تتصدر مدينة طوبى السنغالية، مدن البلاد من حيث الأهمية الروحية والسياسية والاقتصادية. وتستمد المدينة هذه المكانة من كونها عاصمة للطريقة المريدية الصوفية ذات التأثير الكبير في البلاد.
تأسست مدينة طوبى سنة 1887 على يد العالم السنغالي ومؤسس الطريقة المريدية الشيخ أحمدُ بامبا (1853-1927) المعروف بمواقفه المعارضة للاستعمار الفرنسي.
وشهدت طوبى (تحريف الكلمة العربية "التوبة") بعد تأسيسها هجرة أمواج كبيرة من السنغاليين أتباع الطريقة الجديدة. وقد أثار الدور الروحي المتعاظم للمدينة مخاوف الفرنسيين فقاموا سنة 1895 بنفي مؤسسها إلى الغابون.
أثر نفي الشيخ على النشاط الروحي في المدينة، إلا أن إعادته إلى السنغال ووضعه تحت الإقامة الجبرية في بلدة "ديوربل" القريبة من طوبى سنة 1912، أعاد للمدينة بعض زخمها الروحي، فاستعادت حيويتها الروحية إثر سماح الفرنسيين لخليفة أحمدُ بامبا ببناء مسجد في المدينة سنة 1931، مما شكل بعثا جديدا لحركة النشاط في طوبى.
وضمن الدورة 130، وبدعوة من الشيخ منتقى بشيرو مباكي، أمر الملك محمد السادس، بإرسال وفد كبير من العلماء لحضور هذه الدورة.
وقد استقبل الوفد، برفقة محمد كريم حليم، القائم بالأعمال المؤقت بسفارة المغرب في داكار، من طرف المتحدث الرسمي باسم الخليفة العام للمريدين، الشيخ بشيرو مباكي عبد القادر الذي رحب بالمشاركة المغربية الهامة في هذا الحفل السنوي.
ويعد مهرجان طوبى أهم مهرجان ديني للأخوة المريدين في السنغال وهو يحيي ذكرى نقل مؤسس الطريقة، الشيخ أحمدو بامبا، إلى المنفى في الغابون في عام 1895.
وشارك في مناسبة مغال طوبى برسم الدورة السابقة 2023 نحو 5.875.536 شخصا، وبهذا يعد مغال طوبي ثاني أكبر تجمع سنوي للمسلمين حول العالم..