ابن مدينة مكناس، العاصمة الإسماعيلية؛ يحملها في وجدانه أينما حل وارتحل، ويبدي في الكثير من أنجازاته الإعلامية اهتماما كبيرا بحمولتها التاريخية العريقة وتراثها الثقافي والفني المتميز. بَرَّ بها دائما، وبادلها حبا بحب، ولهذا كان في طليعة النشطاء الذين أطلقوا "نداء مكناس للحفاظ على معالمنا الثقافية"، وهي المبادرة التي انخرط فيها عشرات المثقفين والفنانين والإعلاميين والفاعلين الجمعويين والأساتذة الباحثين.
من مواليد 13 يناير 1970. ذاق من زيتون مدينته وزيتها، وسار في دروبها وحاراتها، وتدرَّج في أقسامها الدراسية فصلا فصلا، ودرس بثانوية عمر بن الخطاب، إلى أن نال شهادة الباكالوريا سنة 1990. بيد أن المسار قاده إلى اختيار الإعلام مهنة له، كما أبدى اهتماما بالفن والتمثيل، وكان من بين أصدقائه الممثل المعروف إدريس الروخ، وهو من جيله، ومن بين الأسماء التي أثارت الانتباه إليها في بداية الألفية الثانية.
راكم عبد العالي النملي تجربة متميزة بقنوات عربية دولية كان أبرزها 5 سنوات بقناة العربية في دبي، و12 سنة بقناة سكاي نيوز عربية في أبوظبي، حيث سجل اسمه ضمن قائمة المؤسسين لهذه القناة الدولية العربية، حيث تنقل بين مختلف أقسام التحرير، واستطاع باقتدار أن يبصم على اسمه بوصفه إعلاميا مغربيا مشبعا بثقافة وطنه وموروثه الفني والموسيقي، إذ أشرف على إنجاز العديد من التقارير الإعلامية والوثائقيات الفنية، فضلا عن مجموعة من التغطيات التي نالت استحسانا لدى المشاهد المغربي والعربي أيضا، إحداها أطلق عليها اسم "المغرب مشرق الحضارات". كما أنجز برنامجا ثقافيا حول "الحي المحمدي" بالدار البيضاء، الحي الذي احتضن الظاهرة الغيوانية، كما احتضن أبرز أبطال المقاومة، وكان محضنة لمجموعة من الرياضيين، في كرة القدم (الطاس) والملاكمة.
وأشرف النملي أيضا على إنتاج فيلم وثائقي حول "مسجد الحسن الثاني" بالدار البيضاء، فضلا عن فيلم آخر حول "فن المَلحون"، الذي يعد من أبرز الفنون التراثية المغربية، إضافة إلى وثائقي آخر حول موسيقى "الإخوان ميكري"، وأيضا حول الملاكمين "الأخوان عشيق"، وهما من أيقونات الملاكمة المغربية.
وإلى جانب البرامج الوثائقية، أنجز العديد من الحوارات الحصرية، مثل الحوار الشيق مع الموسيقار العالمي المغربي نادر الخياط الملقب بـ "ريدوان"، الموزع والمنتج وكاتب الكلمات والملحن. كما حاور الفنان الكبير الممثل محمد مفتاح.
وبعد تلك المسيرة الناجحة، ها هو عبد العالي النملي يحط الرحال بـ"تلفزيون ميدي 1"، رئيسا للتحرير في غرفة الأخبار، وذلك تعزيزا للتصور الجديد للقناة الذي يضع ضمن استراتيجيته تعزيز صفوفه بإعلاميين مغاربة ذوي تجارب في قنوات دولية يمكن الاستفادة من خبراتهم لمنح القناة إشعاعا وطنيا ودوليا أكبر نستطيع من خلاله أن ننافس القنوات العربية ذات الإمكانات الكبرى.
ولا شك أن انضمام عبد العالي النملي الى "قناة ميدي 1" التلفزيونية، بعد عشرين عاما قضاها في المهجر بدولة الإمارات العربية، يعتبر قيمة مضافة كبرى للإعلام التلفزيوني المغربي، ومقدمة لالتحاقات أخرى بالقيمة نفسها حتى نستطيع أن نضاهي وننافس ونتفوق.