬بأنها‭ ‬الشر‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬استئصاله،‭ ‬بل‭ ‬«استعمال»‭ ‬الإعلام‭ ‬الانتهازي‭ ‬وحقنه‭ ‬بالمهرجين‭ ‬والمبتزين‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إنتاج‭ ‬الكراهية‭ ‬وإقناع‭ ‬الشعب‭ ‬بأن‭ ‬المتسبب‭ ‬المباشر‭ ‬في‭ ‬تقهقرهم‭ ‬الكروي‭ ‬هو‭ ‬فوزي‭ ‬لقجع،‭ ‬وأن‭ ‬الضغط‭ ‬عليه‭ ‬وشيطنته‭ ‬وتشويهه‭ ‬هو‭ ‬الطريق‭ ‬إلى‭ ‬محوه‭ ‬من‭ ‬الخريطة‭ ‬الإفريقية‭ ‬لفسح‭ ‬المجال‭ ‬لـ‭ ‬«التفوق‭ ‬الجزائري»‭ ‬ليقول‭ ‬كلمته!
 
وتبعا‭ ‬لذلك،‭ ‬تردد‭ ‬أبواق‭ ‬قصر‭ ‬المرادية: «أيها‭ ‬الجزائريون‭ ‬الأقوياء‭ ‬والطيبون‭ ‬الأخيار،‭ ‬لقد‭ ‬سعت‭ ‬بلادكم‭  ‬بكل‭ ‬قوة‭ ‬وبسالة‭ ‬إلى‭ ‬استضافة‭ ‬المنافسات‭ ‬القارية‭ ‬والدولية،‭ ‬لأنها‭ ‬الفرصة‭ ‬الوحيدة‭ ‬للدعاية‭ ‬لـ‭ ‬«الجزائر‭ ‬الجديدة»‭. ‬غير‭ ‬أن‭ ‬فوزي‭ ‬لقجع‭ ‬هو‭ ‬أكبر‭ ‬عائق‭ ‬أمام‭ ‬طموحات‭ ‬الجزائر‭ ‬في‭ ‬استضافة‭ ‬أكبر‭ ‬المسابقات‭ ‬القارية‭ ‬الدولية‭. ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬سرق‭ ‬منا‭ ‬تنظيم‭ ‬كأس‭ ‬إفريقيا‭ ‬(2025)؛‭ ‬وهو‭ ‬الذي‭ ‬وهب‭ ‬تنظيم‭ ‬الكأس‭ ‬القارية‭  ‬لكينيا‭ ‬وتانزانيا‭ ‬وأوغندا (2027)؛‭ ‬وهو‭ ‬الذي‭ ‬سرق‭ ‬منا‭ ‬مجد‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬بقطر‭ ‬2022،‭ ‬وكنا‭ ‬الأحق‭ ‬بالوصول‭ ‬إلى‭ ‬نصف‭ ‬النهاية؛‭ ‬وهو‭ ‬الذي‭ ‬اشترى‭ ‬الحكم‭ ‬الغامبي‭ ‬باكاري‭ ‬غاساما‭ ‬وأوغر‭ ‬صدره‭ ‬على‭ ‬محاربي‭ ‬الصحراء‭ ‬في‭ ‬المباراة‭ ‬التي‭ ‬جمعتهم‭ ‬بالمنتخب‭ ‬الكاميروني‭ ‬نهاية‭ ‬مارس‭ ‬2022؛‭ ‬وهو‭ ‬الذي‭ ‬صنع‭ ‬هدف‭ ‬اللاعب‭ ‬الكاميروني‭ ‬إيكامبي‭ ‬الذي‭ ‬حرم‭ ‬أصدقاء‭ ‬محرز‭ ‬من‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬نهائيات‭ ‬قطر؛‭ ‬وهو‭ ‬السبب‭ ‬في‭ ‬الخروج‭ ‬المذل‭ ‬لـ‭ ‬«الخضر»‭ ‬من‭ ‬الدور‭ ‬الأول‭ ‬لكأس‭ ‬الأمم‭ ‬الإفريقية‭ ‬بالكوت‭ ‬ديفوار‭ ‬(2024)؛‭ ‬وهو‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬وراء‭ ‬قرار‭ ‬الكاف‭ ‬بإعلان‭ ‬هزيمة‭ ‬اتحاد‭ ‬العاصمة‭ ‬الجزائري‭ ‬أمام‭ ‬نهضة‭ ‬بركان،‭ ‬بثلاثية‭ ‬نظيفة،‭ ‬في‭ ‬ذهاب‭ ‬نصف‭ ‬نهائي‭ ‬مسابقة‭ ‬كأس‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأفريقي‭ ‬(أبريل‭ ‬2024)؛‭ ‬وهو‭ ‬الذي‭ ‬عرض‭ ‬رئيس‭ ‬رئيس‭ ‬الاتحاد‭ ‬الجزائري‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬«الفاف»،‭ ‬جهيد‭ ‬زفيزف،‭ ‬لهزيمة‭ ‬مدوية‭ ‬في‭ ‬المنافسة‭ ‬على‭ ‬عضوية‭ ‬المكتب‭ ‬التنفيذي‭ ‬للكاف،‭ ‬حيث‭ ‬لم‭ ‬يحصل‭ ‬سوى‭ ‬على‭ ‬15‭ ‬صوتا‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬54‭ ‬صوتا،‭ ‬فيما‭ ‬نال‭ ‬رئيس‭ ‬الاتحاد‭ ‬الليبي‭ ‬لكرة‭ ‬القدم،‭ ‬عبد‭ ‬الحكيم‭ ‬الشلماني‭ ‬38‭ ‬صوتا؛‭ ‬وهو‭ ‬السبب‭ ‬في‭ ‬حرمان‭ ‬المنتخب‭ ‬الجزائري‭ ‬من‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬أولمبياد‭ ‬باريس‭ ‬لأن‭ ‬الكراغلة‭ ‬هم‭ ‬الأحق‭ ‬بالمركز‭ ‬الثالث‭ ‬والأجدر‭ ‬بارتفاع‭ ‬علمهم‭ ‬الوطني؛‭ ‬وهو‭ ‬المسؤول‭ ‬عن‭ ‬كساد‭ ‬الملاعب‭ ‬والفرق‭ ‬والأندية‭ ‬والمسيرين‭ ‬والمدربين‭ ‬وجامعي‭ ‬الكرات؛‭ ‬وهو‭ ‬المانع‭ ‬المنيع‭ ‬الذي‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يختفي‭ ‬لتُفتح‭ ‬أبواب‭ ‬الجنة‭ ‬لشنقريحة‭ ‬وتبون‭.‬
 
هاجم‭ ‬الإعلام‭ ‬الجزائري‭ ‬المسخر‭ ‬رئيس‭ ‬الاتحاد‭ ‬الإفريقي‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬الجنوب‭ ‬إفريقي،‭ ‬باتريس‭ ‬موتسيبي،‭ ‬وعرضوه‭ ‬لضغط‭ ‬هائل‭ ‬بمحاولة‭ ‬إظهاره‭ ‬كأنه‭ ‬«الخادم‭ ‬المطيع‭ ‬لفوزي‭ ‬لقجع!"،‭ ‬والمؤتمر‭ ‬بأمره‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يقع‭ ‬في‭ ‬اللعبة‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الإفريقي»‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬زرع‭ ‬الفتنة‭ ‬داخل‭ ‬الاتحاد‭ ‬وتأليب‭ ‬الأفارقة‭ ‬على‭ ‬المكتب‭ ‬التنفيذي‭. ‬بل‭ ‬ذهب‭ ‬به‭ ‬الأمر‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬اتهام‭ ‬جياني‭ ‬إنفانتينو،‭ ‬رئيس‭ ‬الاتحاد‭ ‬الدولي‭ ‬لكرة‭ ‬القدم،‭ ‬بالوقوع‭ ‬في‭ ‬فخ‭ ‬رئيس‭ ‬الجامعة‭ ‬المغربية!‭ ‬وأن‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬السبب‭ ‬المباشر‭ ‬في‭  ‬بلوغ‭ ‬المنتخب‭ ‬الوطني‭ ‬المربع‭ ‬الذهبي‭ ‬في‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬قطر‭ ‬2022،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يفوز‭ ‬بتنظيم‭ ‬كأس‭ ‬إفريقيا‭ ‬لسنة‭ ‬2025،‭ ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬نيل‭ ‬شرف‭ ‬تنظيم‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬2030‭ ‬في‭ ‬ملف‭ ‬مشترك‭ ‬مع‭ ‬إسبانيا‭ ‬والبرتغال‭. ‬بل‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬السبب‭ ‬في‭ ‬استمرار‭ ‬احتضان‭ ‬المغرب‭ ‬لأضخم‭ ‬التظاهرات‭ ‬الكروية‭ ‬قاريا‭ ‬وعالميا،‭ ‬ومن‭ ‬ذلك‭ ‬احتضان‭ ‬مراكش‭ ‬حفل‭ ‬جوائز‭ ‬«الكاف»،‭ ‬بعدما‭ ‬احتضنته‭ ‬الرباط‭  ‬قبل‭ ‬عام‭ ‬واحد‭.‬
 
لا‭ ‬يعترف‭ ‬الجزائريون‭ ‬بـ‭ ‬«هزائمهم»‭ ‬المتتالية‭ ‬أمام‭ ‬المغرب‭. ‬فهم‭ ‬غير‭ ‬قابلين‭ ‬للهزيمة‭. ‬هم‭ ‬الأصل،‭ ‬والباقي‭ ‬كله‭ ‬تقليد‭. ‬الزعامة‭ ‬سرقها‭ ‬منهم‭ ‬رجل‭ ‬واحد،‭ ‬وهو‭ ‬لم‭ ‬يستطع‭ ‬بذلك‭ ‬إلا‭ ‬بالتآمر‭ ‬والكولسة،‭ ‬والقضاء‭ ‬عليه‭ ‬«مسألة‭ ‬حياة‭ ‬أو‭ ‬موت»!‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬الأبواق‭ ‬الجزائرية‭ ‬تؤكد‭ ‬بصوت‭ ‬واحد،‭ ‬في‭ ‬الصحف‭ ‬والمجلات‭ ‬والقنوات‭ ‬التلفزيونية‭ ‬والمواقع‭ ‬الإلكترونية‭ ‬ومنصات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬أن‭ ‬المهمة‭ ‬الوحيدة‭ ‬التي‭ ‬يشتغل‭ ‬فوزي‭ ‬لقجع‭ ‬داخل‭ ‬أروقة‭ ‬الاتحاد‭ ‬الإفريقي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تنفيذها،‭ ‬هي‭ ‬تدمير‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬الجزائرية!
 
يتأكد‭ ‬اليوم،‭ ‬إذن،‭ ‬أن‭ ‬أخطر‭ ‬عدو‭ ‬لنظام‭ ‬شنقريحة‭ ‬وتابعه‭ ‬تبون‭ ‬هو‭ ‬فوزي‭ ‬لقجع،‭ ‬المغربي‭ ‬الذي‭ ‬يمنع‭ ‬حكام‭ ‬الجزائر‭ ‬من‭ ‬استغلال‭ ‬سمعة‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬الأفريقية‭ ‬لتحسين‭ ‬صورتهم‭ ‬المهزوزة‭ ‬داخليا‭ ‬وخارجيا،‭ ‬بفعل‭ ‬فساد‭ ‬الأوليغارشيا‭ ‬العسكرية‭ ‬المتحكمة‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬وهو‭ ‬الذي‭ ‬يمنعهم‭ ‬من‭ ‬تبييض‭ ‬فسادهم‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬المغرب‭ ‬الذي‭ ‬اشتغل‭ ‬في‭ ‬صمت‭ ‬منذ‭ ‬تولي‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬العرش‭ ‬في‭ ‬صيف‭ ‬1999،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬جني‭ ‬ثمار‭ ‬هذا‭ ‬النجاح‭ ‬الرياضي‭ ‬غير‭ ‬المسبوق‭.‬
أحمد لفضالي- هشام ناصر
تفاصيل أوفى تدونها في العدد الجديد من أسبوعية " الوطن الآن"