الجمعة 18 أكتوبر 2024
مجتمع

هوية وزان البصرية بين التسويق الترابي وطمس معالم الفساد!

هوية وزان البصرية بين التسويق الترابي وطمس معالم الفساد! الهوية البصرية لدار الضمانة بين الأمس واليوم
لم ينل الحديث عن الهوية البصرية لدار الضمانة مثل ما حضي به بعد استحقاقات 8 شتنبر 2021 . وقد حاول البعض ربط الاهتمام بالموضوع بمناسبة اطلاق أول نسخة لبرنامج أوراش الذي شكل مجالا من مجالات تنزيله ، مصالحة وزان مع هويتها البصرية التي ضاعت في زحمة الفساد الذي عرفه تدبير شؤونها لعقود . وللحقيقة والتاريخ ، وليس دفاعا عن مجلس جماعة وزان في نسخته الحالية التي تدعو للغثيان ، فقد جمعتني الصدفة برئيس الجماعة أياما معدودة بعد انتخابه على رأسها ، وفي خضم حديثنا عن أهم الأوراش التي يجب اطلاق تشاور عمومي حولها قبل تنزيلها ، صرح لي بالحرف " إلى انْجحنا فهاد الولاية غير ردوا الاعتبار للهوية البصرية للمدينة فهذا أكبر انجاز" .
 
برنامج أوراش رغم ما عرف تنزيله على مستوى تراب وزان من اختلالات ، لو أن مبدأ " ربط المسؤولية بالمحاسبة " الدستوري كان حاضرا في صلب هذه الأوراش ، لكان البعض يقبع وراء القضبان !بدل تمادي جهات ما في استفزاز مشاعر أهل دار الضمانة ، واصرارها على رفع التحدي في وجه " الجدية حافزنا " بإغداقات جديدة للمال العام على من عبث بهذا المال العام في برنامج أوراش في نسختيه .( رغم ما طال هذا الورش ) فإن من آثاره الايجابية أن المدينة بدأت تتصالح ولو ببطء مع هويتها البصرية التي انفردت بها لعقود ، قبل أن يطالها المسخ .
 
ومن جانبه انخرط مجلس الجماعة بقوة في جبر ضرر المدينة بتخصيصه ميزانية ضخمة لهذه الغاية، التي مع الأسف يخضعها بعض المنتخبين لأهوائهم مما نتج عنه اصطدامات بينهم ، كما أكد ذلك لموقع " أنفاس بريس" مصدر جد مقرب من كواليس مجلس الجماعة .
 
هل ورش مصالحة وزان مع هويتها البصرية التاريخية بكل الآثار الايجابية التي سيتركها على التسويق الترابي لدار الضمانة ، التي يحاول مَن منسوب "توزانيته " مرتفع و غير ملوث ، حجز مقعد لها بمحور المدن السياحية بجهة طنجة تطوان الحسيمة ، لما تتوفر عليه من مؤهلات طبيعية وموروث مادي ولامادي، رغم أن الوعي بالمعطى السياحي بأنه رافعة من رافعات تنمية وزان تأخر ادراكه لأسباب شكل الاقصاء والتهميش المركزي للمدينة أهمها .
 
الورش المذكور تنطبق عليه مقولة " الشجرة التي تخفي الغابة". غابة الفساد لا يجب أن تخفيها الملامح الجميلة التي بدأت تأخذها المدينة. مال عام ضخم يتم تعبئته اليوم لجبر ضرر جرائم ألحقها المركب الاداري المصالحي الاستغلالي بالهوية البصرية للمدينة ، كان بالإمكان رصدها في انجاز مشاريع جديدة تعزز بنيات الاستقبال بدار الضمانة . أن يراكم حفنة من رموز الفساد الذين تناوبوا على مواقع المسؤولية ، الادارية والانتخابية ، ما كنزوه بغير حق على حساب مدينة سيستغرق رفع البدونة الثقافية والمادية عن وجهها ردحا من الزمن ، اختيار غير موفق سياسيا وأخلاقيا وقانونيا . لكن وحتى لا يتكرر ما حدث ، رغم أنه لازال يتكرر في تدبير الشأن الترابي بأكثر من جماعة ترابية بالإقليم ، وقطاعات حكومية ، وجمعيات ، من هذه الأخيرة من هو غارق حتى أذنيه في العبث بالمال العام (عودة قريبة للموضوع) فإن صمام الأمان الوحيد لمواجهة آفة الفساد ، هو التقيد الواعي والحرفي بمبدأ " ربط المسؤولية بالمحاسبة .
 
للإشارة فقط وهي دعوة للتفكير ، لماذا لم ينخرط الكثير ممن " مسك عليهم الله " في ورش مصالحة دار الضمانة مع هويتها البصرية ، وينتظرون أن يتكلف مجلس الجماعة بذلك !مفارقة عصية على الفهم .
وآخر كلامنا هو التذكير بأن جمالية واجهة الجماعات الترابية وتوحيد هوياتها البصرية حق من حقوق الانسان الناشئة ...
وسنعود له بالتفصيل النظري لاحقا.