تم مؤخرا توزيع كتاب ذو قيمة في المغرب، بعنوان "المغرب في عيون مصرية" وهو للزميل عبد العزيز أيمن، الصحفي بجريدة "الأهرام". كتاب يشكل ردا قويا على بعض الجهات المصرية، التي يبدو أنها لا تعرف شيئا عن المغرب وعن تاريخه وإنسانه وثقافته وعاداته وتدينه.. كتاب نبش في كل هذه الجوانب وقدمها بأسلوب صحافي شيق حين تحدث عن أسطورة المكان والنساء والتاريخ الحي كما سماه الكاتب.
ومن المعلوم أن الكتاب صدر في القاهرة، وهو من نوع أدب الرحلات، ويحاول من خلاله مؤلفه أيمن عبد العزيز تقديم صورة تعريفية للقارئ المصري عن المملكة المغربية عكس ما يقدمه بعض المصريين "الجاهلين" لهذا البلد ولتاريخه العريق.
"ما إن تصعد درجات السلم وصولا لباب الطائرة وتنظر للوجوه ذات الملامح المغربية المميزة التى تستقبلك عند باب الطائرة وتسمع كلمة مرحبا باللهجة المغربية (بفتح الميم وتسكين الراء والحاء وفتح الباء) إلا وينتابك إحساس بأنك فى مكان مختلف وأنك فى طريقك لرحلة مميزة بكل المقاييس.
وبالنسبة لقاهري النشأة مثلى يعانى من صخب المدن الكبيرة المزدحمة كمدينة القاهرة بكل إيجابياتها وسلبياتها ما إن تعلن مضيفة الطائرة أننا نحلق فوق الأجواء المغربية واقتربنا من الهبوط بمطار محمد الخامس الدولى فى الدار البيضاء إلا وتتأكد أنك فعلا فى مكان مختلف حيث يبدأ العرض المبهر للجغرافيا."
بهذه العبارات الدالة يشرع الكاتب المصري أيمن عبد العزيز في عرض تفاصيل رحلته الى المغرب، وعبر 6 فصول من الكتاب استعرض ملامح هامة عن المرأة المغربية، التي كان لها نصيب كبير من اهتمام المؤلف باعتبارها ركنا جوهريا من الأركان الاجتماعية لهذا البلد وما يحيط بها من أساطير عن الجنس والمتعة والزواج، على حد تعبير المؤلف، إضافة إلى لمحات من الحياة اليومية للمجتمع متمثلة في الشاي المغربي الشهير وطقوسه، ومعلومات عن المطبخ المغربي وأشهر أطباقه، ومعلومات عن المقاهي، ومواعيد العمل، والحمام المغربي وفوائده.
وتناول المؤلف بعض التناقضات والمفارقات في المغرب، إضافة إلى إشكالية اللغة والتواصل، مع عرض لبعض ملامح المدن القديمة وتاريخها الحضاري، كما عرض لبعض الصور عن الجغرافيا في المغرب البلد المترامى الأطراف متنوع البيئات وتأثيرها على التاريخ والثقافة والناس.
كما استعرض الكاتب بعض المعلومات عن الاتصالات والمواصلات ووسائلها المختلفة، ومن خلال بعض المواقف الشخصية عرض لبعض الحكايات عن طبيعة الأمن والشرطة المغربية، وبعض نماذج تكشف عن ثقافة الشعب المغربي وحكايات من عشقه لمصر والمصريين. وقدم المؤلف محاولة رائدة لتقريب اللهجة المغربية الصعبة للقارئ المصري حتى يسهل التواصل البشري والثقافي بين الشعبين من خلال دليل مبسط وسريع لأهم وأشهر مفردات اللهجة الدارجة المغربية.
كما عرض الكاتب لأهم معالم بعض المدن الرئيسية التي زارها من خلال استعراضه لبعض تجاربه الشخصية في مدن الدار البيضاء، والرباط، وفاس، ومراكش، ووجدة، وطنجة، وتطوان.
وتحدث الكتاب عن مدونة الأسرة المغربية التي اعتبرها ثورة اجتماعية وعن ازدياد عدد المصريين المتزوجين بالمغربيات وعن مظاهرات العاطلين والغاضبين أمام البرلمان المغربي كمظهر لحرية الاحتجاج، كما كتب عن ثقافة المغاربة العالية وعشقهم لمصر.
ونختم بما كتبته جريدة "الأهرام" المصرية عن الكتاب بعد نزوله الى الاكشاك المصرية: "فى إطار التعبير عن الروابط التاريخية والحضارية والثقافية التى تربط بين الشعبين المصرى والمغربى صدر كتاب "المغرب بعيون مصرية" للزميل أيمن عبد العزيز الصحفى بـ "الأهرام"، يقدم من خلاله مشاهداته للمغرب التى تعكس أصالة هذا المجتمع وتجربته فى التقدم والحداثة".
