الأحد 24 نوفمبر 2024
فن وثقافة

قضية المغني "ولد الحوات" المتهم باغتصاب قاصر تحت مجهر الجمهور

قضية المغني "ولد الحوات" المتهم باغتصاب قاصر تحت مجهر الجمهور

أثارت قضية المغني الشعبي "ولد الحوات" ضجة كبيرة، بعد اعتقاله يوم الاثنين 22 شتنبر 2014 ومتابعة النيابة العامة له بتهمة التغرير بفتاة قاصر (17 سنة) واغتصابها المؤدي إلى افتضاض البكارة. وأثناء أطوار المحاكمة حضر مغنون شعبيون لمؤازرة زميلهم في الميدان من بينهم (الصنهاجي والمرضي والداودي إضافة إلى الكوميدي صويلح)، في خطوة تضامنية تحيل على التضامن غير المشروط أو التضامن الناتج عن الاعتقاد بأن الملف "مُفبرك" ضد المغني الشعبي. وقد ورد في بعض المنابر الإعلامية أن مصادر مقربة من ولد الحوات رجحت بقوة فرضية تدبير الملف بشكل انتقامي من طرف أشخاص تمَّ وصفهم بخصوم المغني "ولد الحوات"، لكن النيابة العامة رأت خلاف ذلك وتابعت ولد الحوات تحت "الحراسة النظرية"، وباشرت إجراءات مواجهة ولد الحوات بالفتاة القاصر بحضور ولي أمرها، وتجميع المعطيات والأدلة التي من شأنها تبرئة أو إدانة المغني الشعبي سعيد ولد الحوات الذي اشتهر بتسريحة شعره المُميَّزة وبأغاني "السبت بالليل"  و"جا معاك التجميل جا" و"بنات الكلية.. كُبَّة كُبَّة وسَربَة وسَربَة.. كيف النحل".

"أنفاس بريس" رصدت تفاعل الشارع المغربي مع هذه القضية، واستقت وجهة نظر العديد من المستجوبين. إذ صرَّح "رجل تعليم" أن ظاهرة اغتصاب الفتيات الصغيرات منتشرة في دول العالم الثالث، مفيدا أن ملف "ولد الحوات" بين يدي القاضي وأنه وحده من سيتحقق من مدى صحة التهمة الموجهة لولد الحوات. وقال فنان (فضل عدم ذكر اسمه) أن الفتيات الصغيرات يعجبن بالفنانين ويتواصلن معهم عبر الهاتف أو الفايسبوك. مضيفا أن العلاقة يمكن أن تكون عادية ويمكن وصفها بعلاقة (معجبة مع فنان). لكن، يُضيف المتحدث نفسه، يمكن أن تتطور الأمور إلى منحى سلبي كأن يطمع الفنان في استغلال المعجبة، كما يمكن أن تطمع المعجبة في الزواج من الفنان أو الحصول على هدايا وأموال منه مقابل علاقة يمكن أن تكون غير شرعية، بعيدا عن الأسرة والمجتمع. وأفادت "ربة بيت" أن قضية "ولد الحوات" قضية خطيرة جدا على حد وصفها، بحكم أن الأمر يتعلق بفتاة صغيرة السن يمكن أن يضيع مستقبلها إذا كانت فعلا مظلومة. وقالت "لو أن الفتاة لفقت التهم للمغني ولد الحوات لما وضع رهن الاعتقال لأن الشرطة والمحكمة لا يمكن أن يعتقلوه دون أن يكون متورطا حسب تعبيرها". وصرحت فتاة (25 سنة) أن الفتيات القاصرات يمكن أن يسقطن بسهولة في شباك الآخرين، خصوصا عند سقوطهن، حسب وصفها، في شراك أشخاص لهم مركز أو مكانة أو صفة مرموقة في المجتمع كالمشاهير على حد تعبيرها. مضيفة أن على الآباء والأمهات الانتباه للعلاقات التي تنسجها بناتهم. كما أوضحت أن العلاقة بين فتاة قاصر ورجل أو شاب تكون محفوفة بالمخاطر في ظل غياب الثقة بين الطرفين وانفراد الرجل الذي لا يعير اهتماما لمشاعر الآخرين بالفتاة. وصرح أستاذ جامعي (علم الاجتماع) أن الفتاة القاصر يمكن أن ترى في نجم من نجوم الفن فارس أحلامها، وتنخدع بالصورة المُبهرة التي يرسمها له أغلب أفراد المجتمع، كشخصية مرموقة و"شخص محبوب وميسور الحال"  وتعتقد بجزم كبير أنه يمكن أن يجلب السعادة لحبيبته وزوجته أو عائلته حسب طبيعة العلاقة بين النجم والمعجبة التي تظن أن الأمر متاح حتى خارج خشبة المسرح أو بعيدا عن ما يقدمه من فن على اختلاف قيمته وجمهوره. ويضيف محاورنا أن أغلب الفتيات، في ربوع العالم، يعتقدن بشكل بريء أن أحاسيس الفنان وسلوكاته تنطبق مع ما يقدمه من فن أو مع ما يغنيه من كلمات شاعرية تهز شعور الفتاة خصوصا القاصر، التي تفتقد للتجربة في الحياة وتعتبر نصائح الوالدين مجرد سلاسل تحد من حريتها وتمنعها من الاستمتاع بالأشياء الجميلة في الحياة حسب ظنها. وأضاف الأستاذ الجامعي "لكن ليس كل الفنانين والنجوم من طينة واحدة، وليس كل القضايا التي يتابع فيها الفنانون بتهم تحط من أخلاقهم كالاغتصاب أو السرقة صحيحة، فكما فيهم الصالح فيهم الطالح".