الجمعة 17 مايو 2024
كتاب الرأي

عبد الله الحافظي: بمناسبة فاتح ماي.. صرخة متقاعد

 
 
عبد الله الحافظي: بمناسبة فاتح ماي.. صرخة متقاعد عبد الله الحافظي
سيدتي الحكومة!
نحن لسنا متلاشيات موضوعة في ركن مهجور من أركان بيتك، تتضايقين عند رؤيتها، وتنتظرين من يخلصك منها بحملها إلى المقابر خارج محيط رؤيتك.. نحن أيضا مواطنون أحياء ولنا حق في خيرات الوطن التي تتصرفين فيها حسب هواك.
لن أحدثك عن تعامل الفرنجة، الذين تنقلين منهم أساليب العيش، مع متقاعديهم، فأعضاؤك يقضون عطلهم هناك، ولا يفوتون فرص الاستمتاع على حساب جيوبنا.. ولذلك فإنك تعرفين الامتيازات التي يتمتع بها المتقاعدات والمتقاعدون على الضفة الأخرى من البحر.
معاشاتنا أصبحت كمستنقع راكد، رائحته عفنة، وبين الفينة والأخرى تنبعث منه أصوات تشبه الأنين، وأجسادنا أصابتها أعطاب تحتاج إلى مال كثير لترميمها.. وما نتلقاه لقاء عمرنا الذي أفنيناه في خدمة الوطن، يتدرج من دريهمات تحت عتبة الهزال، إلى دراهم لا تكفي الذين يعانون من أمراض مزمنة، ويتوسدون ما ترك لهم الآباء، أو يعتمدون على ما يجنيه الأبناء الذي اكتسبوا فضيلة بر الوالدين.
أحزابنا ونقاباتنا مصابة بمرض النسيان، لكنها تتذكرنا عندما تقتضي مصلحتها ذلك، فتتعاطف معنا شفويا ثم تنصرف إلى انشغالاتها.
سيدتي الحكومة!
تصريحاتك تصيب المتقاعدين بالغثيان، وابتسامات أعضائك تشعرهم بالإشمئزاز.. لأن الغلاء قد استشرى، والمصاريف قد ارتفعت، ومعاشات العديد منا قيمتها جد مخجلة.
وبما أنه لن يحك جلدك مثل ظفرك.. فإنني أفكر في تأسيس منظمة للمتقاعدين (حزبا أو نقابة).. ولنا من الوقت ما يكفي للفت نظرك السديد إلينا، باحتجاجات خبرنا أساليبها وفاعليتها في الميدان. هذا إن كان في العمر بقية..
الأمر لا يخصني لوحدي.. الصرخة موجهة لمتقاعدي كل القطاعات.