السبت 18 مايو 2024
ضيف

عمر العمري: الوزير الرميد أمر شركة الوسيط بمنع توزيع كتابي "كنت إسلاميا"

 
 
عمر العمري: الوزير الرميد أمر شركة الوسيط بمنع توزيع كتابي "كنت إسلاميا"

تعزز المشهد الروائي في المغرب برواية أقرب إلى سيرة ذاتية، للزميل عمر العمري، الصحافي السابق بجريدة "التجديد"، وهي بعنوان "كنتُ إسلاميا"، يستعرض فيها سياق استقطابه من قبل حركة التوحيد والإصلاح، وكيف قضى سنوات في "الحركة الإسلامية" قبل أن يقرر مغادرتها بسبب ما اعتبره "خطأ فادحا عندما زجت بالدين في أتون السياسة، واختارت أن تنخرط في حزب المرحوم عبد الكريم الخطيب"..

 

- "كنتُ إسلاميا"، هو عنوان إصدارك الأخير، ما هو سياق هذا الإصدار، خصوصا من حيث التوقيت؟

+ عندما انسحبت من حركة التوحيد والإصلاح ما يزيد عن عقد من الزمن، وبعدما قدمت استقالتي من جريدة "التجديد" سنة 2005، بعد أربع سنوات من الاشتغال، إلى عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة المغربية الحالي، انتابتني فكرة إصدار كتاب حول آفاق العمل الإسلامي بالمغرب. بعدها استقر الأمر على إصدار عمل روائي في الموضوع، فكتبت أربعة فصول سنة 2008 ثم توقفت عن إتمامها. لكن بعد الربيع العربي بالخصوص، وبعد تصدر الإسلاميين المشهد السياسي في العالم، ووصول بنكيران إلى ترؤس الحكومة المغربية، قررت أن أكمل الرواية، وأظن أن هذا أفضل توقيت لإصدارها.

- ما هي المسؤوليات التي تقلدتها في الحركة؟

+ التحقت برابطة المستقبل الإسلامي بقيادة الريسوني بداية تشكلها أوائل التسعيناتمن القرن الماضي.. ثم انضممت إلى التوحيد والإصلاح بعد توحيدها بجماعة بنكيران، كنت مسؤولا عن جلسة تربوية.. لكن حسب مبدأ التخصص لدى الحركة فأنا كنت أعمل في مجال الإعلام الخاص بالحركة كصحفي في "التجديد".. رفضت الانتماء إلى العدالة والتنمية بالرغم من أن كل أعضاء الحركة آنذاك اعتبروا أعضاء عاملين بالحزب بمجرد الإعلان عن الرغبة في الانضمام إلى الحزب عبر تعبئة طلب في الموضوع.

- أعلنت أن طلاقك بحركة التوحيد والإصلاح تم منذ أكثر من 10 سنوات، لماذا انتظرت كل هذه المدة لإصدار الرواية؟

+ نعم طلقت العمل الإسلامي بصفة نهائية وليس فقط حركة التوحيد والإصلاح. ما كتبته ليس وليد اللحظة وإنما هي معاناة فكرة استمرت عقودا من الزمن. كتبت الرواية عندما لاحظت أن الناس خدعوا في الإسلاميين وصوتوا لفائدتهم في الانتخابات ظانين أنهم سينقذونهم من الفقر والاستبداد. أردت أن أقول للناس من خلال تجربتي المتواضعة إن صعود الإسلاميين إلى مراكز القرار في بعض الدول العربية هو مجرد وهم، وأنه لا مستقبل لما يسمى بالإسلام السياسي. والزمن سيثبت ذلك..

- هل الرواية قراءة نقدية، أم دفع في اتجاه المراجعة الفكرية للحركة الإسلامية؟

+ رسالتي واضحة جدا، وقد عبرت عنها في بعض المقالات نشرتها في الصحافة الإلكترونية، وهي أن فكرة الحركة الإسلامية استنفذت كل مجالاتها الفكرية والإبداعية، وأنها لم تعد قادرة على مواكبة التطورات التي سيعيشها العالم في المستقبل، وأننا لا بد أن نبحث عن حل لأزمتنا خارج منظور الحركة الإسلامية الضيق. ففي ديننا الإسلام متسع لإبداع أفكار جديدة. وحسب رأيي الشخصي، إن الحركة الإسلامية انتهت كما انتهت الشيوعية والاشتراكية وغيرها من الأفكار.. المشكل عندي هو ماذا بعد نهاية الإسلام الحركي..

- ما هي انتقاداتك لحركة التوحيد والإصلاح، خصوصا في علاقتها بحزب العدالة والتنمية؟

+ لقد ارتكبت حركة التوحيد والإصلاح خطأ فادحا عندما زجت بالدين في أتون السياسة، واختارت أن تنخرط في حزب المرحوم عبد الكريم الخطيب، الذي أصبح يسمى فيما بعد بحزب العدالة والتنمية. أظن أن الحركة ومعها الحزب يستغلان الدين سياسيا، وقد بدا ذلك واضحا بعد ما يسمى بالربيع العربي. في رواية "كنت إسلاميا" تطرقت بشكل واضح إلى هذا الاستغلال البشع للدين. لقد انسلخت الحركة عن رسالتها الدعوية والتربوية وتهافتت على مغانم سياسية زائلة.

- ما هي حيثيات منع توزيع كتابك من قبل شركة للنوزيع؟

+ تقدمت إلى شركة الوسيط في بداية غشت الماضي وتوصلت منها بعقد نموذجي للاطلاع عليه فوافقت عليه. طلبوا مني بعدها أن أوثقه لدى المقاطعة، وهو ما قمت به بالفعل في مقاطعة العكاري بالرباط.. طلبوا مني نسخة من الرواية فسلمتها لهم.. انتظرت قرابة شهر ليخبروني أن التوزيع سيتم بداية أكتوبر القادم نظرا لإكراهات التوزيع الخاصة بالكتاب المدرسي وأن المكتبات منشغلة تماما بالدخول المدرسي.. اقتنعت بهذا الطرح وانتظرت إلى غاية هذه الأيام، فذكرتهم بموعد التسليم، لكنهم اعتذروا لي وقالوا إنهم لم يعودوا يوزعون الكتب والروايات وأن هذا قرار اتخذته الشركة.. حاولت ان أتصل بالموظف الذي أبرم معي العقد ويسمى عز الدين الفاح.. حاولت الاتصال به فقالوا إنه لم يعد يعمل معهم.. "تجرجيرة وخلاص".. هذه أول مرة أطبع فيها كتابا ويظهر أني كنت "بوجاديا" بالتعبير المغربي.. ولا علم لي بأن مصطفى الرميد له علاقة بشركة "الوسيط".. المهم الأيام المقبلة ستكشف عن كل شيء.