الاثنين 25 نوفمبر 2024
مجتمع

مفارقة.. محاميات حاضرات هنا.. مغيبات هناك..!

مفارقة.. محاميات حاضرات هنا.. مغيبات هناك..! جانب من الوقفة الاحتجاجية
المحاماة رسالة قبل أن تكون مهنة.... والرسالة في أبجديات التواصل موجهة لجمهور يضيق ويتسع عدده.... من بين الأهداف التي تسعى الرسالة تحقيقها ترك آثار... رسالة المحاماة حمّالة لحزمة من القيم المتوافق عليها كونيا... فعلية الحق في المساواة و تكافؤ الفرص والانصاف... باقة من الحقوق التي تزرع مشاتلها حاملات وحاملي رسالة المحاماة في منبت رحب ليس غير المجتمع...
 
سياق هذا المدخل من فاعل حقوقي، بقدر ما هو بعيد عن مهنة المحاماة، بقدر ما هو على مسافة السكة من الرسالة املاه مشهد المشاركة المكثفة للمحاميات في الوقفة الاحتجاجية المنددة بمشروع قانون المسطرة المدنية المعروض للنقاش بالبرلمان المغربي....
 
مشروع لم تجد اللافتة التي تحملها محاميات (الصورة) من شعار تؤطره به غير" المحامية المغربية تندد بمشروع قانون المسطرة المدنية 23-02 لخرقه السافر للدستور المغربي والمواثيق الدولية ".
 
كان بالإمكان أن لا يستنفر هذا الشعار مختلف العدسات التي تابعت الوقفة... بل ما كانت المحاميات المشاركات بقوة في الوقفة الاحتجاجية ستعملن عل ابراز حضورهن على غير عادتهن في محطات سابقة ، ما دام الموقف من مشروع القانون المذكور يجتمع حول التنديد به، المحامية والمحامي. لكن للضرورة أحكام ….لاشك بأن في هذا الانفراد، رسالة ما تسعى نساء المهنة ارسالها لمختلف هيئات المحاميات والمحامين التي تم تجديد هياكلها قبل شهور…. تجديد أسال الكثير من المداد من حيث التمثيلية النسائية الضعيفة بها.
 
محدودية التمثيلية لم تبق محصورة بالهيئات بل انتقلت عدواها إلى مختلف الفعاليات التي تنظمها هذه الهيئة أو تلك . فمن خلال متابعة هذه الندوة أو تلك لوحظ بأن المنصات ظلت ذكورية بامتياز، ولا تعكس الواقع الجديد لمجتمع المحاماة الذي توسع تأنيثه ..... رسالة سلبية تتعارض مع الرسالة العظيمة للمحاماة التي تنتصر من بين ما تنتصر له، الدفاع عن الحقوق، ومناهضة التمييز بسبب أي وضع شخصي، مهما كان ....
 
ما يعتري مجتمع المحاماة من تعثر في تنزيل الحضور الكمي والنوعي للمحاميات بهياكل الهيئات المهنية والفعاليات التي تنظمها هذه الأخيرة، إما بشكل مستقل، أو بشراكة وتعاون مع مؤسسات أخرى، غير مفهومة أسبابه . ففي الوقت الذي يتطلع المجتمع المغربي بكل مكوناته بأن يسابق حاملات وحاملي رسالة المحاماة، عقارب الزمن من أجل توفير البيئة المناسبة لتفعيل مبدأ المناصفة ، يسجل المجتمع الحقوقي باندهاش كبير عدم مواكبة قطاع المحاماة دينامية السعي نحو المناصفة التي تخترق كل القطاعات الحكومية، التي من بينها، وزارة العدل، والنيابة العامة والسلطة القضائية.   
 
اللافتة التي اصطفت خلفها عشرات المحاميات هي رسالة بعمق حقوقي... استعمال بريئ من مقولة " خالف تعرف"، ولكنها رسالة تخاطب البيت الداخلي من أجل الانكباب على ايجاد آليات تضمن التمثيلية الفعلية للمحامية في هياكل الهيئات، والفعاليات التي تنظم هنا وهناك.... رسالة لمن يهمه أمر مستقبل المهنة التي لم يعد مقبولا الاستمرار في ادارة ظهرها للحضور النوعي للمحاميات بصفوف المهنة، ودورهن الفاعل والواعي في تنزيل المضامين الحقوقية للرسالة ...