الأحد 24 نوفمبر 2024
فن وثقافة

في الحاجة إلى مخيمات حاضنة لقيم المواطنة وحقوق الإنسان

في الحاجة إلى مخيمات حاضنة لقيم المواطنة وحقوق الإنسان جانب من الأنشطة
اختتمت جمعية الشعلة للتربية والثقافة بنجاح كبير الملتقى الوطني لليافعين في المخيم الوطني بوزنيقة الشاطئ، الذي أقيم من 21 إلى 30 غشت 2024. تحت شعار : "من أجل مخيمات حاضنة لقيم المواطنة وحقوق الإنسان"، جمع الملتقى 106 يافع ويافعة من مختلف أرجاء المغرب، حيث مثلوا 25 فرعاً من فروع الجمعية.

تميزت هذه النسخة من الملتقى بالعديد من العوامل التي ساهمت في تحقيق نجاح لافت، ومن أبرزها تسلم الملتقى شهادة التميز والإبداع من رئاسة مخيم بوزنيقة، تكريماً للجهود الكبيرة التي بُذلت في تنظيم فعالياته وتميز أنشطته.

ما ميز هذه الدورة بشكل خاص هو أن الطاقم التربوي المسؤول عن تنظيم وإدارة المخيم كان يتكون بالكامل من شباب، حيث لأول مرة يتولى فيها طاقم شاب بالكامل مسؤولية التدبير الإداري والتربوي للمخيمات، مما أضفى نكهة جديدة ورؤية متجددة على الملتقى. شباب من الجيل الجديد للمدراء قدموا تجربة مميزة ومبتكرة أضفت روحاً جديدة على الفعالية.

تضمن الملتقى مجموعة متنوعة من الأنشطة التي تدمج بين الترفيه والتعلم. وكانت من بين الأنشطة البارزة ورشات تربوية وفنية وإبداعية، إضافة إلى أنشطة رياضية ومسابقات ثقافية، فضلا عن إقامة يوم مغربي مخصص للتعريف بالتنوع الثقافي، إلى جانب مقهى أدبي استضاف شخصيات مرموقة من عالم الشعر والقصة والزجل، وأسهم في إثراء التجربة الثقافية للمشاركين.

 في سياق متصل تم تخصيص يوم للتضامن مع الشعب الفلسطيني، حيث عبّر اليافعون عن دعمهم بقوة من خلال أمسية فنية تميزت بلوحات تعبيرية مؤثرة هزت مشاعر الحضور، مما يعكس عمق تعاطف الشباب مع معاناة الشعب الفلسطيني.
 
وسجل المهتمون والمتابعون لحقل الطفولة والشباب بأن الملتقى شهد تفاعلاً ملحوظاً من اليافعين مع الأنشطة المتعلقة بالقضايا الاجتماعية والحقوقية، علاوة على اللقاءات المفتوحة والورشات الإبداعية التي شكلت منصات قيمة لتبادل الآراء ومناقشة قضايا هامة. حيث عبر الشباب بصدق عن آرائهم ومشاعرهم، خاصة في المواضيع التي تتعلق بحقوق الإنسان والمساواة، مما يدل على وعيهم الكبير وإدراكهم العميق للتحديات الاجتماعية.

ومن بين الأهداف الرئيسية للملتقى تم التركيز على تطوير مهارات الشباب في التفكير النقدي والتحليل، وتعزيز قدرتهم على الحوار والإبداع. بالإضافة إلى تعزيز قيم التضامن والتكامل والمساواة، مما ساعد اليافعين على اكتساب مهارات جديدة وتحفيزهم على الإبداع والاحترام المتبادل.

وكان أبرز درس تعلمه الجميع هو أن الشباب يمتلكون طاقة هائلة وإبداعاً لا حدود له، عندما يُمنحون الفرصة والمساحة للتعبير عن أنفسهم، ويمكنهم تحقيق نتائج مبهرة، مما يؤكد على أهمية الاستثمار في الطاقات الشابة لحمل مشعل المستقبل.
لقد أثبت الملتقى الوطني لليافعين قدرة جمعية الشعلة للتربية والثقافة على تقديم تجارب تربوية غنية ومؤثرة، مما يعزز الأمل في تحقيق المزيد من الإنجازات في المستقبل.