بعد مراسلة الكاف لاتحادية الجزائر بكون قميص نهضة بركان يستجيب للقانون واللوائح التنظيمية للكاف، رضخت السلطات الجزائرية لهذا القرار.. إلا أن ما يثير الاستغراب أن مضمون المراسلة جاء عبارة عن ملتمس “استعطافي” غير مقرون بأي جزاء أو ترتيب الآثار القانونية الناتجة عن هذا السلوك، بما يفيد ان مقتضيات هذا القرار هو مجرد استعطاف مرصع بصيغة -نعول على تعاونكم -والذي يفتقر للصيغة التنفيذية وطابع الالزام.
وهذا يحيل بالضرورة إلى استخلاص العبر للاستفادة منها في المستقبل لترتيب الأوضاع والاستعداد لمرحلة جديدة تحدث ثورة تصحيحة على مستوى مأسسة الكاف .وما دام ان الجارة الجزائر لا تفوت أية فرصة سانحة للإيقاع بالمغرب وخلط ما هو رياضي بما هو سياسي لخلط الأوراق واستعمال كل الأسلحة المشروعة وغير المشروعة لمناهضة المغرب ومحاولة بتر جزء من أراضيه واضعافه دبلوماسيا واقتصاديا ودبلوماسيا وحتى رياضيا ، فإن الأمر يقتضي الرد على كل هذه الاستفزازات بشكل جدي ومسؤول بكل حزم ، باتخاذ مجموعة من التدابير للردع والمعاملة بالمثل ..
ولعل الفرصة المتاحة بهذا الصدد ان المغرب يحظى بمكانة متميزة على الصعيد الإفريقي، وكان في صدارة الدول التي تمسكت بمبدأ ان القارة الإفريقية بخيراتها مستقبل للعالم، وانه آن الأوان لكي تتخلص هذه القارة من عقدها، شريطة توفر حسن النوايا والمساعي الحميدة، وهذا التموقع الاستراتيجي غير المسبوق في عالم مضطرب، يسعف بإمكانية ترشح المغرب لترؤس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، وهو طموح مشروع عادل وممكن لإنصاف المغرب كقوة إقليمية صاعدة باستنطاق لغة الأرقام كأول بلد أفريقي تأهل إلى المربع الذهبي بمونديال قطر يشفع له في ذلك، ان المغرب استطاع إنجاح كل التظاهرات الرياضية التي قام باحتضانها بشهادة الخصوم والأصدقاء .
تأسيسا على ذلك فإن مختلف الحملات المغرضة التي تشنها كتائب البعوض الإلكتروني الموجه من جارة السوء الجزائر، وحرب الاعلام الممسوخ أثبت التاريخ انه عاد إلى أوكاره خاسئا وهو حسير باعتماد الوقائع التالية:
*رغم الاعتمادات المالية الضخمة التي سخرتها الجزائر لانتزاع الأقاليم الجنوبية من المغرب باءت بالفشل الذريع
*هل الجزائر لازالت قادرة على تبديد مقدرتها المالية لتمويل قضية خاسرة غير مشروعة؟
* حكمة الراحل الحسن الثاني حينما اعتبر وقتها أن القارة الأفريقية التي تدافع عن حق الشعوب في تقرير مصيرها بهتانا، هي اول من ستكتوي بنيران الانفصال والحروب الأهلية وهذا ما تحقق بشكل فعلي .
فهل تبتغي الجزائر من وراء هذه الحملات المغرضة تهجير الساكنة الأصلية والأصلية من منطقة الصحراء المغربية لمجرد إشباع نزوة عسكرية مريضة؟ وهذا ما لا يقبله لا المنطق ولا العقل .
واستخلاصا لذلك " فالحكمة المتأخرة بلادة متقدمة " فمتى يستفيق منطق العقل والشرعية القانونية والمشروعية السياسية.