الأحد 24 نوفمبر 2024
اقتصاد

وفد من مقاولات صينية للنسيج يعتزم تطوير شراكات واعدة مع نظرائهم بالمغرب

وفد من مقاولات صينية للنسيج يعتزم تطوير شراكات واعدة مع نظرائهم بالمغرب اختتم اللقاء بتوقيع عدة اتفاقيات شراكة تهم جميع جوانب هذا القطاع
أجمع أعضاء البعثة الصينية الممثلة لقطاع صناعة النسيج بمحافظة كيكياو خلال لقائهم بالجمعية المغربية لصناعة النسيج والألبسة، على أهمية ترسيخ علاقات الشراكة مع نظرائهم المغاربة، مؤكدين في نفس الوقت أن المكانة التي تحظى بها المملكة والفرص والآفاق التي توفرها السوق المغربية، أضحت تعزز التقارب على أكثر من مستوى.
 
وفي مستهل هذا اللقاء الذي نظم نهاية الأسبوع الجاري، أفاد شين زهيرونغ، كاتب لجنة الحزب بمحافظة كيكياو بمدينة شاوكزين، أن المغرب يحظى بمكانة متميزة في إفريقيا بالنظر للتطور الذي يشهد، وعقب حديثه عن التحفيزات التي أملت هذا اللقاء، تحدث عن كيكياو مشيرا إلى أنها أضحت قوة اقتصادية بفضل حضيرتها الصناعية، خاصة مدينة النسيج، وأبرز أن قيمة صادراتها تبلغ 20 مليار دولار، في حين يصل رقم معاملاتها إلى 50 مليار دولار.
 
وأضاف أن المغرب وبالنظر إلى موقعه الجغرافي وما يتيحه من سيولة المبادلات، إلى جانب توفره على صناعة للنسيج من المستوى الناضج، فإنه يشكل وجهة مهمة لصادرات محافظة كيكياو، واستطرد موضحا أن طموح الفاعلين الصينيين في هذا المجال هو عقد شراكة رابح ـ رابح مع نظرائهم بالمملكة في إطار التكامل وتبادل الخبرات ونقل المهارات.
 
زهو شيشينغ، الوزير المستشار بسفارة الصين بالمغرب، استعرض من جانبه العلاقات المتينة بين بلده والمغرب، معتبرا أن تعميق مسار الشراكات سيمكن من مضاعفة خلق فرص النمو وتعزيز صلابة المقاولات في هذا القطاع وغيره.
 
ويشار، إلى أن كيكياو تقع على طريق الحرير الجديد، وهي أكبر مركز تجمع لشركات المنسوجات الصينية ومركز عالمي لتوزيع المنسوجات. في كل عام، يتم تصدير أقمشة تبلغ قيمتها 9 مليارات دولار من هنا إلى كل جزء من العالم.
 
تأسست مدينة المنسوجات الصينية في الثمانينيات، وتغطي حاليًا أكثر من 3.65 مليون متر مربع وتضم أكثر من 22000 شركة نسيج وأكثر من 5000 شركة لتجارة المنسوجات. ويتسوق هناك حوالي 100 ألف متسوق يوميًا. تبلغ قيمة مبيعات مدينة المنسوجات الصينية أكثر من 100 مليار يوان صيني. يقدم هذا المكان مجموعة واسعة من المنتجات، ليس فقط الألياف والخيوط والأقمشة والمنسوجات المنزلية والملابس، ولكن أيضًا الأقمشة التقنية وغير ذلك الكثير.
 
وقال أنس الأنصاري، رئيس الجمعية المغربية لصناعة النسيج والألبسة AMITH في كلمته بهذه المناسبة، أن المغرب والصين يتمتعان بتاريخ غني من التعاون الاقتصادي والتجاري، ويمثل هذا اللقاء خطوة مهمة في تعزيز العلاقات بين الطرفين في مجال النسيج.
 
وبخصوص قطاع النسيج المغربي اليوم أبرز الأنصاري أنه يمثل 1800 شركة أي 18 في المائة من النسيج الصناعي المغربي، ويوفر 220 ألف منصب شغل مصرح به سنة 2023 منهم 64% نساء و36% رجال، بزيادة 9% مقارنة بعام 2022 و25% من إجمالي مناصب الشغل الصناعية بالمغرب دون احتساب العاملين في القطاع غير الرسمي الذي يقدر عددهم بـ 130 ألف شخص.
 
وأعلن أن رقم معاملات القطاع بلغ 6 ملايير دولار سنة 2023، بزيادة قدرها 5,5% مقارنة بسنة 2022، وهو ما يمثل 8% من رقم المعاملات الإجمالي، و15% من الناتج الداخلي الخام الصناعي للمغرب.
 
كما أشار، إلى أن صادرات القطاع وصلت إلى 4 ملايير دولار، أي 10% من إجمالي الصادرات الصناعية للمغرب، و2 مليار دولار قيمة مضافة سنة 2023 أي 8% من القيمة المضافة الإجمالية للقطاع الصناعي المغربي، في حين أكد أن حجم الاستثمارات بالقطاع بلغ 2 مليار درهم اسنة 2023 أي 4% من إجمالي الاستثمارات الصناعية بالمغرب.
 
وقال أنس الأنصاري أن المغرب يستورد حاليا أكثر من 4 مليار دولار من المدخلات، وهو معطى يعزز سبل الشراكة مع الصين أكثر فأكثر، وبالتالي فسح الطريق أمام الاستثمار في صناعة هذه المدخلات محليا.
 
من جانب آخر، لفت الأنصاري إلى أن المغرب، بفضل موقعه الجغرافي الاستراتيجي وبنيته التحتية الحديثة، يعتبر منصة مثالية للمستثمرين الراغبين في ترسيخ حضورهم في أفريقيا وخارجها، وكبوابة لسوق يضم أكثر من مليار مستهلك بفضل اتفاقياته التجارية. مع عدة مناطق من العالم.
وقال "إن قطاع النسيج ذو أهمية كبيرة لاقتصادنا، ونحن على قناعة بأن تجربتكم وخبرتكم يمكن أن تضيف قيمة مضافة كبيرة لصناعة النسيج المغربية. هذا، وتوفر بلادنا مزايا تنافسية مثل تكاليف الإنتاج الجذابة، والقوى العاملة المؤهلة، والبنية التحتية الحديثة للنقل، وامتياز الوصول إلى الأسواق الأوروبية والأفريقية بفضل اتفاقيات التجارة الحرة المتعددة".
 
أما زفين إريسكات، المدير العام لشركة الاستشارة في التجارة الأوروبية INFOAID، فتطرق ضمن عرض موسع إلى مكامن القوة التي تكتسيها الشراكة في هذا القطاع بين المغرب والصين، معتبرا أن المملكة تمثل جسرا نحو أسواق إفريقيا وأوروبا، كما استحضر كفاءة قطاع النسيج المغربي وما يوفر من إمكانيات واعدة.
 
ولم يغفل خلال عرض تقديم نظرة شامل عن القوانين الأوروبية في مجال المبادلات على صعيد هذا القطاع، إلى جانب تطرق لكل ما يتعلق بمجالات الللوجستيك والتوريد المرتبط بالقطاع دائما.
 
وصرح ياوو YAO من ضمن الوفد بأنه شغوف بالسوق الأوروبية، مؤكدا حرصه على اكتشافها أكثر، وقال "أنا هنا بصدد البحث عن زبناء جدد، كما آمل أن أتوسع من بعد نحو إفريقيا، فكل الفرص متاحة هنا وهذا أمر جيد".
 
ممثل مجموعة ZHIJIANG YICAI PRINTING AND DYENG CO LTD، قال في تصريح له أن هذا اللقاء هو الأول الذي يحضره بالمغرب، مشددا على أهمية هذه السوق وما تختزله من فرص هائلة، واستطرد موضحا أن له زبناء بالمغرب، وأن يطمح لشراكات أخرى تقربه أكثر من المغرب.
واختتم هذا اللقاء بتوقيع عدة اتفاقيات شراكة تهم جميع جوانب هذا القطاع.