ودعنا صبح يوم الأحد 18 غشت 2024، شِيخْ الشّْيُوخْ، وأسطورة الغناء والعزف على آلة لَوْتَارْ الْعَبْدِي الفنان الشعبي عيسى البحراوي الملقب بـ "عْوِيسَةْ"، بعد صراع طويل ومرير مع المرض والفقر في زمن النسيان وتهميش الفنانين الكبار الذين خلدوا الأثر الكبير على مستوى الحفاظ على الطابع الأصيل للعزف والغناء بمنطقة عبدة.
هل كان من اللازم أن يعيش أسطورة آلة لوتار فقيرا ومريضا ينتظر من يسأل عنه وعن حالته الصحية ويعطف عليه بكيس من الدواء، دون أن ترعاه يد المسؤولين بوزارة الثقافة. أليس الفقيد عيسى البحراوي هو الذي أضاف لآلة لوتار وترا ثالثا، ومنحه النغمة الجميلة والرائعة، حيث سيضيف بعده الراحل محمد رويشة وترا رابعها لآلة لوتار؟
لابد من نزع القبعة لجمعية المغرب العميق التي كرمت الراحل عيسى البحراوي ذات صيف بمهرجان لوتار الذي تنظمه بمدينة سطات، حيث اعترفت بمنتوجه الفني ومنجزه الإبداعي على مستوى آلة لوتار الأصيلة كأبرز عازف على الآلة الوترية العبدية.
ومن المعلوم أن الشيخ عْوِيسَةْ البحراوي قد تتلمذ على يده عدة شباب أصبحوا اليوم شيوخا كبارا، على مستوى العزف وأيضا على مستوى تلقي النصوص العيطية الراقية التي كان يجيد حفظها ويبدع في غناءها بطريقته الخاصة.