تعتبر سيمي زراد شقرون الأرجنتينية الأكثر عشقا للمغرب، ويمكن اعتبارها أكبر سفيرة للمغرب في بلد أنجب نجوم كرة القدم مثل مارادونا وميسي. فالمغرب دم يسري في عروقها منذ أن هاجرت إلى بوينوس إيريس رفقة عائلتها في سنة 1968 وهي طفلة ذات 12 ربيعا. رحلت سيمي وهي تحمل معها ذكريات الطفولة الجميلة، فقد ازدادت بمدينة تطوان سنة 1956، وتربت وترعرت بين دروب وأزقة المدينة العتيقة وساحات وحدائق الحمامة البيضاء، وعاشت بين شوارع المدينة الكولونيالية، ودرست في المدرسة اليهودية بتطوان.
واستطاعت سيمي زراد شقرون أن تترجم هذا العشق للمغرب عبر إصدارها مؤخرا لديوان شعري صدر في العاصمة الأرجنتينية بوينوس أيرس، تحت عنوان "النعناع وزهور البرتقال: حنين للمغرب".
ويتضمن الديوان، الصادر عن دار النشر "لابارتي مالديتا" ببوينوس أيرس، حوالي عشرين قصيدة تستحضر كاتبتها من خلالها، بحنين وحسرة، ذكرياتها عن بلدها المغرب التي عاشت فيه إلى سن الثانية عشرة قبل أن تهاجر مع والديها إلى الأرجنتين .
ويتضمن هذا الديوانصورا مختلفة لسيمي زراد شقرون خلال مرحلة طفولتها بالمغرب وإلى أفراد أسرتها وعائلتها التي كانت تعيش معها وجيرانها وهواياتها المفضلة، وتصف الأماكن الجميلة التي كانت تزورها مثل رياض العشاق وساحات المدينة العتيقة وبعض العادات والتقاليد الاجتماعية التي كانت سائدة خلال فترة نهاية الخمسينات وبداية الستينات من القرن الماضي.
وتؤكد الشاعرة سيمي زراد شقرون أنها من خلال هذه القصائد الشعرية تريد أن تعبر عن مدى تشبثها بالمغرب بالرغم من أنها غادرته في وقت مبكر، إلا أن تعلقها بمسقط رأسها ظل كبيرا. إنها نصوص شعرية موثقة بصور فوتوغرافية يختلط فيها الشعر والعمل التوثيقي، نابعة من أعماق صادقة لذكريات طفولية ظلت راسخة في ذهن وذاكرة سيمي، حيث أن أحداث الطفولة تظل محفورة في الذاكرة.
الديوان الشعري للشاعرة سيمي زراد شقرون ليس ديوانا عاديا، بل يعتبر بمثابة خريطة أو دليل أو مرشد سياحي للزائر الأجنبي، حيث تتوقف لوصف بعض العادات في شرب الشاي بالنعناع أو ساحات معينة أو أماكن تأثرت بزيارتها أو بأشخاص مميزين أثروا في حياتها منذ طفولتها.
ورغم أنها تقطن في بلد بعيد عن المغرب جغرافيا إلا أنها استطاعت أن تقرب بين البلدين من خلال عضويتها في جمعية الصداقة الأرجنتينية المغربية، ولعبت دورا مهما في تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية بين البلدين.
وبفضل عشقها للمغرب وتقاليده وعاداته وطبخه استطاعت أن تقنع العديد من أصدقائها وصديقاتها بزيارة المغرب من أجل السياحة أو اكتشاف فرص الاستثمار.
ورغم بعد المسافة بين الأرجنتين والمغرب، فإن سيمي زراد شقرون تحرص على زيارة بلدها كل سنة، حيث استطاعت أن تنسج علاقات صداقة متينة مع عدد من العائلات والشعراء المغاربة. ويمكن القول على أن سيمي زراد شقرون ليست فقط شاعرة تعشق النعناع وزهور البرتقال بل إنها أكبر سفيرة للمغرب في الأرجنتين.