الثلاثاء 30 إبريل 2024
سياسة

استمعت‭ ‬‮" الوطن‭ ‬الآن "‬‭ ‬للإدارة‭ ‬والطلبة‭ ‬والأساتذة‭ ‬والآباء.. كل الحقائق حول إضراب كليات الطب والصيدلة

استمعت‭ ‬‮" الوطن‭ ‬الآن "‬‭ ‬للإدارة‭ ‬والطلبة‭ ‬والأساتذة‭ ‬والآباء..  كل الحقائق حول إضراب كليات الطب والصيدلة لماذا ‭ ‬تحدث ‬الوزير‭ ‬ميراوي ‬عن‭ ‬القرار‭ ‬السيادي،‭ ‬وكأن‭ ‬جهة‭ ‬أجنبية‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬تحاول‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬القرار‭ ‬الحكومي‭ ‬المغربي
في‭ ‬ظل‭ ‬انسداد‭ ‬الحوار‭ ‬واحتدام‭ ‬الصراع‭ ‬الدائر‭ ‬في‭ ‬كليات‭ ‬الطب‭ ‬والصيدلة‭ ‬وطب‭ ‬الأسنان‭ ‬بين‭ ‬الطلبة،‭ ‬الذين‭ ‬يقاطعون‭ ‬الدراسة‭ ‬والامتحانات‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬4‭ ‬أشهر،‭ ‬وبين‭ ‬وزارتي‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬والصحة،‭ ‬يخيم‭ ‬شبح‭ ‬"السنة‭ ‬البيضاء"‭ ‬على‭ ‬الجميع‭.‬
 
ويرفع‭ ‬طلبة‭ ‬الطب‭ ‬وطب‭ ‬الأسنان‭ ‬والصيدلة‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬المطالب،‭ ‬تتمثل‭ ‬أساسا‭ ‬في‭ ‬مطالبة‭ ‬الحكومة‭ ‬بالتراجع‭ ‬عن‭ ‬تقليص‭ ‬سنوات‭ ‬الدراسة‭ ‬من‭ ‬7‭  ‬إلى‭ ‬6‭ ‬سنوات،‭ ‬وإعادة‭ ‬هيكلة‭ ‬السلك‭ ‬الثالث،‭ ‬وإعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬مسألة‭ ‬زيادة‭ ‬أعداد‭ ‬الطلبة‭ ‬الوافدين‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬عدم‭ ‬توفر‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬الكفيلة‭ ‬بضمان‭ ‬التكوين‭ ‬في‭ ‬ظروف‭ ‬جيدة،‭ ‬ورفع‭ ‬تعويضات‭ ‬المتدربين‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الثالثة‭ ‬والرابعة‭ ‬والخامسة‭. ‬فيما‭ ‬تصر‭ ‬وزارتا‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬والصحة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تقليص‭ ‬سنوات‭ ‬التكوين‭ ‬«قرار‭ ‬سيادي‭ ‬لا‭ ‬رِجعة‭ ‬فيه»‭.  ‬بل‭ ‬ذهبت‭ ‬أبعد‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬في‭ ‬لعبة‭ ‬الذراع‭ ‬الحديدية،‭ ‬حين‭ ‬قررتا‭  ‬منح‭ ‬نقطة‭ ‬«صفر»‭ ‬للطلبة‭ ‬الذين‭ ‬يقاطعون‭ ‬الدراسة‭ ‬والامتحانات،‭ ‬وإرغام‭ ‬الطلبة‭ ‬المتدربين‭ ‬على‭ ‬الالتحاق‭ ‬بأماكن‭ ‬التدريب،‭ ‬وفي‭ ‬حال‭ ‬التغيب‭ ‬لثلاث‭ ‬مرات‭ ‬يعتبر‭ ‬الطالب‭ ‬متغيبا،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬إحالة‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الطلبة‭ ‬المتزعمين‭ ‬لمقاطعة‭ ‬الدراسة‭ ‬والامتحانات‭ ‬على‭ ‬المجالس‭ ‬التأديبية،‭ ‬وإصدار‭ ‬قرارات‭ ‬توقيف‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬بعضهم،‭ ‬وحل‭ ‬المكاتب‭ ‬الطلابية‭ ‬ومنع‭ ‬أنشطتها‭.‬

لقد‭ ‬اتضح‭ ‬جليا،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المسار‭ ‬الذي‭ ‬اتخذه‭ ‬الاحتجاج‭ ‬بكليات‭ ‬الطب‭ ‬والصيدلة‭ ‬وطب‭ ‬الأسنان،‭ ‬أن‭ ‬طرفي‭ ‬الصراع‭ ‬يرفضان،‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬زاويته،‭ ‬تقديم‭ ‬أي‭ ‬«تنازل»‭ ‬للطرف‭ ‬الآخر‭. ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬الطلبة‭ ‬يصرون‭ ‬على‭ ‬خيار‭ ‬المقاطعة‭ ‬لتحقيق‭ ‬المطالب‭ ‬التي‭ ‬يرون‭ ‬أنها‭ ‬مشروعة‭ ‬«حماية‭ ‬التكوين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الطب‭ ‬وهيكلة‭ ‬السلك‭ ‬الثالث‭ ‬حسب‭ ‬قولهم»،‭ ‬بينما‭  ‬تؤكد‭ ‬الوزارتان‭ ‬أنهما‭ ‬استجابتا‭ ‬لـ‭ ‬95% من‭ ‬مطالب‭ ‬الطلبة‭ ‬المحتجين،‭ ‬وأن‭ ‬10%‭ ‬من‭ ‬الطلبة‭ ‬فقط‭ ‬هم‭ ‬الذين‭ ‬«يدبرون»‭ ‬الاحتجاج‭ ‬على‭ ‬«قرار‭ ‬سيادي»‭ ‬يعتبر‭ ‬التراجع‭ ‬عنه‭ ‬خطا‭ ‬أحمر،‭ ‬نظرا‭ ‬لارتباطه‭ ‬بورش‭ ‬الحماية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬وتعميم‭ ‬التغطية‭ ‬الصحية‭ ‬الذي‭ ‬يهم‭ ‬جميع‭ ‬المغاربة‭..‬

استمرار‭ ‬هذا‭ ‬الصراع‭ ‬الذي‭ ‬ينذر‭ ‬بسنة‭ ‬بيضاء،‭ ‬دفع‭ ‬النقابة‭ ‬الوطنية‭ ‬للتعليم‭ ‬العالي‭ ‬إلى‭ ‬الدخول‭ ‬على‭ ‬خط‭ ‬الأزمة‭ ‬بين‭ ‬الطلبة‭ ‬والحكومة،‭ ‬حيث‭ ‬حذرت‭ ‬من‭ ‬استمرار‭ ‬انحصار‭ ‬الحوار‭ ‬وتأثيره‭ ‬السلبي‭ ‬على‭ ‬التكوين‭ ‬العمومي‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الطب‭ ‬والصيدلة‭ ‬وطب‭ ‬الأسنان،‭ ‬كما‭ ‬دعت‭ ‬الطلبة‭ ‬إلى‭ ‬«الاحتكام‭ ‬إلى‭ ‬العقل‭ ‬وعدم‭ ‬الانجرار‭ ‬وراء‭ ‬الجانب‭ ‬العددي‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الجانب‭ ‬الكيفي،‭ ‬لأن‭ ‬انتهاء‭ ‬السنة‭ ‬الدراسية‭ ‬إلى‭ ‬البياض‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬مصلحة‭ ‬أحد»‭.‬
 
وإذا‭ ‬كان‭ ‬لا‭ ‬يلوح‭ ‬أي‭ ‬أفق‭ ‬للحل‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تشبث‭ ‬كل‭ ‬طرف‭ ‬بمواقفه،‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬طرح‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأسئلة:
 
- هل‭ ‬يطالب‭ ‬الطلبة‭ ‬المحتجون‭ ‬بكليات‭ ‬الطب‭ ‬والصيدلة‭ ‬وطب‭ ‬الأسنان‭ ‬بإلغاء‭ ‬قرار‭ ‬تقليص‭ ‬سنوات‭ ‬الداسة‭ ‬من‭ ‬7‭ ‬إلى‭ ‬6‭ ‬سنوات‭ ‬فقط،‭ ‬أم‭ ‬يطالبون‭ ‬بإصلاح‭ ‬شامل‭  ‬يضم‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المحاور‭ ‬تتصل‭ ‬بالبرنامج‭ ‬البيداغوجي‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬التكوين‭ ‬الطبي‭ ‬من‭ ‬السنة‭ ‬الأولى‭ ‬إلى‭ ‬السنة‭ ‬السابعة؟
 
- هل‭ ‬قرار‭ ‬تقليص‭ ‬سنوات‭ ‬الدراسة‭ ‬«قرار‭ ‬سيادي‭ ‬حقا‭ ‬غير‭ ‬خاضع‭ ‬للمقايضة‭ ‬أو‭ ‬التفاوض‭ ‬أو‭ ‬التراجع»،‭ ‬أم‭ ‬أنه‭ ‬شأن‭ ‬أكاديمي‭ ‬بيداغوجي‭ ‬يندرج‭ ‬ضمن‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الاختصاصات‭ ‬الموكولة‭ ‬إلى‭ ‬الجامعات‭ ‬والكليات‭ ‬-‭ ‬في‭ ‬شحص‭ ‬الأساتذة- (مسار‭ ‬التدريس،‭ ‬كيفية‭ ‬إلقاء‭ ‬الدروس،‭ ‬سيرورة‭ ‬التداريب‭ ‬الاستشفائية،‭ ‬طريقة‭ ‬التقييم،‭ ‬أو‭ ‬الخوض‭ ‬في‭ ‬نقاش‭ ‬المعادلة‭ ‬أو‭ ‬دفتر‭ ‬المعايير‭ ‬البيداغوجية‭ ‬الوطنية…)،‭ ‬ولا‭ ‬يحق‭ ‬لأي‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭ ‬اتخاذ‭ ‬قرارات‭ ‬بشأنها؟
 
-‭ ‬هل‭ ‬أقدمت‭ ‬الحكومة‭ ‬على‭ ‬قرار‭ ‬تخفيض‭ ‬سنوات‭ ‬الدراسة‭ ‬بوصفه‭ ‬حلا‭ ‬«سياديا»‭ ‬لخفض‭ ‬الخصاص‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬تعاني‭ ‬منه‭ ‬المستشفيات‭ ‬العمومية‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الأطباء‭ ‬«يقدر‭ ‬الخصاص‭ ‬بـ‭ ‬33‭ ‬ألف‭ ‬طبيب»،‭ ‬أم‭ ‬أنه‭ ‬يتضمن،‭ ‬في‭ ‬عمقه‭ ‬وجوهره،‭ ‬انتهاكا‭ ‬حقوقيا‭ ‬صارخا‭ ‬يضرب‭ ‬حقا‭ ‬من‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬التي‭ ‬نص‭ ‬عليها‭ ‬الدستور‭ ‬«الحق‭ ‬في‭ ‬التعليم»؟
 
ـ  لماذا‭ ‬تحدث‭ ‬الوزير‭ ‬ميراوي‭ ‬عن‭ ‬القرار‭ ‬السيادي،‭ ‬وكأن‭ ‬جهة‭ ‬أجنبية‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬تحاول‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬القرار‭ ‬الحكومي‭ ‬المغربي،‭ ‬أو‭ ‬كأن‭ ‬الطلبة‭ ‬المغاربة‭ ‬ليسوا‭ ‬مغاربة،‭ ‬ولا‭ ‬تربطهم‭ ‬بالمغرب‭ ‬أي‭ ‬علاقة‭ ‬مواطنة،‭ ‬وكلهم‭ ‬يسعون‭ ‬إلى‭ ‬الرحيل‭ ‬عن‭ ‬وطنهم‭ ‬للالتحاق‭ ‬بكندا‭ ‬أو‭ ‬فرنسا‭ ‬أو‭ ‬الخليج؟

-‭ ‬هل‭ ‬يعني‭  ‬قرار‭ ‬تقليص‭ ‬سنوات‭ ‬الدراسة‭ ‬بالفعل‭ ‬حرمان‭ ‬الطلبة‭ ‬المغاربة‭ ‬من‭ ‬استكمال‭ ‬دراساتهم‭ ‬في‭ ‬الخارج،‭ ‬وحقهم‭ ‬في‭ ‬ولوج‭ ‬الكليات‭ ‬والمعاهد‭ ‬العليا‭ ‬للطب‭ ‬في‭ ‬الخارج،‭ ‬أم‭ ‬يعني‭ ‬تسريع‭ ‬وتيرة‭ ‬التخرج‭ ‬و«إنتاج‭ ‬الأطباء‭ ‬المحليين»؟‭ ‬وهل‭ ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬الطريقة‭ ‬الصحيحة‭ ‬لوضع‭ ‬حد‭ ‬لهجرة‭ ‬الأطباء،‭ ‬وتشجيع‭ ‬الخريجين‭ ‬على‭ ‬البقاء‭ ‬لخدمة‭ ‬المواطنين‭ ‬المغاربة‭ ‬«يهاجر‭ ‬800‭ ‬طبيب‭ ‬سنويا»؟
 
-‭ ‬هل‭ ‬الإبقاء‭ ‬على‭ ‬«الأطباء‭ ‬المغاربة»‭ ‬خارج‭ ‬أهلية‭ ‬ممارسة‭ ‬الطب‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬هو‭ ‬الحل‭ ‬للمعضلة‭ ‬الصحية‭ ‬بالمغرب؟‭ ‬وماذا‭ ‬عن‭ ‬نظام‭ ‬الحوافز‭ ‬وتأمين‭ ‬البنيات‭ ‬الطبية‭ ‬والتشجيع‭ ‬على‭ ‬التكوين‭ ‬والمهارات‭ ‬وتمتين‭ ‬الخبرات؟
«الوطن‭ ‬الآن»‭ ‬تنقل‭ ‬مواقف‭ ‬الأطراف‭ ‬المعنية‭ ‬بالملف‭ ‬من‭ ‬عمادة‭ ‬وطلبة‭ ‬وأساتذة‭ ‬وآباء‭.‬
 
تفاصيل أوفى تجدونها في العدد الجديد من أسبوعية " الوطن الآن"